رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«كارتر».. الإنسانية أولا!

شريف سمير
كارتر

ثمة زعماء يغادرون السلطة ويتفرغون لكتابة مذكراتهم أو يبحثون عن أى دور مساعد بعد مساحات البطولة تحت الأضواء الكاشفة. أما الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فقد انشغل بدعم الإنسانية فى أكثر من ٨٠ دولة من خلال مؤسسة كارتر التى أسسها بالتعاون مع زوجته روزالين عام ١٩٨٢، وأصبح السلام هو شاغله الشاغل مدعوما باسمه وتاريخه وارتباطه بأكبر وثيقة للسلام عام ١٩٧٩.

وقد ودَّع كارتر السياسة رسميا منذ ٣ عقود، إلا أنه ظل حاضرا بقوة ولم يتوارَ عن الأنظار، حيث رسم الرئيس الـ ٣٩ للولايات المتحدة مسارا خاصا أراد من خلاله أن يروى دائما «غصن السلام» فى العالم بمزيد من التوصيات وأوراق البحث للكثير من الأزمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وإمعانا فى مواقفه الثابتة تجاه السلام وترسيخ مبدأ حماية حق تقرير المصير لأى شعب، اصطدم كارتر بصقور السياسة الإسرائيلية منذ اتفاقية كامب ديفيد التاريخية بين مصر وإسرائيل، ولم يغفر التيار المتطرف رعايته لهذه الصفقة المزعجة التى انتصرت للدبلوماسية المصرية وكبريائها السياسية. وتمر الأعوام، ولم يلتقِ الرئيس الأمريكى الأسبق العام الماضى أثناء زيارته إلى تل أبيب مسئولا إسرائيليا، خصوصا بعد أن أصدر كتابه «فلسطين: سلام لا عنصرية»، والذى كشف فيه أن الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين لا تختلف فى شىء عن جرائم نظام التمييز العنصرى ضد السود فى جنوب إفريقيا.

وعمَّقت تصريحات كارتر الجريئة من شقاقه مع إسرائيل عندما انتقد بشدة حربها على لبنان فى صيف ٢٠٠٦، واستنكاره الغزو الأمريكى للعراق عام ٢٠٠٣، ورفضه القاطع لاستغلال إدارة الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الابن لهجمات ١١ سبتمبر عام ٢٠٠١ لشن حرب العراق وأفغانستان فى إطار الحرب على الإرهاب. وارتفاع تكلفة هذه الحملة سياسيا واقتصاديا داخل الولايات المتحدة. وطالب كارتر وقتئذ بإعادة التحقيق فى هذه الأحداث واتهم الصحافة الأمريكية بأنها لم تتحرك بالقدر الكافى لتتبع خيوط هذه القضية.

وباسترجاع شريط عام ١٩٧٧ حينما فاز كارتر برئاسة أمريكا، يستعرض المرء سيناريو الإنجازات التى توجت صفحته ومشواره داخل البيت الأبيض، ففى عهده اعترفت بلاده بالصين الشعبية، وأقامت معها علاقات دبلوماسية، وصولا إلى توقيعه اتفاقية الحد من التسلح النووى مع الاتحاد السوفيتى السابق فى ٢٧ سبتمبر عام ١٩٧٧. ومن أبرز بصماته الداخلية استحداثه وزارتى التعليم والطاقة، غير أن إصلاحاته وطموحاته لم تصمد أمام أعباء المشاكل الاقتصادية التى تجسدت فى البطالة وارتفاع معدل التضخم ناهيك عن فشله فى إدارة أزمة الرهائن الأمريكيين الذين احتجزوا فى السفارة الأمريكية بطهران لمدة ٤٤٤ يوما فى عام ١٩٧٩، لتقضى على آماله فى ولاية ثانية. وقدمت كرسى الرئاسة على طبق من ذهب لمنافسه الجمهورى رونالد ريجان، الذى تقدم على كارتر فى انتخابات عام ١٩٨١ بحوالى ١٠ نقاط.

ولم يفرط كارتر فى مهمته المقدسة كـ «وسيط سلام»، ووهب مبادئه وجهوده لتفاصيل الصراعات بشتى قارات العالم، فضلا عن أنه غاص فى أعماق البحار ٧ سنوات عندما اشتغل على متن الغواصات النووية التابعة للبحرية الأمريكية بين عامى ١٩٤٦و ١٩٥٣، وانخرط كارتر بعد اعتزال البيت الأبيض فى حل النزاعات بإثيوبيا وإريتريا وكوريا الشمالية وليبيريا وهاييتى والبوسنة والهرسك والسودان والنيبال والإكوادور وكولومبيا، بل وشارك مراقبا دوليا للانتخابات فى عدة بلدان كنيكاراجوا وإثيوبيا وبنما وإندونيسيا وفلسطين.


كارتر يتسلم نوبل

وإذا كان الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل وقتذاك مناحم بيجين قد تقاسما جائزة نوبل للسلام عام ١٩٧٨ تقديرا لاتفاق كامب ديفيد، إلا أن كارتر الشريك الثالث قد لفت الانتباه عام ٢٠٠٢ ليفوز بها اعترافا بإسهاماته المهمة فى إحلال السلام بعدة مناطق فى العالم، وذلك من خلال مؤسسة كارتر التى حدد لها أهدافا من قبيل حل النزاعات وتشجيع الديمقراطية والتنمية الإنسانية على كوكب الأرض.

رابط دائم: 
كلمات البحث:
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق