ليالٍ وراء ليالٍ تمرُّ تباعا
وقلبى يصرُّ على حبّ تلك الحياة القصيرةِ
وهى تباغتنا بالهوى فرحاً و الْتياعا
تباغتنا بالشتاءات ممطرةً كُحْلها و ملبّدةً بالأسى
والصيوفُ بأحداقنا تتبارى الْتماعا
تفاجئنا بالصديق القديم عدوًّا لدودًا
وبالأخ يسْلمنا للغريب متاجرةً و انْتفاعا
كذلك زُلزلت الأرض زلزالها
فإذا الدم يعلو تراقى الهضاب ويكسو الربى والبقاعا
كذلك أخرجت الأرض أثقالها
ثم راحت تدكُّ البيوت على ساكنيها
وتُعمل بين الذين تبقّوا بقيد الحياة الصراعا
زمانٌ غريبٌ نعيش بهِ
يرتدى فيه إبليسُ ثوب العرافة و الكهنوتِ
ويزعم أنّ جهنَّمَ جاءت إلى عصرنا العولميّ
بحسْب إشارة إصبعهِ الطوطميّ انْصياعا
لذلك فهو يسنُّ القوانين من أجل مملكة النارِ
حتى يزيد لسان اللهيب ارْتفاعا
فماسون كوكبنا يطلبون ألوهيّة العالم العنصريّ
نصير الأرانب فيه وهم يصبحون السباعا
زمانٌ غريبٌ نعيش بهِ
يستذلُّ رقاب الأعزَّةِ
فى حين يرفع فوق الرؤوس الرعاعا
زمانٌ تآمر فيه الظلامُ علينا
مؤامرةً ليس ينكرها غير أعمى
وغير الذى قد أراد لكائننا البشرى الضياعا
نرى كوكب الأرض يعكس دورته الآن
عائدًا القهقرَى للقرون الوسيطةِ باعًا فباعا
وكلُّ الأيادى تشير إليه حذارى
ولكنّه شاخصٌ للوراءِ
وساقاهُ تندفعان إلى حتفهِ فى الجحيم انْدفاعا
كأنّى بهِ فى فراغ الفضاء الذى لا قرارَ لهُ
يقفز القفزة اللانهائيّة الانحدارِ
وما قال للقمر الفاغرِ الفم والرافعِ الحاجبين : وداعا
ليالٍ وراء ليالٍ تمرُّ تباعا
وقلبى يصرُّ على أن يحبَّكِ سيّدتي
وكأنّى بحبّكِ فى الكوكب الدموىّ أحلُّ النزاعا
كأنّى لحبّكِ ألجأ
هل تقبل اللاجئين عيونٌ سماويّةٌ زرقةً واتّساعا
كأنّى لعينيكِ أهربُ
حلمى بعينيكِ أصبح لى سلَّمًا للصعودِ
وزادًا براحلتى و متاعا
همُ خلف ظهري
يريدون رأسى
سآوى لعينيكِ أبنى من الهُدْب حولى قلاعا
وحين يجيئون سوف تضمّين أجفانكِ الطيّبات عليَّ
وسوف تذودين عنّى الأعادى
وتستبسلين دفاعا
سألتكِ أن تحتوينى تمامًا بعينيكِ
كى أتسرَّبَ عبر مآقيكِ دمعًا
يحيل الفلاة ببيديَ غابَ غلالٍ
تُعبّئ منه القوافلُ صاعًا فصاعا
سآوى اليكِ
لأرجع قلبًا من الشغف الفستقيّ
نباتًا طريًّا
إذا مرَّ فيه نسيم الأصائل فات انْطباعا
أنا عدتُ
لكنْ لأرحلَ ثانيةً فى القصائدِ
مثل الفَراش الذى للمصابيح يفنى اشْتياقًا
ويحيا إذا مات فى نورها ما اسْتطاعا
أنا هو قلبي
وقلبى من الوله اللازوَرْديّ بحرٌ
وبحريَ معزوفةٌ من صَبا
لا أملُّ لها الاسْتماعا
وأنتِ سواحل شطّى البعيدِ
سأبحرُ حتّى يكون المدى خطّ آخر عمري
وبعدُ
سأمنحُ دفّة قاربيَ الشفقيّ
ملاكًا خبيرًا بمعراج أهل السماء مطاعا
سأرحلُ
والوجد سوف يظلُّ
يحدّث عنّى صغارَ الزهورِ
فينبعث العطرُ شِعرًا مشاعا
سأبقى على الدفتر الأرجوانيّ حرفًا
ولكنّنى سوف أرحل سيّدتي
قلمًا ويدًا وذراعا
سأبقى من اللحن صوتًا نحيلًا
يحوم مع الخاطراتِ
بأخيلة الشعراء رؤيً و يراعا
وحين يريد محبٌّ صغيرٌ
وصال حبيبته بكلامٍ جديدٍ
فسوف أُطلُّ عليهِ
وسوف أُسرٌّ إليهِ
ببيتٍ من الشّعرِ يجعل من حلمهِ واقعًا مستطاعا
وحينئذٍ
سوف ألقاكِ فى حلمه الشاعريّ
وسوف تعودُ لياليَّ فى مخدع الأمنيات تباعا
رابط دائم: