أكد اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، أن المدينة أصبحت من بين المدن الأكثر تعرضا وتأثرا بالتغيرات المناخية، لذلك تم تشكيل لجنة للتغيرات المناخية لتكون بمثابة منظومة الإنذار المبكر لحمايتها من نوبات الطقس الجامحة، وتحديد ودراسة الاحتياجات والمطالب لتطوير منظومة الإنذار المبكر من خلال التنبؤ بنوبات الطقس وتغير المناخ.
وتختص اللجنة بإعداد الدراسات التفصيلية للأضرار التى قد تنشأ عن نوبات الطقس التى تؤثر على المواطن السكندرى، كما تهدف إلى إعداد برامج لتوعية المواطنين، وإعداد التوصيات الواجب اتخاذها لتقليل ومنع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية، وكذلك إعداد خطة قصيرة المدى وأخرى طويلة المدى للتعامل مع الظاهرة، وبناء القدرات فى مجال مكافحة تأثير التغير المناخى وارتفاع منسوب البحر.
جدير بالذكر إن المحافظ ترأس الشهر الماضى، الاجتماع الأول للجنة التغيرات المناخية حيث تمت مناقشة التغيرات المناخية والأمطار الغزيرة التى تتعرض لها المحافظة، وكيفية التعامل معها. وشدد على ان الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، انفقت وتُنفق المليارات لحماية الإسكندرية لمعالجة الأخطاء والعشوائية التى حدثت فى المدينة منذ عشرات السنين، وناشد الجميع ضرورة التكيف مع تغير المناخ، والتعاون بين الجامعات والمجتمع المدنى والمؤسسات، وبيوت الخبرة، بهدف التصدى لهذه الظاهرة التى تهدد الجميع.
وأشار «الشريف» إلى أن أعمال حماية الشواطىء التى تقوم بها الدولة تتم طبقا لنماذج رياضية وقياسات ودراسات علمية محلية ودولية على أعلى مستوى، وأن اللجنة ستقوم بإعداد برامج لتوعية المواطنين وتثقيفهم للتعايش والتكيف مع آثار التغيرات المناخية.
وكان رصيف الكورنيش بمنطقة شاطئ إدوارد خراط بسيدى بشر شرق الإسكندرية، قد تعرض لتشقق الفترة الماضية، مما آثار المخاوف بشأن غرق المدينة الساحلية نتيجة التغيرات المناخية، والتى تتجدد بين الحين والأخر مع حدوث تغيرات تطرأ على حالة ساحل المدينة، دفعت الدولة لتنفيذ المشروع القومى لحماية الشواطئ.
وأكد الدكتور حسام السيد، باحث فى الجيوفيزياء البحرية بالمعهد القومى لعلوم البحار والمصايد، إن تشقق رصيف الكورنيش جاء نتيجة ارتفاع الأمواج، إذ تشهد المدينة فى السنوات القليلة الماضية تغيرا ملحوظا فى حالة الطقس فى فصل الشتاء، حيث أصبحت الأمواج أكثر شدة وارتفاعًا كما أن النوات البحرية أكثر عنفًا.
وقال «السيد» فى تصريحات خاصة لــ «الأهرام»؛ إن الأمواج الشديدة تسببت فى تآكل مساحة رمال الشاطئ وهو ما ظهر بوضوح فى العامين الماضيين خلال فصل الشتاء، حيث اختفت الرمال بشكل كامل فى ذات المنطقة، سيدى بشر، ومع شدة الأمواج هذا العام تآكل الجزء الأسمنتى أسفل رصيف الكورنيش مما أدى إلى تشققه. وأوضح «السيد» ان جهات بحثية عديدة وعلى رأسها معهد علوم البحار رصدت هذا التغير الذى يطرأ على المدينة منذ سنوات، ومن المتوقع أن تتزايد وتيرة هذه التغيرات فى السنوات القليلة المقبلة، نافيًا علاقة تشقق رصيف الكورنيش بالزلازل الشديدة التى ضربت تركيا وسوريا، وأن ما حدث هو مجرد تصادف فى التوقيت فقط. وشدد «السيد» على أن الدولة تبذل جهدا كبيرا فى هذا الملف من خلال تنفيذ المشروع القومى للحماية البحرية والذى يضمن سلامة خط الساحل والمنشآت المقامة عليه، بالتعاون مع العديد من الجهات التنفيذية والاستشارية.
رابط دائم: