شهدت المملكة المغربية خلال الأشهر الأخيرة موجة من ارتفاع أسعار العديد من السلع، خصوصا المواد الغذائية، نتيجة عوامل عديدة، فى مقدمتها الحرب الروسية-الأوكرانية وانخفاض مستوى هطول الأمطار خلال السنوات الثلاث الأخيرة، ما أثر على القدرة الشرائية للمغاربة. وزادت الأعباء على الفئات الهشة الأكثر احتياجا، ما تطلب اتخاذ العديد من الإجراءات لمواجهة هذا الأمر.
وقد فاقم المشكلة تحسب المواطنين لزيادة الأسعار خلال شهر رمضان المبارك، لارتباطه بزيادة استهلاك الأسر من المواد الأساسية واللحوم والدواجن والأسماك، خصوصا مع العودة إلى إمكانية تنظيم مآدب الإفطار بعد ثلاثة أعوام تواكب شهر الصوم فيها مع إغلاق صحى كان يمنع التجمعات والتزاور وتنظيم العزومات.
وتتضمن الإجراءات التى اتخذها المغرب لتعزيز التضامن الاجتماعى ومساعدة الفئات الهشة على مواجهة ارتفاع الأسعار، تنفيذ مبادرة العاهل المغربى الملك محمد السادس لشهر رمضان، حيث تقوم مؤسسة محمد الخامس للتضامن بتوزيع مواد غذائية على الفئات المحتاجة بمناطق المملكة المختلفة. وتأتى المبادرة الجديدة عقب مبادرة ملكية أخرى نفذتها المؤسسة لمساعدة المتضررين من سقوط الثلج الكثيف، الذى شهدته العديد من مناطق المملكة المغربية هذا الشتاء، حيث تم توزيع المواد الغذائية والأغطية على المتضررين، خصوصا فى المناطق الجبلية.
الحكومة المغربية بقيادة عزيز أخنوش، والتى تتلقى الكثير من انتقادات الشارع المغربى حول أدائها فى الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، والاتهام بأنها حكومة من الأغنياء لا تشعر بالمواطن العادى، حاولت من جانبها مواجهة تفاقم الأزمات من خلال سعيها إلى ضبط الأسواق، عبر تفعيل “لجنة اليقظة” المكونة من عدة وزارات لمراقبة الأسواق. كما أوقفت تصدير الخضر إلى الدول الإفريقية، خصوصا الطماطم والبصل لضبط أسعارهما، حيث تجاوز سعر الكيلو من كل منهما خلال الفترة الماضية الـ12 درهما (أى أكثر من دولار للكيلو الواحد)، قبل أن تعود الحكومة وتخفف من قرار الحظر ليصبح كوتة معينة لكل دولة إفريقية تستورد الخضر من المغرب.
من جانبها، أكدت عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعى والأسرة بالمغرب أن الوزارة تلتزم بالبعد الاجتماعى، عبر عدة برامج وشراكات مع مؤسسة التعاون الوطنى، التى تعتبر الذراع الميدانية للوزارة لتقديم المساعدة الاجتماعية لفائدة الفئات الفقيرة والهشة، خصوصا الأشخاص بدون مأوى، حيث ساعت هذا العام أكثر من 5 آلاف و160 مستفيدا فى حملة شتاء دافئ.
وذكرت الوزيرة أن أكثر من 580 ألف شخص استفادوا خلال سنة 2022 (بزيادة 17% عن سنة 2021) من برامج المواكبة والتكفل بالأشخاص فى وضعية هشاشة من جانب الوزارة ومؤسسة التعاون الوطنى ووكالة التنمية الاجتماعية.
بالتوازى مع الجهود المغربية الرسمية لمساعدة الفئات الأكثر احتياجا على مواجهة موجة غلاء الأسعار، خصوصا فى شهر رمضان المبارك تتسابق المؤسسات العامة والخاصة ورجال الأعمال المغاربة وبعض الهيئات والمنظمات الدولية العاملة فى المغرب على توزيع «قفة رمضان» بالتعاون مع جمعيات المجتمع المدنى المحلية فى المناطق المختلفة بالمغرب، وهى عبارة عن حقيبة تسوق مملوءة بسلع غذائية أساسية، مثل السكر والزيت والسمن والدقيق وغيرها من احتياجات الطبخ.
رابط دائم: