رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأمن الغذائى.. الخطر يتضاعف

ياسمين أسامة فرج
الأمن الغذائى فى البريطانى

«ثلاث حبات طماطم وفلفل وخيار لكل مواطن».. و « بيتزا بلا صلصة».. هكذا وصلت حدة أزمة نقص الخضراوات وبعض الفواكه التى تعانى منها بريطانيا حاليا والتى دفعت العديد من المحلات التجارية الكبرى إلى فرض حصة محددة من المنتجات لكل زبون ، وسط توقعات باستمرار الأزمة لأسابيع طويلة يصاحبها مزيد من ارتفاع الأسعار ، ومزيد من الأعباء على كاهل الأسر البريطانية التى تعانى، فى الأساس، من أسوأ أزمة تكاليف معيشة منذ عقود.

ورغم تراجع التضخم فى بريطانيا من معدله القياسى الذى بلغ 11٫1% فى أكتوبر الماضى إلى 10% فى ديسمبر ، إلا أن أسعار المواد الغذائية على وجه التحديد استمرت فى الارتفاع بأسرع وتيرة منذ 45 عاما،بسبب معاناة المنتجين مع ارتفاع أسعار فواتير الطاقة والمواد الخام. ووفقا لأحدث البيانات ، سجلت أسعار سلع البقالة فى بريطانيا رقما قياسيا جديدا إذ قفزت بنسبة 16.7 ٪ فى يناير الماضى مقارنة بـ 14٫4% فى ديسمبر ، لتضيف نحو 800 جنية أسترلينى لفاتورة التسوق السنوية. ولم يقتصر الأمر على ارتفاع الأسعار، بل تداولت وسائل الإعلام البريطانية ومواقع التواصل الاجتماعى صورا لأرفف المتاجر الكبرى وهى خاوية من الطماطم وبعض الخضراوات والفاكهة، ووصل الأمر إلى أن المطاعم الإيطالية فى بريطانيا اضطرت إلى تقديم أطباقها الشهيرة مثل البيتزا والمكرونة بدون صلصة طماطم وسط صدمة الطهاة من أسعار الطماطم المرتفعة والشح فى مخزوناتها. ولكن أين اختفت الطماطم فى بريطانيا؟.

وفقا للحكومة البريطانية، فإن السبب هو قلة المحصول فى الدول المصدرة بسبب الظروف المناخية السيئة .فالطقس البارد بشكل استثنائى فى إسبانيا، والفيضانات فى المغرب، فضلا عن العواصف التى عرقلت نقل البضائع ، كل هذا ساعد فى تفسير النقص الذى تعانى منه بريطانيا خلال الشتاء، حيث تستورد البلاد نحو 95 ٪ من الطماطم و90٪ من الخس من إسبانيا وشمال إفريقيا، وفق اتحاد التجزئة البريطانى. كما يرجع المسئولون الأزمة إلى ارتفاع أسعار الطاقة الذى يؤثر على المنتجين وسلاسل الإمداد ، فضلا عن أزمة الطاقة العنيفة التى تعانى منها هولندا ، أحد شركاء بريطانيا الرئيسيين فى تجارة الأغذية، والتى تواجه أيضا، وهى خامس أكبر اقتصاد فى الاتحاد الأوروبى، واحدا من أعلى معدلات التضخم فى أوروبا، مما يجعل اعتماد بريطانيا على هولندا فى هذه الأزمة مليئا بالصعوبات.

ومن ناحية أخرى، يرى بعض أصحاب الأعمال فى بريطانيا أن قواعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى أحد أسباب الوضع الذى تمر به المملكة المتحدة.ونقلت تقارير إعلامية عن نائب رئيس الاتحاد الوطنى للمزارعين البريطانيين قوله : «من المثير حقا أنه قبل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى، لم نتزود أو قليلا فقط بالخضراوات، من المغرب، لكننا اضطررنا بعد الخروج إلى البحث عن ذلك البديل الأبعد عن أوروبا». وتابع «اليوم كان لهذه الصدمات المناخية المتكررة بشكل متزايد تأثير حقيقى على الطعام المتاح على أرفف محلاتنا».كما أكد جاستن كينج الرئيس التنفيذى السابق لثانى أكبر سلسلة سوبر ماركت فى بريطانيا فى تصريح لهيئة الإذاعة البريطانية « بى بى سى» ، أن قطاع السوبر ماركت قد تأثر بشكل رهيب بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى.

وأمام الأزمة سيتعين على الموزعين البريطانيين بعد ذلك إيجاد مصادر أخرى للإمداد والاعتماد على الإنتاج المحلى ، وسط مطالب للحكومة بدعم المنتجين المحليين. وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، تم بالفعل دفع 168 مليون جنيه إسترلينى أى ما يعادل 190 مليون يورو، للمزارعين البريطانيين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق