رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

القارئ اللواء طارق عبدالباسط عبدالصمد: تعلمت من الشرطة الالتزام ومـن والـدى فضـل الصمــت

رانيا عبدالعاطى
اللواء طارق عبدالباسط

  • «عبدالحليم موسى» رفض استقالتى ومنحنى الالتحاق بمعهد القراءات والعمل مقرئّا للقرآن إلى جانب عملى فى الداخلية

ما بين القوة والحزم، وما بين الهدوء والسكينة، ما بين «الكاب الرسمى» صباحاً و«العمامة» مساءا، دارت حياة القارئ الشيخ اللواء طارق عبدالباسط عبدالصمد، وهو ابن واحد من أهم مقرئ القرآن المصريين فى تاريخ التلاوة، الذى اختار فى بداية حياته أن يسلك طريق العمل الشرطى ونجح خلال مسيرته أن يجمع بين حبه لوظيفته وبين عشقه المتوارث لتلاوة القرآن الكريم.
.................

كان السؤال الأول للشيخ طارق عن المرة الأولى التى اكتشف فيها أنه قد ورث عن والده الصوت الجميل فأجاب..

كنت فى صغرى أحرص على أداء الصلاة فى مسجد مصطفى محمود الكائن بالقرب من منزلنا فى المهندسين، ونشأت علاقة طيبة بينى وبين شيخ الجامع، وفى إحدى المرات وفى أثناء وجود والدى طلب منى الشيخ أن أقوم بأداء الأذان، وكانت المرة الأولى التى أقوم فيها برفع الأذان، والحمد لله لاقى أدائى استحسان الجميع ومن بينهم والدى، ولكن والدى قال لى لابد أن تبدأ فى الاتجاه للدراسة وتحصل على الإجازة من معهد القراءات.

وهل فعلت ما طلبه منك والدك بالدراسة؟

فعلتها، ولكن بعد عدة سنوات من تلك الواقعة، فقد كنت فى تلك الفترة بالمرحلة الثانوية، وكنت أرغب فى دخول كلية الشرطة، وعند وصولى لرتبة نقيب توفى والدى، وعندها قررت الاستقالة والتفرغ للقرآن ولكن وزير الداخلية فى ذلك الوقت اللواء «عبدالحليم موسى» رفض استقالتى ومنحنى موافقة المجلس الأعلى للشرطة الالتحاق بمعهد القراءات والعمل مقرئا للقرآن إلى جانب عملى فى الداخلية، وبعدها التحقت بمعهد القراءات لمدة عامين، ثم حصلت على الإجازة وصرت قارئا معتمداً.

وكيف أثر العمل كضابط شرطة فى حياتك كقارئ للقرآن؟

عندما التحقت بالكلية كنت مليئا بحماس الشباب المنبهر بكل التفاصيل الخارجية للمهنة، ولكنى بعد أن أصبحت ضابطا أدركت القيم العليا فى المهنة، وأن العمل فى الأمن من الأعمال التى كرمها الله سبحانه وتعالى، وتم ذكرها فى القرآن فى أكثر من موضع منها قوله سبحانه وتعالى «رب اجعل هذا بلدا آمنا»، وحديث الرسول عليه الصلاة والسلام «عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله»، فالعمل الأمنى رسالة، ففيه إغاثة الملهوف وتأمين المواطنين فى شتى مناحى حياتهم.

ولقد تعلمت من الداخلية الالتزام والانضباط،أما علاقتى بالقرآن فساعدتنى على إدراك رسالة العمل الشرطى النبيلة.

من وجهة نظرك ما أهم سمات مدرسة التلاوة المصرية؟

حسن الأداء ووضوح مخارج الحروف وطول النفس، والالتزام بمبادئ وأحكام التجويد والتلاوة، فهناك دول تشتهر بالميل إلى التطريب على حساب الأحكام، ولكن المدرسة المصرية تهتم بتغليب الأحكام على التنغيم فى التلاوة، والحقيقة أن للأزهر دوراً كبيراً فى الحفاظ على التزام قراء المدرسة المصرية فى التلاوة بالأحكام.

ما أحب أعمال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد إليك؟

جميع قراءاته للقرآن جميلة و محببة لقلبى ولكن هناك قراءات كان يبدع فيها مثل قراءته سورة «يوسف» وسورة مريم، وسورة القصص، وقصار السور، والسور التى تحكى قصصا، وكان الوالد مشهوراً بقصار السور والفاتحة وأول سورة البقرة.

وإلى من تحب الاستماع إلى صوته بخلاف الشيخ عبدالباسط؟ وما أهم ما يميز كل منهم من وجهة نظرك؟

جميع مشايخ الرعيل الأول من زملاء والدى، ولكل منهم مدرسة مستقلة بذاته، فقد كانوا نجوم العصر الذهبى لمصر فى تلاوة القرآن الكريم، ومنهم الشيخ مصطفى إسماعيل فقد كان ملك التنغيم وكان فناناً فى قراءته وكان زملاؤه من المقرئين يحبون الاستماع إليه، والشيخ البنا والذى ألقبه بالعسل المصفى، فقراءته مثل رحيق العسل، كان يغلب عليه الهدوء الشديد، والشيخ محمد صديق المنشاوى وكان يتميز بالخشوع الكبير فى قراءته ومن الصعب أن تسمعه دون أن تذرف عيناك الدموع، والشيخ الحصرى وهو القارئ المحقق أو مفسر القرآن أما الشيخ رفعت فقد كان يتميز بالتجلى الشديد وكان لصوته طابع روحانى خاص.

ومن الجيل الجديد تستمع لمن؟

هناك العديد من الأصوات الجميلة فى الجيل الحالى مثل الشيخ حجاج الهنداوى والشيخ محمود الخشت والشيخ ياسر الشرقاوى.

هل لابد أن يكون القارئ حافظاً لكتاب الله بأكمله؟

بالطبع هو أمر مستحب ولكنه ليس شرطا، فالأهم أن يكون قادرا على القراءة الصحيحة، وأن يكون ملما بمعانى الكلمات ومعرفة التفسير الخاص بالآيات حتى يتمكن من التمثيل النغمى فى القراءة الذى يساعد فى توصيل المعنى وتجسيده للمستمع لرفع مستوى التأثير.

ما أهم وصايا الشيخ عبدالباسط عبدالصمد للشيخ طارق؟ وما أهم ما تعلمته منه.

أوصانى أن أتقى الله فى القراءة، وأن أعطى الأحكام والكلمات حقها، وألا أقرأ إلا ما أنا متمكن منه وأتقنت قواعد التجويد والقراءة الخاصة به، وكان أهم ما تعلمته من والدى الصمت وعدم الحديث إلا فيما ينفع فقد كان رحمه الله قليل الكلام.

ما طقوسك فى رمضان؟

نهارا أحرص على قراءة القرآن وختمه أكثر من مرة خلال الشهر الكريم مع الاهتمام بقراءة التفاسير المختلفة و الاستماع لأحاديث الشيخ الشعراوى، ومتابعة إذاعة القرآن الكريم.وبعد المغرب أحرص على صلاة التراويح وفى كثير من الأيام يكون لدى ارتباط عمل سواء داخل مصر أو خارجها، ومن أهم عاداتى الرمضانية الحرص على قضاء عدة أيام من الشهر الكريم فى مسقط رأس العائلة بأرمنت فى محافظة الأقصر وهذا العام أتابع مسلسل الذى يتناول سيرة الإمام الشافعى، فقد كان الوالد مقرئ مسجد الإمام الشافعى لسنوات طويلة وقد كان المسجد هو قبلة طلاب شرق آسيا المنتسبين للأزهر، وهم من أسهموا فى انتشار الشيخ عبدالباسط عبدالصمد بشكل كبير فى آسيا، لذلك أنا سعيد بعرض المسلسل، فهو يعيد لى العديد من الذكريات مع الوالد رحمه الله.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق