رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

د. كرم خليل عن أدب بلاد الشمس المشرقة: صورة العربى إيجابية فى الأعمال الأدبية اليابانية

حوار أحمد عبدالعظيم
د.كرم خليل

منذ أن نال الأديب اليابانى كاواباتا ـ ياسونارى جائزه نوبل للآداب فى عام 1968 وحتى يومنا هذا والأدب اليابانى محل اهتمام كبير فى الساحه العالمية، حيث توالت ترجمة إبداعاته لعدة لغات ومن بينها العربية، كما ان هناك علاقات ثقافية وثيقة بين مصر واليابان تعود إلى أكثر من نصف قرن خاصة بعد أن قام الزعيم مصطفى كامل بتأليف كتاب عنوانه الشمس المشرقة، كما زار وفد يابانى مصر بعد هذا الحدث ليتعرف على مشروعات النهضة المصرية.

وعن أبرز ملامح العلاقات الثقافية المعاصرة مع اليابان وجهود ترجمة الأدب العربى فى اليابان وصورة الإنسان العربى فى الأدب الياباني، وتدريسه فى مصر، وعن تياراته المعاصرة، كان لنا هذا الحوار مع د. كرم خليل أستاذ اللغة اليابانية بآداب القاهرة.

  • ما مدى اهتمام الجامعات اليابانية باللغة العربية وآدابها؟

هناك أقسام عديدة لدراسة اللغة العربية فى اليابان منذ حوالى 70 عاما.. مثل قسم اللغة العربية بجامعة أوساكا.. وقد درس فيه الكثير من أساتذة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة أشهرهم د.عبد المنعم تليمة، ود. نصر حامد أبو زيد.. وهناك قسم ثان بجامعة طوكيو للدراسات الأجنبية وثالث للدراسات الإسلامية بالجامعة ذاتها.. وبعض الجامعات اليابانية الأخري.

  • حدثنا عن جهود ترجمة الأدب العربى فى اليابان؟

الأدب العربى ينال مكانة متميزة فى اليابان.. فقد تٌرجمت معظم أعمال نجيب محفوظ وعباس العقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم بواسطة أساتذة أقسام اللغة العربية بالجامعات اليابانية..والبداية أيضاُ كانت تحت إشراف وتحرير الكاتب اليابانى اليسارى «نوما هيروشي» بتحرير كتاب بعنوان» مختارات من الأدب العربى المعاصر» نشر فى سنة 1974.

وجاء ذلك بعد أن زار القاهرة ليحضر مؤتمرا لجمعية الكتاب الإفريقيين والآسيويين مطلع عام 1974م، وقد قدم اقتراحا لعقد مؤتمر آخر فى اليابان للتضامن الثقافى بين اليابان والدول العربية..وفى سياق التعاون هذا بين الأدباء العرب والمستعربين اليابانيين صدرت سلسلة «الروايات والقصص العربية المعاصرة» من عام 1978 حتى 1980 فى عشرة أجزاء من بين الأعمال المترجمة «شجرة البؤس» لطه حسين و«عصفور من الشرق» لتوفيق الحكيم و«الأيام» لطه حسين و»بين القصرين» لنجيب محفوظ، و«الأرض» لعبد الرحمن الشرقاوى «وموسم الهجرة إلى الشمال» للطيب صالح، و»عودة الطائر إلى البحر» لحليم بركات، و«رجال فى الشمس» و»عائد إلى حيفا» لغسان كنفاني، وغيرها.

  • هل هناك أصداء لشخصية العربى فى الأدب اليابانى وكذلك صورة مصر فى الأدب الياباني؟

ظهرت شخصية العربى بشكل إيجابى خاصة عندما تناول الأدب اليابانى كفاح الشعوب العربية ضد الاحتلال الأجنبى والتى عانت منه اليابان أيضا، بجانب اعجاب اليابانيين بمصر مثل كتابات المفكر اليابانى الكبير «فوكوزاوا يوكيتشي» 1835-1901 أحد أبرز رواد الإصلاح والتنوير فى اليابان والذى زار مصر عام 1862 وبتكليف من الإمبراطور اليابانى «كومبي» ضمن وفد من ساموراى اليابان لدراسة تجربة مصر فى التحديث فى مجالات عديدة مثل مجال التعليم وفى مجال تنظيم السكك الحديدية.. وفى مجال القانون وخاص النظام القضائى المتمثل فى المحاكم المصرية المختلطة.

  • كيف هى إسهاماتكم فى مجال ترجمة الأدب العربى للغة اليابانية وكذلك ترجمة الأدب اليابانى الى اللغة العربية؟

ترجمت رواية بعنوان «راقصة آيزو» لكاواباتا ياسونارى وروايتين «لميشيما يوكو» وهما «اللصوص البحر» و«غروب الشمس» وساهمت مع المترجمين اليابانيين فى تدقيق الترجمة اليابانية.. أى تدقيق النص العربى مع النص الياباني..لاختلاف الخلفية الثقافية للنص العربى والمترجم الياباني..الذى يعانى من الغموض فى التعبيرات فى النص العربى مثل أعمال توفيق الحكيم وعباس محمود العقاد.. أما عن ترجمة الأدب اليابانى إلى اللغة العربية.. فقد قمت بترجمة أدب القصة القصيرة مثل أدب «كاواباتا ياسوناري»

  • ماذا عن مجالات التعاون الثقافى بين مصر واليابان؟

بدأ التعاون الثقافى بين مصر واليابان منذ زيارة بعثة ثقافية من «الساموراي» عامى 1862 و1864 لدراسة النهضة المصرية.. و لا ننسى قصيدة الشاعر»حافظ ابراهيم» «غادة اليابان» التى كتبها تعاطفا مع اليابان بعد الانتصار على روسيا عام 1905 وهناك العديد من المشاريع الثقافية بين مصر واليابان..أهمها بروتوكول التعاون الثقافى بين مصر واليابان عام 1957 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.. مشروع الأوبرا المصرية.. وإنشاء العديد من أقسام اللغة اليابانية فى الجامعات المصرية، ومشروع الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا فى برج العرب كجامعة أهلية.. والمبادرة المصرية اليابانية لقطاع الشئون الثقافية بوزارة التعليم العالى المصري.. ومشروع المدارس المصرية اليابانية المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية.. والاستعانة بالخبراء اليابانيين فى هذا الصدد..وحديثا مشروع المتحف المصرى الكبير.

  • يتردد دائما أن فوز الأدباء اليابانيين بجوائز نوبل للآداب يرجع لأسباب سياسية تتعلق بقوة العلاقات مع الغرب كيف ترى هذه المقولة؟

فى اعتقادى كأكاديمى متخصص فى الدراسات اليابانية وبالأخص الأدب الياباني.. أن فوز الأدباء اليابانيون بجوائز نوبل للآداب لا يعود لأسباب سياسية ..لدرجة أن الأديب «أويه كنزابورو» الحائز على الجائزة عام 1994م ..كان معارضاً –ومازال- لوجود القواعد الأمريكية فى الأراضى اليابانية.. الفوز بنوبل يعود إلى الخصائص والسمات المتميزة التى يتمتع بها الأدب اليابانى فى الساحة العالمية وخاصة فى الساحة الأدبية الآسيوية.. فمثلا قوة أعمال الأديب اليابانى «كاواباتا ياسوناري»..قد ترجمت إلى لغات العالم الغربى والأمريكي..فقد مُنح جائزة نوبل عام 1968 لأسلوبه القصصى البارع الذى يعبر بالأسلوب الحسى المباشر عن جوهر الفكر اليابانى والثقافة اليابانية..وحين سمع نبأ فوزه بالجائزة قال فى تواضع كبير»إننى محظوظ..إن أعمالى الأدبية أقل قيمة من إنتاج الأدباء اليابانيين الآخرين، لكن الصدمة الكبرى التى أصابت المجتمع اليابانى والعالمى عام 1972 أنه انتحر..فأعتقد أنه ربما انتحر حزنا على تلوث جوهر الروح اليابانية بالثقافة الغربية والأمريكية، أثناء الاحتلال الأمريكى لليابان.. فيٌقال إنه عاش فى صراع نفسى حزين بين الروح اليابانية والروح الغربية ..أما الأديب الثانى الذى نالها فهو «أويه كنزابورو» عام 1994م ..فأعماله الأدبية تمثل قمة الإبداع اليابانى مابعد الحرب العالمية الثانية والتهديد النووى الدائم..

  • ماذا عما يعرف بقصائد الواكا- والهايكو من حيث السمات التى تميزها عن الشعر العربي؟

قصائد «الواكا» وتسمى احيانا بقصيدة «التانكا» هو نمط شعرى للقصيدة اليابانية.. منذ العصور القديمة مرورا بالعصر الوسيط حتى عصر ما قبل الحديث.. فالقصيدة تتكون من خمسة أبيات فقط.. ليس لهذه القصائد قافية ولا نغم مثل القصيدة العربية. فهذه القصائد مرتبطة بالطبيعة اليابانية. والفصول الأربع. والشعراء يمرحون ويتنقلون فى الطبيعة اليابانية الفاتنة...وتكون الهاما لهم لنظم قصيدة عن الطبيعة والحب والفراق وغيرها من الموضوعات…وأشهر ديوان شعرى يابانى قديم هو «المانيوشو»نجد فيه المشاعر الفياضة البسيطة بصورة صادقة وباسلوب مباشر عكس ديوان «كوكين واكا شو» الذى نجد فيه التكنيك فى الاسلوب والمشاعر الفياضة غير المباشرة، أما ديوان «شين كوكين واكاشو» فتتسم قصائدة بالغموض والعمق فى الأحاسيس والمشاعر.

  • شاركت فى إعداد دليل للأدب اليابانى وتم نشره هناك.. حدثنا عن التيارات الأدبية المعاصرة باليابان؟

بدأ الأدب اليابانى فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر يقترب من الروح الغربية فى أفكاره ومفاهيمه وأشكاله ونظرياته الأدبية، وتم ترجمة أعمال أدبية غربية بغزارة وكثرت قراءتها...وظهرت التيارات والاتجاهات والمدارس والجماعات والحركات الأدبية التى تأثرت بالمدارس والتيارات الأدبية الغربية، وهى المدرسة الواقعية الأدبية اليابانية، و الحركة الأدبية التى تدعو إلى توحيد اللغة اليابانية المحكية، وجماعة الأصدقاء الأدبية، و المدرسة الرومانسية الأدبية اليابانية، و المدرسة الطبيعية الأدبية اليابانية، والمدرسة المعارضة للحركة الطبيعية ، وحركة» شجرة السندر البيضاء الأدبية» المعارضة ، والمدرسة الواقعية الأدبية اليابانية الجديدة، وجماعة الإدراك الحسى الأدبى الجديد، وجماعة الأدب العمالي، أو مذهب البروليتاريا، والمدرسة الرمزية الأدبية ، و حركة الأدب الديمقراطي.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق