لوحات «افردى جناحك».. دعوة لتحطيم القيود

أمانى زهران

588

طباعة المقال

أجنحة مشرعة تتيح لفتيات حنان يوسف فرصا لا نهائية

بعد عشرين عاماً من الآن سوف تصاب بخيبة أمل أكبر بسبب الأشياء التى لم تفعلها، لا التى فعلتها ، ولذلك تخلص من العقد وتخلص من القيود ، لا تركن إلى الميناء الآمن، انطلق مع رياحك التجارية ، استكشف ، احلم ، اكتشف.. مارك توين

أعمال الفنانة حنان يوسف فى معرضها الجديد "افردى جناحك"، تعكس بوضوح رسالة المعرض وإن كان ذلك بلغة الفن الناعمة الجميلة. والرسالة مضمونها عن تمكين المرأة ودعم النساء فى نضالهن، سواء كان ذلك النضال عبر صراعات مجتمعية أو عائلية أو قائمة على النوع أو مجرد مواجهة وقائع فريدة لأشخاص يحاولون تحطيمهن.

بلوغ عنان السماء.. غاية يمكن أن تدرك

لكل هؤلاء النساء، توجه الفنانة رسالتها قائلة : "لا تدعن أى شخص يضغط عليكن أو يمنعكن من الوصول إلى إمكاناتكن الكاملة. اقطعن الحبال وحررن أنفسكن من السلاسل". ترى بضرورة الرد بحدة على كل من يقول للمرأة إنها ليست كافية أو أن هناك أى شيء لا يمكنها فعله. فعلى كل امرأة أن تصل إلى القمر وتسعى إلى التقاط النجوم، إذا ما أرادت ذلك. عليها أن تؤمن بنفسها وتسمح لأجنحتها بالنمو، فتنطلق وتكسر كل الروابط التى تعيقها حتى تبلغ السماء.

ومن هذا المنطلق تسعى لوحات " افردى جناحك " إلى كسر التابوهات، وتحطيم القيود، والإيمان بالقدرات الذاتية لكل إنسان. وتؤكد حنان أن الانتهاء من تجهيز معرضها استغرق عامين، واختارت أسلوب السكب العشوائى للألوان على سطح اللوحة بشكل فوضوى، من خلال 41 لوحة نفذتها الفنانة بخامات مختلفة.

وعلى الرغم أن القاعة استوعبت فعليا حوالى ١٨ لوحة، إلا أنها تبدل منها كل يومين، حتى يرى المشاهد لوحات مختلفة لتجربتها كاملة. وتقوم برفع اللوحات التى تم بيعها من على الجدران لتعطى فرصة لعرض لوحة أخرى.

ولأن المرأة هى أيقونة أعمال الفنانة حنان يوسف، فهى دائما تصورها من خيالها وذاكرتها البصرية. واللوحة تتكون بالكامل فى ذهن الفنانة قبل رسمها ، وحين تحتاج لرسم حركة أو وضع معين تلجأ إلى النظر إلى صورة تساعدها فى رسم هذه الحركة، وكثيرا ماتحمل أعمالها ملامحها هى نفسها،لأن الفنان يرسم نفسه فى اللا وعى، أو يرسم الملامح التى يحبها ويعتاد على رؤيتها دائما.

ضربات فرشاة تجمع بين القوة والنعومة

تخرجت الفنانة حنان يوسف فى كلية الهندسة المعمارية، غير انها تحب الرسم وتمارسه منذ الصغر. حضرت العديد من الورش الفنية خارج مصر و داخلها لتصقل موهبتها. كما شاركت فى العديد من المعارض الجماعية، وأقامت سبعة معارض فردية ، كان آخرها معرض " نعم لا تحصي" عام ٢٠٢١، وشكل دعوة لتوجيه نظر الناس إلى نعم الله التى لا تحصى وسط حالة الإحباط والطاقة السلبية التى صاحبت وقوع جائحة " كوفيد 19".

وبروح إيجابية ورغبة فى تغيير الواقع إلى ما هو أفضل، خصصت حنان يوسف نسبة من عائدات معرضها " افردى جناحك" لدعم مستشفى "بهية" لعلاج سرطان الثدى.