بعد نجاحه فى مسلسل «جعفر العمدة»، كرر رمضان محاولة الوجود فى السينما بموسم العيد من خلال فيلم «هارلي» الذى حقق فى أول ثلاثة أيام 15 مليون جنيه، وما يقرب من 25 مليونا، متفوقا على ستة أفلام شهد العيد عرضها متفوقا عليهم فى الإيرادات، قبل أن يتفوق عليه فيلم «13 يوما» بعد انتهاء العيد.
يحكى «هارلي» قصة المهندس محمد هاشم الشهير بهارلي، وهو مهندس ميكانيكى للموتوسيكلات، يعيش حياته ما بين السرقة والإدمان، إذ يقوم بعمليات السرقة لصالح الرجل الكبير «ياسين» لكن حينما يرحل أخوه تتبدل حياته، ويصبح شخصا مستقيما، إلا أن «ياسين»، يرفض هذا القرار، ويلتقى بأسيل فيجدها شخصية ضائعة مثله، فيقرر مساعدتها.
القصة -والسيناريو- لمحمد سمير مبروك وهند عبدالله.. تعتبر من القصص الساذجة إذ كان أساسها بعض كليبات محمد رمضان التى يحاول أن يصلها ببعضها، فهو سيناريو لمحبى محمد رمضان وغنائه، فحينما يحزن أو يفرح أو يحتفل بذكرى ميلاده أو حتى نجاحه فى سرقة ما.. يغنى ويرقص ويركب الموتوسيكل!
رغم الإنتاج المكلف فلم يكن السيناريو من السيناريوهات الجيدة، لا سيما فى مشاهد السرقة أو تهريب أسيل، وحتى فى المفاجآت فى العلاقة بين الشخصيات بعضها ببعض إذ جاءت كلها كأنها «قص ولصق».
كان يمكن بمجهود بسيط من السيناريست استغلالا لوجود كلا من محمد رمضان ومحمود حميدة أن ينجزا فيلما جميلا برسالة قوية مثل «لا للمخدرات» و«لا للحرام» التى حاول الفيلم إرسالها للمتلقى إلا أن الرسالة جاءت ساذجة.
هند عبد الله.. رغم أنها جديدة إلى حد ما فإنها لم تبذل المجهود المطلوب للظهور فى كتابة سيناريو فيلم جيد.
محمد سمير مبروك -المشارك فى التأليف- رغم أن له العديد من الأفلام الجيدة السابقة منذ عام 2008 مثل «مش البشمهندس حسن « و «محترم الا ربع« أو حتى «صابر جوجل»، فإن «هارلي» يعتبر أقل أفلامه جودة. فقد كانت هناك فرصة لعمل فيلم خفيف يجمع بين الحركة (الأكشن) والكوميديا لكن النتيجة لم تكن جيدة.
«محمد رمضان» فى دور المهندس محمد هاشم الشهير بهارلي.. ممثل له حضور (كاريزما) كبيرة خصوصا مع الشباب، وكان يبذل مجهودا فى كل دور يقوم به، لكنه لم يستغل هذا الأداء فى الشخصية، فكان أداؤه ليس به جديد سواء على مستوى الكليبات فى الفيلم أو التمثيل.
محمود حميدة فى شخصية ياسين زعيم العصابه ممثل كبير لم يحالفه الحظ فى اختيار العمل فى «هارلي».. ذلك أنه ممثل أكبر من القصة التى قام بأدائها رغم ما فيها من أبعاد درامية كثيرة.
مى عمر فى دور أسيل (البنت الضائعة).. لم يكن أداؤها مختلفا عن أدوارها السابقة، وتلك بالطبع مسئولية المخرج، إذ حاولت أن تكون كوميدية فى أدائها للشخصية، لكن كان هذا ضد دراما الشخصية نفسها!
إسماعيل فرغلى فى شخصية الأب هاشم.. يُعتبر من أكبر وأهم أدواره على الشاشة الكبيرة لكنه لم يستغل الفرصة ليلعب على مفردات الشخصية فجاء أداؤه عاديا.
حسنى شتا فى دور مرتضي.. حاول أن يؤدى دور الشرير الذى يكره هارلى لكن لم يعط الشخصية، القوة التى تتماشى مع الصراع.. حتى مع وضع الكحل فى عينه!
مى كساب وأحمد داش.. تشعر بأنهما جاءا فقط من مسلسل «جعفر العمدة» لعمل دورى الأخ وزوجة الأب!
التصوير.. أحمد عبد القادر له العديد من الأفلام مثل «بحبك« تامر حسنى و»30 يوما فى العز».. لكن هنا فى «هارلي».. نجد الإضاءة فى الكليبات التى غناها رمضان مثل كليب عيد الميلاد هى إضاءة مبهجة وجميلة وصورة ذات تنوع فى الألوان الجميلة، فالمشاهد كلها ذات دراما فى التصوير سواء فى الداخلى أو الخارجي، أو الليل أو النهار.. لقد أنجز صورة جميلة.
المونتاج.. إسلام عاكف.. عمل فى العديد من الكليبات والأفلام مثل» بحبك» و»مش أنا» ومسلسلات مثل «النهاية».. هنا فى الكليبات داخل الأحداث وعمله «الفوتو مونتاج» بين شخصية هارلى ولقطات سباق الموتوسيكل لأخيه ومونتاج اللقطات وقت فترة التعافى لهارلى وأسيل.. هذا الأداء جعل «المونتير» من أحسن مفردات الفيلم.
الموسيقى لعادل حقي.. له العديد من موسيقى المسلسلات التليفزيونية، مثل «خيانة عهد» و»اللى مالوش كبير» و«البرنس» لمحمد رمضان.. جاءت الجمل الموسيقية سريعة، وفى خدمة الدراما، لا سيما فى مشاهد «الفوتو مونتاج».
لكن فى مشهد هروب أسيل جاءت الجمل الموسيقية التى تعطى حالة الإثارة قديمة، علاوة على عدم وجود جمل موسيقية فى لقاء والد أسيل مع هارلى لأول مرة مما جعل اللقاء هادئا، وهو ما كان ضد الدراما.
الإخراج لمحمد سمير.. الذى بدأ مديرا للتصوير فى العديد من الأعمال التليفزيونية، ويُعتبر «هارلي» أول أعماله السينمائية.. لم يكن موفقا فى قيادة الممثلين، إذ لم يأتوا بجديد يختلف عن أدائهم فى أعمالهم السابقة.
أيضا لم يساعده.. لا القصة ولا السيناريو ولا وقت التصوير الذى بدأ غالبا بعد تصوير «جعفر العمدة»، مع يوم تصوير متصل استمر 54 ساعة.. مما يعنى أن التصوير لم يأخذ وقته للإبداع.
أخيرا كان معيبا ألا يوضع اسم فنان بقامة محمود حميدة على «التتر».. الأمر الذى يلخص حالة السذاجة التى سيطرت على معظم مفردات الفيلم، فضلا عن رسالته.
رابط دائم: