رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى ندوة «كيميت».. عن الصين فى عالم متغير: تساؤلات عن رؤية بكين للعالم وعلاقاتها بالدول العربية ومصر


كتبت ــ إيمان عارف
عباس والعرابى خلال فعاليات الندوة

  • ممدوح عباس: حرص صينى على لعب دور مؤثر فى السياسة الخارجية
  • موسى: ضرورة زيادة الدراسات المتعمقة عن الصين

 

أكد ممدوح عباس رئيس مجلس أمناء مؤسسة «كيميت بطرس غالى للسلام والمعرفة» أن العالم يشهد أحداثا دولية متسارعة تؤثر على سياسة الصين الخارجية، وعلى طبيعة دورها، ورؤيتها للعالم بصورة مباشرة. وقال فى ندوة «الصين فى عالم متغير» التى نظمتها مؤسسة «كيميت» بالتعاون مع المجلس المصرى للشئون الخارجية تحت عنوان «الصين فى عالم متغير» أن هذه التغيرات تأتى مواكبة لاجتماع مجلس نواب الشعب الصينى الذى شهد تجديد انتخاب «تشى جين بينج» بالإجماع رئيسا للصين للمرة الثالثة، الذى كان مضمون كلمته فى الاجتماع السنوى الأخير أن «الصين قد عادت».  
وأضاف أننا جميعا نعرف نموذج التنمية الذى قدمته الصين، كما شاهدنا بإعجاب حرصها على تحقيق أعلى درجات التفوق العلمي، وتابعنا جهودها للحاق بالولايات المتحدة فى المجال الاقتصادى والسعى إلى منافستها على الصدارة، الأمر الذى اتضح فى العلاقات الصينية الروسية، والتفاعل مع المنطقة العربية والشرق الاوسط، والذى ظهر بوضوح فى الدور الذى لعبته الصين فى تحقيق المصالحة السعودية الإيرانية.

 

وقال إن العالم العربى اعتاد على رؤية تزايد الاستثمارات الصينية والمساعدات التنموية، كما رأينا إنشاء محافل مثل القمة الإفريقية الصينية ومنتدى التعاون العربى الصيني، وكل هذا يزيد من حجم الدور الذى تلعبه الصين فى السياسة الدولية، وفى منطقتنا العربية، وفى القارة الافريقية. وتساءل عن موقف مصر من كل هذه التطورات.
من جانبه قال محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق ورئيس مجلس إدارة المجلس المصرى للشئون الخارجية: إن توقيت الندوة يعد مهما للغاية بسبب التحركات الصينية الأخيرة على الساحة الدولية فى روسيا، والوساطة بين السعودية وإيران، وقال إن الندوة تطرح أسئلة مهمة، منها: هل ستستطيع الصين مواصلة دورها الإيجابى، والتدخل فى قضايا مهمة فى المنطقة مثل سد النهضة والقضية الفلسطينية، وهل سيكون دورها الدولى بداية لعهد جديد فى العلاقات الدولية؟!.. مشيرا الى أنه لا يجب المبالغة فى التوقعات الخاصة بهذا الدور.
وخلال الجلسة الأولى للندوة التى حملت عنوان «رؤية الصين للعالم» قال السفير هشام الزميتى عضو الهيئة الاستشارية لكل من مؤسسة كيميت، والمجلس المصرى للشئون الخارجية، الذى أدار الجلسة: إن المعلومات المتاحة عن الصين رغم كثرتها ليست محايدة وقال إن الصين اتبعت نهج الصعود الهادئ، وأن لديها ثوابت لا تتغير منها مبدأ الصين الواحدة، وحق الدول فى تنفيذ عمليات التحديث بما يتماشى مع مصالحها.
وأشار الدكتور عبد المنعم سعيد عضو مجلس الشيوخ، إلى وجود تغيرات عميقة فى بنية النظام الدولي، وأن أبرز معالم هذا التغيير هو الصين، وأضاف أنه حدثت تغيرات جوهرية فى مفهوم القوة، وأوضح أن الاستراتيجية الصينية اعتمدت على مدار هذه السنوات على فكرة الكمون الاستراتيجي، وعلى بناء اقتصادى وتكنولوجى وتعليمى بشكل سريع ومتراكم.
وقال إن الصين دخلت الساحة الدولية فى ظل نظام عالمى ثلاثى القطبية (الولايات المتحدة وروسيا والصين) وان الحرب الروسية الأوكرانية ستنتهى بحدوث تراجع عن هذا النظام الثلاثى ليظل ثنائى القطبية فقط بين الولايات المتحدة والصين وهو ما سيلقى عليها العبء، لأنه يتناقض مع نظرية الكمون الاستراتيجى. وقال السفير عزت سعد مساعد وزير الخارجية السابق والمدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية: إن الحرب الروسية الأوكرانية وضعت الصين فى موقف صعب، نظرا لمصالحها الخاصة مع روسيا. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تقبل أن تبرز الصين كقوة سلام على المسرح العالمي. وأشار إلى أن الصين لاعب محورى فى الوضع الدولى الذى يتغير حاليا، وأن العلاقة التنافسية بين الصين والولايات المتحدة أصبحت تشكل العالم.
من جانبه قال الدكتور محمد فايز فرحات، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن رؤية الصين للعالم وإعادة صياغة مفهوم العولمة، الذى تلعب فيه الولايات المتحدة الدور الأكبر مع الدول السبع الصناعية الكبرى والمنظمات المالية الغربية، يمكن إجماله فى السماح بدور أكبر للصين بمعنى العولمة بملامح صينية، مثل مبادرة الحزام والطريق، وربط الاقتصاد الصينى بالاقتصاد العالمى عن طريق الممرات والطرق الاقتصادية والسكك الحديدية والموانى البحرية. وإصلاح المؤسسات المالية الدولية مثل صندوق النقد الدولي، وألمح إلى أن تمسك الصين بالنظام الدولى السائد منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، والقائم على عدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، قد يتعارض مع صعود دورها عالميا، وأضاف أن رفض الصين للتحالفات الدولية، لا يعنى عدم تحايلها على هذا الرفض عن طريق عقد الشراكات الاستراتيجية الشاملة. كما أوضح أن التعامل مع الدور الخارجى للصين يجب أن يتم بصورة تراكمية.
من جانبه أكد الدكتور مصطفى الفقى عضو مجلس مجلس أمناء مؤسسة كيميت، خلال جلسة «الصين وعلاقاتها بالدول العربية ومصر» أن الصين لديها شهية كبيرة للتحرك فى الخارج، وأن الزحف الصينى لإفريقيا بدأ منذ فترة طويلة، وأنهم تركوا أثرا فى كل دول إفريقيا. وقال ان الصين كانت دائما داعمة لحركات التحرر الوطنى بسبب عدائها للغرب، وأن لديهم قدرا من الدهاء الغامض، وأشار إلى أنها كانت داعما تاريخيا للقضية الفلسطينية حتى مرحلة اتفاقية كامب ديفيد.
وأشارت الدكتورة ابتسام على حسين أستاذة مساعدة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن المجتمع الصينى مجتمع مبهر، وله توجه مختلف فى التعامل مع الظواهر الدولية، وهو مجتمع مرحب بالأجانب ويشجع على تعلم اللغة ولكن دون محاولة فرضها على الآخرين. وأضافت أن الطالب الصينى مختلف ولديه التزام شديد وشغف بالتعلم وتحقيق إنجازات. وأن هناك احتراما شديدا للقانون وهو أمر يلمسه المرء فى كل مناحى الحياة، وقالت إن احتمالات دخول الصين فى مواجهات عسكرية تعد امرا مستبعدا، لان المجتمع الصينى يهتم بشدة بصورته، ولديهم تصور واضح مفاده  أنهم حققوا نجاحات اقتصادية لا داعى لتبديدها فى الصراعات العسكرية.
كما تحدث السفير مجدى عامر مساعد وزير الخارجية وسفير مصر لدى الصين سابقا، عن محطات تطور العلاقات المصرية ــ الصينية، ولكن مع تولى الرئيس السيسى، تحسنت العلاقة بشكل ملحوظ. وأضاف أن عام 2013 كان عاما مفصليا بالنسبة للصين، حيث أعلنت مبادرة الحزام والطريق، وكانت مصر جزءا أساسيا فيها لأنها تضم الحزام البحرى الذى يمر عبر قناة السويس. وقال إن هناك رغبة واضحة من الجانب المصرى فى جذب الاستثمارات الصينية، لأن الاستثمارات ليست بالقدر المطلوب. أما السفير على الحفنى نائب وزير الخارجية وسفير مصر السابق فى الصين، فقال إن الوضع الدولى الراهن معقد وفيه درجة عالية من الغموض. وأن الصين تعودت على أن تطرح مبادرات فى مختلف القضايا. وأشار إلى أن الصين لديها مشروع واضح المعالم، وأنها لن تسمح لأحد أن يستدرجها للتورط فى صراعات، وأشار إلى ضرورة الانفتاح بشكل أكبر على الصين.
وعقب عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق وأمين عام الجامعة العربية سابقا على الندوة فى ختامها بالقول بأن هناك خطأ من الجانب المصرى والعربى عموما فى الحديث عن الصين، مشيرا إلى أنها أصبحت فى حد ذاتها المتغير، وقال أنه يتوقع مبادرات أخري، بجانب الملف الروسى الأوكراني، والملف السعودى الإيراني، لأنها أصبحت تتحرك على المسرح العالمى عن دراسة ووعى لخطواتها، وطالب بزيادة الدراسات المتعمقة والأبحاث حول الصين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق