رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كامل يوسف البهتيمى متعدد المواهب

ناجى العتريس
الشيخ كامل يوسف البهتيمى

وهبه الله صوتا رخيما، عذب النبرات يأخذ بمجامع القلوب، وعندما تستمع إليه تشعر بأنه «كوكتيل» من عدة صفات ذهبية لملوك التلاوة فى مصر, وهو من القلائل الذين كان لتسجيلاتهم فى الاستديو تأثير مماثل لتسجيلاتهم الحية المباشرة.
....................................
إنه الشيخ كامل يوسف البهتيمى الذى ولد ببلدة «بَهتيم» التابعة لشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية وذلك عام 1922م. كان والده من قراء القرآن؛ فألحقه بكتاب القرية وعمره ست سنوات، وأتم حفظ القرآن قبل بلوغه العاشرة، وأخذ يقرأ القرآن بمسجد القرية بصفة دائمة قبل صلاة العصر وأصبح قارئا للسورة يوم الجمعة وصار معروفا بالبلدة وذاع صيته وانتشر فى ربوع القرى المجاورة.

انتقل الشيخ كامل إلى القاهرة والتحق بمدرسة عثمان باشا ماهر ثم استكمل دراسته الدينية بالأزهر الشريف وتتلمذ على يد الشيخ عامر عثمان شيخ المقارئ وكان معجبا للغاية بالشيخ محمد سلامة والشيخ محمد رفعت والشيخ مصطفى إسماعيل، ويظهر تأثير الشيخ سلامة عليه فى قدرته الصوتية العالية فى منطقة الجوابات، كما يظهر تأثير الشيخ رفعت عليه فى قدراته الصوتية المنخفضة فى منطقة القرارات ليصنع مزيجا جميلا منفردا منهما، وقد ظل الشيخ رفعت يخصه بالعطف والحنان حتى مات وذلك لإعجابه بصوته الصافى والقوى على حد السواء. قدمه الدكتور أمين زاهر فى عام 1938م إلى الإذاعى المعروف محمد فتحى الشهير بلقب «كروان الإذاعة» فاستمع له ورشحه للقراءة فى الإذاعة لينطلق صوته عبر الأثير ليجد المستمعون صوتا يمزج بين علم القراءة وحلاوة الصوت ورخامته والرقة فى نقل معانى القرآن إلى الوجدان، واستطاع فى فترة قصيرة أن يلفت إليه الأنظار وتمتد شهرته إلى أنحاء العالم العربى والإسلامى، وكان أول أجر من الإذاعة خمسين قرشًا وعندما قامت الحرب قفز أجر الشيخ إلى خمسة جنيهات ثم إلى عشرة ثم إلى خمسة عشر جنيها. وفى عام 1943م سافر إلى فلسطين وعاش بها فترة ليذيع من محطة الشرق الأدنى بأجر كبير، وعندما جاء عام 1947م كان الشيخ يذيع من محطات لندن وسوريا والسودان ودلهى والشرق الأدنى.

واتجه الشيخ إلى فن الإنشاد الدينى وكان مثله الأعلى فى هذا الشيخ على محمود الذى كان معجبا به للغاية، وقد حقق نجاحًا كبيرًا فى هذا الميدان بعد أن أتقن التلاوة وحفظ العديد من القصائد والابتهالات الدينية فأثرى ميدان التواشيح بما قدمه من فن مبهر وأداء متميز وكان موضع تقدير واحترام من أئمة القراء والمنشدين وكان أداؤه سلسا ممتعا. ومن أشهر تواشيحه: «الله زاد محمدا تعظيما» و«أهواك يا كعبة الأنوار» و«بذكر محمد تحيا القلوب» و«فؤادى من شدة الوجد» و«يا رب بالمصطفى بلغ مقاصدنا» و«شهدت على الرُّبَى زهرا نديا». وقد درس الشيخ كامل فن الموسيقى مع عازف القانون الشهير أحمد صبرة. وفى عام 1946م سجل نصف خاتمة من المصحف المرتل للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية. ومن الأحداث التى لا ينساها الشيخ فى حياته ما حدث له فى فلسطين عام 1944م حيث حاصرته جماعة من الجنود الإنجليز السكارى وطلبوا منه أن يقرأ لهم ظنا منهم أنه يغنى واضطر الشيخ أن يغنى لهم أكثر من ساعة وهم يتمايلون من النشوة والسرور قبل أن يتركوه.

كانت للشيخ عدة أمنيات ومن أهمها أن يقرأ سورة الكهف يوم الجمعة فى القدس الشريف وأن يحصل على جميع تسجيلات الشيخ محمد رفعت.

ويحتفظ عشاق تسجيلات التراث بقراءات خاصة له خاصة سور «الكهف ومريم والإسراء» كمعجزات نادرة فى فن التلاوة قدمها للمستمع العربى فأخذت بحواسه ومشاعره.

وكان الشيخ البهتيمى قارئا لمسجد عمر مكرم منذ عام 1953م إلى أن أصيب بالشلل النصفى ومات وهو يصلى الفجر فى السادس من فبراير 1969م عن عمر يناهز سبعة وأربعين عاما تاركًا وراءه تسجيلات قليلة تدل على عظمة هذا الصوت وتميُّزه وتروى ظمأ عشاق الفن الإسلامى الجميل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق