تشدو «كروان الشرق» فايزة أحمد بكلمات صالح جودت، ونغمات محمد سلطان «حبيبتى قاهرتى.. لن تغلبى لن تقهرى»، فتسكن الكلمات نفوس الملايين فى مدينة «الألف مئذنة»، ويتردد صداها فى جميع بقاع الأرض.. هى القاهرة قلب مصر والعروبة النابض.. وعاصمة المحروسة منذ اختارها المعز لدين الله الفاطمى حاضرة للدولة الفاطمية فى 969 ميلاديا بأمر القائد جوهر الصقلى.
شهور قليلة وتلتقط القاهرة ــ التاريخ والجغرافيا .. الروح والحياة ..العلم والحضارة ــ أنفاسها، وتسلم الراية شامخة للعاصمة الإدارية الجديدة، لتستمتع بحياة أكثر هدوءا، وتستعيد أجمل وأغلى ذكرياتها.. وقائع تاريخية للمقاومة والصمود فى الحروب القديمة والحديثة، وعقيدة دينية جمعت أبناء الديانات الثلاث بسماحة ومحبة، ونهضة علمية وحركة تنويرية طالما أضاءت للأمة العربية والإسلامية طريق النور لغد أفضل.
هنا من أعلى برج الجزيرة.. تجول بعينيك لترى ملامحها الجميلة.. وديعة النيل، ومبانيها الشهيرة.. منارات الفنون والثقافة والسياحة، وزحام السيارات على كوبرى أكتوبر، وعوامات النيل والجزيرة، وتدقق النظر، فهذا مبنى ماسبيرو.. صوت وصورة مصر للعالم.. وهناك فنادق النجوم الخمس الشهيرة… مقار إقامة مشاهير العالم من ضيوفها، وهناك مبنى وزارة الخارجية.. معقل الدبلوماسية المصرية الهادئة، ودار الأوبرا.. مدينة الفنون، ومراكب وبواخر، وممشى على ضفاف نيلها العظيم يستقبل رواده من راغبى التنزه، والاستمتاع بجوها المعتدل المميز.
لا نقول وداعا «قاهرتى»، لكنها فرصة لمنحها قسطا من الراحة، وللتخفيف من أحمالها، وتقليل كثافتها، وسنظل نشدو مع الراحل عبداللطيف التلبانى من فوق برج الجزيرة «الله الله على سحرها».
رابط دائم: