رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وصايا استقبال شهر الصيام

تحقيق عمرو جمال (إشراف - خالد أحمد المطعنى)
الاستعداد المعنوى مطلوب قبل حلول شهر رمضان تصوير ــ ياسر الغول

  • د. القصبى: ترك العادات السيئة والالتزام بالواجبات
  • د. ضاحى: عدم أخذ الفتوى إلا من المصادر المعتمدة
     

 

بعد أيام قليلة، يهل علينا شهر رمضان، ويتساءل كثير من المسلمين فى مثل هذا الوقت من كل عام عن كيفية الاستعداد الأمثل لاستقبال الشهر المبارك، والفوز بالمغفرة والرحمات فيه، وأهم الطرق والوسائل التى يغتنمون بها جميع أوقاته، لذا يتقدم عدد من علماء الدين بالوصايا التالية التى نستقبل بها الشهر الكريم، مؤكدين أنها سبب فى الفوز بثوابه، وأهمها وضع برنامج عملى محدد لأعمال الخير، والعزم على ترك العادات السيئة، والالتزام بواجبات الأوقات، مع عدم أخذ الفتوى إلا من المصادر الفقهية المعتمدة.


د. حسن القصبى - د. رمضان ضاحى

الدكتور محمد رمضان أبو بكر، أستاذ الثقافة الإسلامية بكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة، يرى أنه على المسلم أن يبدأ بالمسارعة منذ الآن إلى معايشة الجو الرمضانى، وعدم تسويف الاستعداد له إلى آخر يوم من شعبان أو إلى ساعاته الأخيرة، لأن النفس البشرية تحتاج إلى جهد كبير فى تغيير عاداتها، ولا بد من المران، والتعود على هذا التغيير. يقول: لعل هذا من الحكمة فى إكثار النبى صلى الله عليه وسلم من الصوم فى «شعبان» حتى تألف النفس جو الصيام، وتدخل إلى «رمضان» وهى فى قمة التهيؤ والتيقظ لواجبات الصيام وسننه وآدابه، وهذا منهج ربانى فى جميع العبادات البدنية، فصلوات الفرائض تأتى قبلها النوافل، وفى الحج يُندب أن يكون المرء متمتعا ليبدأ بالعمرة، على سبيل التهيئة للحج.

تنظيم الوقت

ويوضح أنه بعد أن يتهيأ المسلم للصوم؛ عليه أن يضع برنامجا عمليا محددا بالدقائق والساعات ليومه فى رمضان، بحيث يختلف باختلاف حال كل مسلم ومسلمة، وبحسب واجبات العمل والأسرة وأعباء الحياة، متضمنا استغلال كل وقت بين هذه الأعباء فى طاعة الله تعالى، وتنظيم الوقت ما بين ذكر وقراءة القرآن وأداء النوافل، وكثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم. ويشير إلى أهمية أن يضع كل مسلم له أهدافاً كبيرة فى بداية البرنامج كعدد الأجزاء وركعات النوافل والصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصدقات وصلة الأرحام وغيرها من أعمال الخير فى اليوم الواحد، على أن يحدد لكل طاعة وقتاً يلتزم بها فيه، ويحاسب نفسه على تلك الطاعات كل يوم. ويؤكد أن من الطرق التى تجعل المسلم مقبلاً على هذا الشهر بكل حرص وحزم أيضا؛ الشعور بأن رمضان هذا العام آخر فرصة له، فيصوم صيام مودع للحياة، كما يصلى صلاة مودع.

و«مثلما يستعد الناس فى بيوتهم لقدوم رمضان بشراء المستلزمات والأطعمة؛ لا بد أن يستعدوا لما يحفظهم، ويكون سببا فى سعادتهم فى الدنيا والآخرة».. هذا ما يؤكده الدكتور حسن القصبى، أستاذ الحديث وعلومه بجامعة الأزهر، موضحا أن شريعة الإسلام هيأت النفوس لاستقبال هذا الشهر، من خلال شهرى رجب وشعبان اللذين يُهيئان الإنسان نفسه للصيام، وفعل الخيرات والصدقات. ويرى أنه لكى يستعد المسلم لشهر رمضان؛ عليه أن يستحضر نية صالحة قبل بدايته، كالعزم على ترك عادة من العادات السيئة، أو الالتزم بواجب كان مفرطا فيه.

تصحيح المفاهيم

ويشدد على ضرورة تصحيح بعض المفاهيم فى رمضان، إذ يظن البعض أنه شهر للعبادة وترك العمل، وذلك من المفاهيم الخاطئة، فالعبادة لا تقتصر على الصيام والصلاة، فالعمل وإتقانه عبادة، والصدق عبادة، وحركات الإنسان وسكناته كلها عبادة، قال تعالى: «قُلْ إِنَّ صَلَاتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِى لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ»، فهو شهر العبادة والعمل والإحسان، وينبغى أن نتقرب فيه إلى الله بكل عمل صالح، سواء كان عادة أو عبادة. ويتابع: ينبغى أيضا على كل مسلم قبل رمضان أن يستحضر عظمة وفضل الصيام، تلك الشعيرة التى جعلها الله ركنا من أركان الإسلام، وأعد لها ثوابا عظيما لم يحدده، فقال عز وجل فى الحديث القدسى: (الصوم لى، وأنا أجزى به)، كما أن للصائمين بابا يدخلون منه إلى الجنة هو باب الريان، وبالصيام يغفر الله كل ما ارتكبه المسلم من ذنوب سابقة، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قائلا: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه)، وفى رواية: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه).

الأحكام الفقهية

«لكن كثيرا من الناس يأتى عليهم رمضان، وهم لا يعلمون أحكام الصيام، ولا شروطه أو آدابه، وقد تكون الفترة القليلة المتبقية فرصة لتعلم بعض هذه الأمور».. بهذا يشير الدكتور رمضان ضاحى، أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج، إذ يقول: إن هناك بعض الأحكام الفقهية التى ينبغى على المسلم مراعاتها قبل البدء فى صيام شهر رمضان. ويوضح أن من أهمها أن صيامه واجب على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم، وأنه يُشترط لصحته أمران: الأول الطهارة من الحيض والنفاس، وهو شرط لوجوب الأداء وللصحة معًا، أما الأمر الثانى فهو النية، ومحلها القلب، لأن صوم رمضان عبادة، فلا يصح إلا بالنية، وذلك كسائر العبادات. ويشير إلى أن حقيقة الصوم هى الإمساك عن المُفطرات من طلوع الفجر إلى المغرب، ولأن الإمساك قد يكون للعادة أو لعدم الاشتهاء أو لمرض أو غير ذلك، لذلك كانت النية شرطا أساسيا لصحة الصوم.

فتاوى «الإنترنت»

ويجذب الانتباه إلى أن للصيام سنناً وآداباً، منها السحور، وأنه يستحب تأخيره، وتعجيل الإفطار، وأن يفطر المسلم على الرطب أو التمر -إن تيسَّر- أو الماء، وأن عليه بقراءة القرآن، والكرم، والجود، فعن ابن عباس، رضى الله عنهما، قال: «كان رسول الله أجود الناس، وكان أجود ما يكون فى رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه فى كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن». وينصح بتحرى الأحكام الفقهية المتعلقة بشهر رمضان، من المصادر الموثوقة والمراكز الفقهية المعتمدة، كدار الإفتاء المصرية وفروعها فى المحافظات، ولجنة الفتوى بالأزهر ولجانها الموجودة فى بعض المحافظات، أو أساتذة التخصص فى الفقه الإسلامى، أو إدارة الفتوى ومجالس الإقراء التى تقيمها وزارة الأوقاف. ويحذر من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعى أو شبكة «الإنترنت» فى أخذ الفتوى لأنها تقدم أحيانا بعض الأحكام الفقهية القديمة التى ربما لا تصلح لعصرنا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق