رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأم.. مدرسة العطاء المتجدد

حسـنى كمـال
الأم نور الحياة ومصدر السعادة للأبناء

  • د. عبدالغنى الغريب: برها من أسباب  بركة الرزق والعمر
  • د. حنان عبدالعزيز:  تستحق الاحتفاء بها العمر  كله

 

«الأم مدرسة العطاء المتجدد».. هكذا يلخص علماء الدين مشاعر الحب للأم بمناسبة قرب حلول يوم عيدها، الذى يوافق 21 مارس من كل عام، تقديرا لها وعرفانا بدورها فى حياة الأبناء، مؤكدين أنها مصنع الرجال، وأن برها من أسباب البركة فى الرزق والعمر، وأنه لا يكفى يوم واحد للاحتفاء بها بل تستحق أن يكون عيدها طوال العمر كله.

الدكتور عبدالغنى الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة، بجامعة الأزهر، يقول: إن عيد الأم أغلى الأعياد، فهى نور الحياة، وموطن الراحة، ومستودع السكون، ومصدر الأنس، وأساس الهناء، وينبوع السعادة، إذ يطيب الحديث بذكراها، ويسعد القلب بلقياها، فحنانها فياض لا ينضب، ونبعها زلال لا يجف، فهى عطر يفوح شذاه، وعبير يسمو فى علاه، والعيش فى كنفها حياة، ولا توفيها الكلمات، ولا تعبر عن فضلها العبارات، ولا نستطيع أن نعبر عن جليل قدرها.

ويضيف أن المولى جل جلاله قد وصَّى بها، وجعل حقها، مع الأب، فوق كل حق بعد حقه سبحانه، وجعل شكره مقرونا بشكرهما، كما قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِى وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، لذلك احرص على رضاها يا من تريد مغفرة الذنوب، وستر العيوب، فقد جاء رجل إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: أذنبت ذنباً كبيراً فهل لى من توبة يا رسول الله؟ فقال النبى -صلى الله عليه وسلم: «هل لك من أم؟»، قال: لا، قال: «فهل لك من خالة؟» قال: نعم، قال: «فبرها».

وهذا رجل من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، يأتى إليه، يحدوه شوقه إلى جنات ونهر، وتتعالى همته لاسترضاء مليك مقتدر، فيمشى إلى النبى -صلى الله عليه وسلم- فيقول: «يا رسول الله ائذن لى بالجهاد؟! فقال له النبى -صلى الله عليه وسلم-: «هل لك من أم؟» قال: نعم، فقال: «إلزم قدمها فثم الجنة»، فالإحسان للأم سبب لقبول الأعمال، ورفع الدرجات، والتجاوز عن السيئات، والبركة فى الرزق والعمر.

أعظم صلة

ويتابع: إن أعظم الصلة صلة الوالدين، ومن كان بارا بوالديه تُفتح له أبواب السماوات، وتُجاب الدعوات، فقد فُرجت الصخرة عن الثلاثة، حينما كان رجل منهم بارا بوالديه، وأخبر النبى - صلى الله عليه وسلم- عن أويس بن عامر القرني: أنه كان مجاب الدعاء، وكان من أبر الناس بوالدته.

ويؤكد أن البر بالأم مفخرة الرجال، وشيمة الشرفاء، وقد قال تعالى عن يحيى -عليه السلام-: (وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً)، وقال عيسى -عليه السلام: (وَبَرّاً بِوَالِدَتِى وَلَمْ يَجْعَلْنِى جَبَّاراً شَقِيّاً)، فطوبى لمن أحسن إلى أمه فى كبرها، ونال رضاها فى الدنيا، وحرص على الدعاء لها بعد رحيلها، ووصل أقاربها، وأحباءها.

مكانتها الكبيرة

أما الدكتورة حنان عبدالعزيز، عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات بجامعة الأزهر، بنى سويف، فتؤكد أن الإسلام دين يكرَّم المرأة باعتبارها أما وأختا وابنة وزوجة، ويجعل حقها آكد من حق الأب، فعن أبى هريرة، رضى الله عنه، قال: (جاء رجل إِلى رسُول الله، صلى اللَّه عليه وسلم، فقال: يا رسُول الله من أَحق الناس بحسن صحابتي؟ قَال أمك. قال ثم من؟ قال أمك. قال ثمَّ من؟ قال أمك. قال ثمَّ من؟ قال ثمَّ أَبوك)، وذلك لما تعانيه من الحمل والوضع والرضاع .

وتوضح أن ديننا لم يسقط أيضا حق برها حتى وإن كانت غير مسلمة، لما رُوى عن أَسماء، رضى الله عنها، أنها قالت: قدمت أُمى، وهى مُشركَة، فى عهد قُريش ومدتهم، إِذ عاهدُوا النّبى، صلى اللَّه عليه وسلّم، مع أَبيها، فاستفتيت النبى، صلى اللَّه عليه وسلم، فقلت: إن أُمى قدمت وهى راغبة أفأصلها؟ قال: نعم، صِلى أمك). فالأم قليل فى حقها أن يُحتفى بها يوما واحدا فى العام، بل لها الحق أن يكون عيدها العام, بل العمر كله.

وتضيف د. حنان: لذلك يجب اغتنام حياتها لنيل رضاها هى والأب الذى لا يعنى عدم تكريمه مثلها تقليلاً من شأنه، لقوله صلى الله عليه وسلم: (خاب وخسر من أدرك أبويه عند الكبر أحدُهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة)، أى من عقهما، ولم يرعهما أو يبرهما فى حياته.

ركيزة المجتمع

وترى الدكتورة أمال عبدالغنى، أستاذ ورئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة المنيا، أن الأم ركيزة المجتمع، وبنيته الأساسية، فهى التى تقوم بتربية أبنائها، وتزرع بداخلهم الأخلاق، وتعلمهم الدين، ليكونوا ثمارا صالحة نافعة للمجتمع، وعند الحديث عن فضلها يتردد فى الأذهان قول الشاعر حافظ إبراهيم: «الأُم مدرسة إذا أعتدتها أعدت شعبًا طيب الأعراق».

وتشير إلى قصة المخترع «توماس إديسون» الذى كان طفلا محدود الذكاء لا يميل للدراسة تم فصله من المدرسة، وحُرِم من تلقيه تعليمه لتخلفه عن أقرانه فى الدراسة، لكن أمه مارى إديسون غيرت مضمون وسبب فصله من مدرسته، موضحة له أن مستوى ذكائه أكبر من أن تستوعبه المدرسة، فهى آمنت بقدراته، وتفرغت لتعليمه فى المنزل، وتنمية مهاراته وتشجعيه حتى اخترع المصباح الكهربائى، فإن فضلها على ابنها تطرق ليكون فضلا على الحضارة.

وتستدرك: «لذلك وراء كل طبيب، ومهندس، ومخترع، وعالم، ومفكر، وكل شخصية ناجحة، ومتفوقة لها تأثير إيجابى على المجتمع.. أم عظيمة، أحسنت تربية فرد يسهم فى نمو وازدهار المجتمع، وقد يكون العالم أجمع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق