رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كنوز «رمسيس وذهب الفراعنة» تتلألأ فى مدينة «النور»

تقرير ــ عـادل الألـفى

  • سفير مصر بفرنسا: الفرنسيون وصفوا المعرض بأنه أهم الأحداث التراثية فى «باريس».. وإحدى ركائز قوة مصر الناعمة
  • أمين «الأعلى للآثار»: السوق الفرنسية أشهر الأسواق للسياحة الثقافية .. وأتوقع مليون زيارة للمعرض

 

بعد تحقيق مبيعات قدرتها الشركة المنظمة بأكثر من 165 ألف تذكرة، قبيل افتتاح معرض الآثار المؤقت «رمسيس وذهب الفراعنة» الذى انطلقت فعالياته فى محطته الثالثة داخل العاصمة الفرنسية «باريس»، الملقبة بمدينة «النور»، منذ نحو أسبوعين، ويستمر حتى 17 سبتمبر المقبل، سعى «الأهرام» للتعرف على أبرز ردود الأفعال الفرنسية. وكيفية استثمار مصر لهذا الزخم الذى يبشر باحتمالية تحقيق رقم قياسي فى أعداد الزائرين، ومدى انعكاسه على زيارة المواقع الثقافية والأثرية فى موقعها الأصلى فى أرض الكنانة.

فى البداية، تواصلنا هاتفيا مع السفير علاء يوسف، سفير مصر بباريس، سألناه عن كيفية استقبال الفرنسيين لوصول تابوت الملك «رمسيس الثاني» الذى يعرض بشكل استثنائى لأول مرة خارج مصر، والقطع الأثرية المصاحبة له، قال «يوسف» إنه كان مشهدا مهيبا أمام جمع غفير من وسائل الإعلام منذ وصوله إلى مطار «شارل دى جول» فى 23 مارس الماضى وحتى نقله إلى قاعة «لا فيليت» التى تستضيف المعرض الآن، حيث وصفوه بأنه أقدم وأبرز سفراء مصر وأحد الركائز الأساسية للقوة الناعمة المصرية، وذلك بمشاركة وزيرة الثقافة الفرنسية التى أعربت عن تقدير فرنسا الكبير لموافقة مصر على عرض التابوت فى باريس.


وردا على مدى مساهمة نجاح المعرض فى الترويج لمصر وحضارتها، أكد أنه ساهم بشكل ملحوظ حتى الآن فى إعطاء دفعة قوية لدى الأوساط الإعلامية والثقافية الفرنسية، فضلا عن وصف العديد من وسائل الإعلام الفرنسية للمعرض بأنه واحد من أهم الأحداث التراثية فى فرنسا، لاسيما أنه يعكس عظمة الحضارة المصرية، وسيساعد على جذب الآلاف من العاشقين لمصر القديمة. وعن كيفية استثمار السفارة المصرية ومكتبها السياحى لتلك المعطيات، خاصة أن أعداد السائحين الفرنسيين الوافدين إلى مصر لم يتخط حاجز الـ300 ألف زائر فى أعلى معدلاته فى عام 2019م، أشار «يوسف» إلى أن هناك جهودا ترويجية لمصر مبذولة بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية خلال الفترة التى سبقت المعرض تكللت بزيادة كبيرة فى أعداد السائحين الفرنسيين خلال الربع الأول من العام الجارى، خاصة كون السوق الفرنسية يأتى ضمن 12 سوقا مستهدفة من الجانب المصرى خلال الفترة القادمة. وأكد أن مصر عادت بقوة على خريطة الاهتمام الفرنسى فى مجال السياحة، وكافة المؤشرات ترجح ازديادا ملحوظا ستشهده الفترة القادمة نتيجة الحملات الترويجية التى تمت على مدى الشهور الأخيرة.


وحول الجهود التى بذلت للوصول إلى تحقيق نتائج على أرض الواقع خلال العام الحالى، قال «يوسف» إن الفترة الماضية شهدت إطلاق العديد من الحملات الدعائية للسياحة المصرية فى فرنسا، منها إعلانات على المواقع الإلكترونية لشركات السياحة، بالإضافة إلى حملة دعائية فى محطات مترو باريس، ونشر إعلانات ترويجية للمناطق السياحية المصرية فى كبرى المجلات الفرنسية.

وأضاف أن المكتب السياحى قام بالتعاون مع دار فرنسية للنشر بتحديث الدليل الخاص بمصر وإضافة محتوى يتناول المتاحف التى تم افتتاحها حديثا، وأهم الأماكن السياحية فى مصر، وكذلك مسار رحلة العائلة المقدسة التى سعت السفارة إلى وضعها بعد نجاح مصر فى إدراجها على قائمة التراث غير المادى لليونسكو فى إطار جهود الترويج للسياحة الدينية فى مصر، إلى جانب بحث إمكان طرحها كمزار فى برنامج رحلاتهم للعام الحالي، كما شارك المكتب السياحى أيضا مع جمعية السياحة العربية فى تنظيم ورشة عمل عن السياحة فى مصر فى ديسمبر الماضي، على هامش معرض «حلم مصر» الذى أقيم فى متحف «رودان» بباريس.


وأشار إلى أن تلك الجهود المستمرة لا تقتصر على الحملات الدعائية فقط، وإنما تمتد لتشمل طيفا واسعا من الأنشطة الترويجية، حيث تم الانتهاء من تصوير حلقة كاملة عن مصر بعنوان «عجائب مصر القديمة» لأحد البرامج الثقافية الفرنسية الذى يعد من بين الأعلى فى نسب المشاهدة التليفزيونية، كما أثمرت هذه الجهود عن تنظيم هيئة تنشيط السياحة وإحدى شركات السياحة الفرنسية الكبيرة رحلة تعريفية خلال شهر نوفمبر الماضى لنحو 120 وكيلا سياحيا فرنسيا إلى مصر، لتسليط الضوء على مناطق الجذب السياحى المصرية، وجاءت ردود الأفعال إيجابية للغاية، وبدأت العديد من الشركات فى تصميم برامج سياحية للمقصد المصري، وصولا إلى عقد لقاء موسع يجمع أحمد عيسى وزير السياحة والآثار وقيادات الوزارة مع شركات السياحة الفرنسية بمقر السفارة، ليستعرضوا خلاله الجهود المبذولة لتحسين مناخ الاستثمار السياحى فى مصر.

وعن الخطط الإستراتيجية التى ستتبعها السفارة خلال المرحلة القادمة للحفاظ على هذا الزخم، قال «يوسف» إنها ستشهد تكثيفا لجهود السفارة ومكتبها السياحى للترويج للسياحة المصرية من خلال البرامج الإعلامية واسعة الانتشار، والاستفادة من كبار علماء المصريات الفرنسيين للتحدث عن الحضارة المصرية، وهو ما سيكون له انعكاس إيجابى على حركة السياحة الوافدة إلى مصر، إلى جانب حرص السفارة خلال الفترة الأخيرة على تنشيط وتفعيل قنوات التواصل مع شركات السياحة الفرنسية، مع التركيز على طبيعة السائح الفرنسى الذى يولى تقليديا اهتماما خاصا بالسياحة الثقافية والحضارة الفرعونية، دون إغفال باقى المقاصد مثل سياحة الشواطئ على سبيل المثال والتى باتت تجذب قطاعات أخرى من السائحين الفرنسيين وبالأخص الشباب.

وأوضح أن السفارة تحرص على العمل على محورين أساسيين يمكن من خلالهما الوقوف على أنسب البرامج الترويجية، أولهما هو عقد لقاءات دورية مع شركات السياحة الفرنسية بمشاركة افتراضية من مسئولى وزارة السياحة والآثار، لعرض أبرز جوانب التطوير المتعلقة بالمقصد السياحى المصرى، وثانيهما المشاركة فى الفعاليات والمعارض السياحية التى تعقد فى فرنسا.


السفير علاء يوسف سفير مصر بباريس

تركنا السفير المصرى لدى فرنسا، وانتقلنا إلى الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، متسائلين عن توقعاته فى تخطى إقبال الزائرين للمعرض الحالى للرقم القياسى الأكبر فى تاريخ فرنسا الذى حققه معرض «توت عنخ آمون: كنز الفرعون» فى عام 2019م فى باريس، المقدر بأكثر من 1.4 مليون زائر، قال: أتمنى ذلك، لكننى أتوقع وصوله إلى مليون زائر خلال 6 أشهر العرض، ويعد هذا رقما قياسيا أيضا.

وأوضح «وزيري» أن السوق الفرنسية يعد من أهم الأسواق للسياحة الثقافية، لأنهم يعشقون الثقافة والآثار، ولكن يظل اسم الملك «توت عنخ آمون» هو الأقرب لقلوبهم نظرا لشهرته الدولية الواسعة، يليه الملك «رمسيس الثاني» الذى حظيت المومياء الخاصة به باستقبال الملوك داخل فرنسا فى عام 1976م.

وعن أرقام الزائرين التى حققها المعرض الحالى قبل وصوله إلى فرنسا، ومحطته المقبلة، قال «وزيري» إن المحطة الأولى فى مدينة «هيوستن» الأمريكية حققت نحو 350 ألف زائر خلال 6 أشهر، بينما حققت محطته الثانية خلال نفس المدة فى مدينة «سان فرانسيسكو» الأمريكية نحو 450 ألف زائر، ومن المقرر أن يواصل المعرض رحلته بعد فرنسا إلى محطة رابعة فى مدينة «سيدني» الاسترالية، ومنها إلى محطة خامسة لم تحدد بشكل نهائي، قد تكون فى دولتى ألمانيا أو اليابان أو العودة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.


الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار

وحول مدى تأثير وجود القطع الأثرية المصرية فى معارض دولية على زيارات المتاحف والمواقع الأثرية فى مصر، أكد «وزيري» أن الوجود فى المعارض الدولية فى منتهى الأهمية، باعتبارها إحدى أدوات القوى الناعمة لمصر فى الخارج التى تحقق مردودا إيجابيا فى النواحى السياسية والاقتصادية إلى جانب تنشيط الحركة السياحية الوافدة إلى مصر، لافتا إلى أن تلك المعارض تحقق دعاية ترويجية مجانية دون تكليف ميزانية الدولة مليما واحدا، لأن المنظمين يتكفلون بدفع تلك المصروفات التى تقدر بملايين الدولارات حتى يحصلوا على المردود منها. وردا على تأثيرها سلبا على العرض المتحفى داخل المتاحف المصرية، قال إن نسبة أكثر من 80% من الـ181 قطعة أثرية التى تشارك مصر بها فى المعرض، مستخرجة من المخازن أو كانت موجودة فى غرف جانبية فى المتاحف المصرية، وبالتالى لم تؤثر على العرض المتحفى فى مصر.

وأضاف «وزيري» أن فرنسا تستطيع تنظيم معارض مصرية مؤقتة مع أمريكا وإنجلترا وإيطاليا وغيرها دون الحاجة إلى مصر عن طريق التبادل المجاني، لأنهم يمتلكون قطعا أثرية مصرية فى متاحفهم مثل «اللوفر» الفرنسي، و«المتروبوليتان» الأمريكي، و«البريطاني» فى إنجلترا، خاصة أنهم يتعاملون مع فكرة المتاحف باعتبارها توعوية ثقافية غير هادفة إلى الربح، بينما مصر تحصل على مقابل مادى مباشر إلى جانب الدعاية السياحية على حساب الشركة المنظمة، وبالتالى المردود عموما كبير جدا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق