رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صورة حية من محطة العاصمة الإدارية..
القطار الكهربائى.. سباق سريع على قضبان التنمية

تحقيق ــ راندا يحيى يوسف
> شبكة القطار السريع ــ محطة العاصمة الإدارية> تصوير ــ أحمد عجمى

400 عامل فى «مهمة إنجاز» نقطة انطلاق الخط الأول قبل نهاية العام

رئيس «القومية للأنفاق»:  يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط وينقل 2.5 مليون راكب يومياً و20 مليون طن بضائع سنويًا
 
خبير طرق: محور تنموى أخضر يجعل المسافة بين شمال مصر وجنوبها لا تتجاوز خمس ساعات
العاملون: مشروع إنسانى يخدم أهالينا  فى المحافظات ويرفع عنهم مشقة السفر

 

 

 

فى قائمة أولوياتها، تضع الدولة المصرية ملف تحسين وتحديث وسائل النقل العام، باعتبارها أحد أهم ركائز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء ؛ لذا تأتى التطورات المتلاحقة لإحداث نقلة نوعية فى منظومة النقل لتشمل تغييرات شاملة فى المحاور المرورية وتوسعة الشبكات وإنشاء مشروعات نقل ذكية للربط بين المحطات وتيسير عمليات نقل البضائع والركاب بما يضمن منظومة نقل متكاملة ومتطورة تستفيد منها الأجيال الحالية والقادمة.

ويعد مشروع القطار الكهربائى السريع من أهم المشروعات الذكية التى تحدث نقلة نوعية هائلة فى وسائل النقل الأخضر المستدام فى مصر، وتمثل شرايين

تنموية لخدمة المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والحالية، إلى جانب مساهمتها  فى تخفيض واختصار زمن الرحلات بين المحافظات لأكثر من نصف الوقت الذى يستغرقه المواطن حاليا سواء عبر شبكة القطارات القديمة أو عبر الطرق الحالية الرابطة بين المحافظات، كما ستخدم نقل البضائع بين الموانى والمحافظات.

«تحقيقات الأهرام» قامت بجولة ميدانية داخل مشروع القطار الكهربائى السريع بمحطة العاصمة الإدارية حيث بداية الخط الأول المزمع تشغيله قبل نهاية العام الجارى.

 


> قضبان القطار الكهربائى السريع بمحطة العاصمة الإدارية

من داخل ساحة العمل بمحطة العاصمة الإدارية، بدأنا الجولة الميدانية حيث توجد مجموعات العمل من مهندسين وفنيين وعمال يسابقون الزمن لوضع اللمسات النهائية على جميع مواقع المسار، وكل مجموعة عمل تختص بمهمة محددة وتشاهدهم يعملون على قلب رجل واحد، فمنهم من يختص باستكمال بنيان الأسوار على جانبى مسار القطار، بينما مجموعات أخرى تتولى الأعمال الفنية الخاصة بمسار القضبان والانتهاء من تشطيبات مبنى المحطة والديكورات، وآخرون مهمتهم إنهاء وصلات الكهرباء لتغذية مسار القطارات والمحطات، بينما تعمل مجموعة على وضع التشطيبات النهائية من تركيب للرخام وتنفيذ أعمال الدهانات، ومجموعة أخرى تنفذ أعمال الكهرباء للتكييفات والتهوية وشاشات العرض، إلى جانب مجموعة عمل التجريب الهيدروليكى للقضبان بمسار القطار وتهيئتها لتشغيل القطارات فوقها واستكمال بنيان الأسوار.. مشهد كخلية النحل يعج بكثافة الأشغال وحركة العاملين الدءوبة لتشغيل الخط الأول من القطار الكهربائى السريع قبل نهاية العام الجارى، وكان التنظيم وتركيز مجموعات  العمل جليا هناك، ورأينا إنجازًا تحقق  ومسارًا للقضبان أوشك على الانتهاء انتظارًا لقدوم القطار وتشغيله.

رمضان عبدالواحد ـ عامل إنشاءات من كفر الشيخ ـ أعرب عن سعادته واعتزازه الشديد بمشاركته فى كيان قومى عملاق كهذا، وببساطة تعبيره يقول: «المشروع ده عمل إنسانى بمعنى الكلمة، لأنه بيقدم خدمة لأهالينا فى المحافظات وهيرفع عنهم مشقة السفر لساعات طويلة وكمان بنفس ثمن التذكرة ودى أهم ميزة».

وشاركه فى الرأى مصطفى عبدالواحد ـ رئيس النقاشين ـ الذى أبدى اعتزازه وفخره بكونه أحد  المشاركين فى المشروعات القومية، ويرى أن المشروع يسهم فى تيسير الوصول للمناطق العمرانية الجديدة، ومع الوقت سيعطى حافزًا للمواطنين للانتقال إليها مما يخفف من الاختناقات المرورية فى القاهرة الكبرى.

أما حمادة خليفة ـ مسئول السلامة والصحة المهنية بالمحطة ـ فتحدث عن أهمية تطبيق اشتراطات السلامة والصحة المهنية للحفاظ على العنصر البشرى وتوفير المهمات اللازمة لإنجاز مهامهم بأمان.

العمل على قدم وساق

وهنا انضم للجولة المهندس نبيل على ـ مدير قسم الجودة ـ حيث أوضح حرصهم الشديد على اختيار الخامات وفقاً للمعايير العالمية الأوروبية والأمريكية ومدى توافقها مع اختبارات تربة الردم والحفر وصولاً إلى تركيب الخامات، ثم الفحص الداخلى ومتابعة أعمال التنفيذ بشكل مستمر بكل دقة، لافتا إلى أن السر وراء نجاح المهمة يكمن فى اتباعهم منهجية  النظام والالتزام والمتابعة الدائمة، والدليل على ذلك توجيهات وزير النقل فى آخر جولة تفقدية للمحطة حول إعادة توظيف بعض الأماكن بالمحطة واستغلالها بما يضيف إليها بعدًا استثماريًا ويحقق عائدًا تجاريًا أفضل، وهو ما أضاف للتصميم بعدًا جوهريًا متميزًا.

وأوضح المهندس أشرف محمود ـ المسئول عن محطة القطار السريع بالموقع ـ أن العمل بمحطة العاصمة الإدارية للمشروع  ينقسم إلى مبنيين تتوسطهما أرصفة القطارات بطول 420 جسرًا، وهو ما تطلب منهم تشغيل ما يقرب من 400 عامل، مشيدا بالحرص على رعايتهم من خلال الوحدة الملحقة بالمشروع لتأمين وضمان سلامة جميع العاملين بالمشروع ومواجهة حدوث أى طارئ.

وأثناء الجولة، تحدثنا مع جوزيف عادل ـ مهندس مدنى بمحطة العاصمة الإدارية ـ الذى يرى أن مشروع القطار الكهربائى السريع هو منظومة نقل ذكية مستدامة، تقدم أعلى مستويات الخدمة لجمهور الركاب، ولأن شبكته مكونة من ثلاثة خطوط رئيسية بإجمالى أطوال حوالى 2000 كيلومتر منها 1400 كيلومتر لخدمة صعيد مصر، فهو من أهم المشروعات الرائدة فى مجال النقل، فضلاً عن أن منظومة مشروع القطار الكهربائى السريع تعتبر من المشروعات الصديقة للبيئة، والتى بها نقلة نوعية هائلة فى وسائل النقل الأخضر المستدام فى مصر، وتمثل شرايين تنموية لخدمة المناطق العمرانية والصناعية الجديدة والحالية، إلى جانب مساهمتها  فى تخفيض واختصار زمن الرحلات بين المحافظات لأكثر من نصف الوقت الذى يستغرقه المواطن حاليا سواء عبر شبكة القطارات القديمة أو عبر الطرق الحالية الرابطة بين المحافظات، كما أنها ستخدم نقل البضائع بين الموانى والمحافظات.

الخط الأول

واختتمنا الجولة مع العميد مهندس أحمد فاروق ـ مدير مشروع القطار السريع بالهيئة القومية للأنفاق ـ الذى وصف لنا عن قرب ملامح الخط الأول العين السخنة ـ مرسى مطروح، وأوضح أن طوله حوالى 675 كيلومترا، وعدد محطاته 23 محطة، منها 10 محطات للقطار الإقليمي، و13 محطة للقطار السريع تبدأ من محطة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة والإسكندرية والعلمين وانتهاءً بمحطة مرسى مطروح على ساحل البحر المتوسط .

وأشار إلى ان هذا الخط يخدم حركة نقل الركاب والبضائع ويسهم فى تنشيط الصناعة والتجارة الداخلية والخارجية لمروره بالعديد من المدن الساحلية على البحرين الأحمر والمتوسط، كما يدعم السياحة للمزارات الثقافية بمدينة العلمين والدينية بوادى النطرون مرسى مطروح لوجود العديد من الأديرة، إلى جانب أنه سيخدم رجال الأعمال والاستثمار لمروره بالعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين.

وتابع: سيتقاطع القطار مع القطار الكهربائى الخفيف LRT فى محطة القطارات المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ومع الخط الثانى للقطار السريع فى محطة تبادلية بمدينة حدائق أكتوبر، ومع الخط الثانى لمونوريل القاهرة فى محطة نقابة المهندسين بمدينة السادس من أكتوبر، ويشير إلى أن بداية العمل كانت فى مايو 2021 ومن المتوقع تشغيله نهاية العام الجاري، حيث يعتبر القطار الكهربائى السريع «الخط الأخضر» أحد تلك الوسائل المستحدثة طبقًا لرؤية مصر  2030  لتشهد بلادنا وسيلة نقل حضارية وسريعة تربط القاهرة الكبرى بالعاصمة الإدارية وتيسر حركة انتقال المواطنين من القاهرة والجيزة إلى القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية إذ تتكامل رحلاته مع مترو الأنفاق والقطار الكهربائى الخفيف والمونوريل، ليسهم فى تقليل الاختناقات المرورية ويرشد استخدام البنزين والسولار ويقلل تلوث البيئة، لافتا إلى أن الدولة تولى اهتماما كبيرا بمتابعة أعمال المشروع بشكل دورى أسبوعيا، حيث إن عمليات المتابعة تسهم فى زيادة معدلات الإنجاز، ويحظى التنفيذ بتعاون جميع الجهات للوقوف على أية عقبات ويتم التعامل معها بشكل فورى.

 عوائد شبكة القطار السريع

 وفى ذات السياق، يشير اللواء شريف حسن رئيس الهيئة القومية للأنفاق إلى حرص وزارة النقل على تطوير مشاريع النقل الجماعى الأخضر صديق البيئة لزيادة طاقة النقل واستحداث مكونات جديدة فى شبكة النقل السككى بالجر الكهربائى يتم تنفيذها لأول مرة داخل مصر، وتتماشى مع رؤية مصر 2030 لتقديم الحلول الأفضل والأكثر استدامة لمواكبة التطور العالمى فى هذا المجال ومن أهمها شبكة القطار الكهربائى السريع، لافتا إلى أنه فى خضم تلك النهضة القومية تم التصديق على إنشاء هذه الشبكة لخلق منظومة متكاملة تربط بين كل الموانى والمدن الصناعية ومناطق التنمية الجديدة والعاصمة الإدارية وتخدم الأنشطة التجارية والصناعية والسياحية فى جميع أنحاء الجمهورية.

ويفسر رئيس الهيئة القومية للأنفاق المنظور الإستراتيجى لعوائد القطار الكهربائى السريع، قائلا إنه يمثل وسيلة جديدة للنقل الجماعى الأسرع والأكثر راحة من القطار العادى حيث يسمح تصميمه بالسير بسرعات تصل إلى 250 كم /ساعة فهو يعتبر قفزة حضارية هائلة فى مجال النقل السككى بالجر الكهربائى بصفة خاصة وفى مجال النقل بصفة عامة، كما سيخلق محورا لوجيستيا جديدا للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، ويسهم بصورة كبيرة فى ربط مناطق الإنتاج الصناعية بموانى التصدير، ومناطق الإنتاج الزراعى الجديد بمناطق الاستهلاك، فضلا عن الربط بين المناطق السياحية وإيجاد تنوع فى البرامج السياحة يستطيع فيها السائح الاستمتاع بالتجول بين الأماكن الأثرية والتاريخية والدينية والشواطئ فى برنامج سياحى واحد، إضافة إلى ذلك يتميز القطار السريع بسعة نقل أكبر، ويحقق أمانا أعلى للركاب، ويحد من تلوث البيئة والانبعاثات الكربونية، علاوة على كونه سيعزز الزحف العمرانى فى المناطق التى يمر بها ويعتبر نواة للتنمية المستدامة وتنشيط حركة التجارة الدولية، لافتا إلى أنه من المخطط أن تنقل هذه الشبكة 2.5 مليون راكب يومياً و20 مليون طن بضائع سنوياً فور الانتهاء من تنفيذها، علاوة على أنه تم تصميم الشبكة بما يحقق القدرة على الربط مستقبلاً مع دول الجوار .

وسيلة نقل مثالية

ولأن لكل مشروع قومى حسابات دقيقة  ودراسات جدوى اقتصادية متعمقة من حيث العائد والتكلفة والمحافظة على البيئة، يوضح الأستاذ الدكتور مجدى صلاح أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة أن القطار الكهربائى السريع يعتبر شريانا جديدا وإضافة متميزة لمنظومة النقل بصفة عامة، من حيث كونه يربط بين جميع محافظات مصر لنقل الركاب والبضائع فهذا تميز وتطوير محورى، فضلا عن اعتباره أحد وسائل النقل الآمنة والمنفصلة تمامًا عن المحاور المرورية القائمة بالمدن، ومن ثم  فهو يختصر المسافة بين جميع المحافظات، حتى إنه جعل المسافة بين شمال مصر وجنوبها لا تتجاوز خمس ساعات.

 ويضيف أستاذ هندسة الطرق والمرور أن الأساس من إنشاء القطار خلق محور تنموى برى أخضر يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط  لتنشيط حركة التجارة الداخلية والخارجية وربط الموانى اللوجيستية على البحرين، وذلك هدف إستراتيجى سيجعل الوصول إلى جميع الموانى أكثر سهولة، ومن الأبعاد المهمة للقطار الأخضر أنه أحد ركائز خطة التنمية المستدامة التى تنفذها الدولة لخدمة الزحف العمرانى فى المدن التى يمر بها على طول المسار والربط بالعاصمة الإدارية، حيث يسهل حركة الانتقال منها وإليها وبالتالى يخفف العبء عن الوادى والدلتا، إلى جانب أن شبكة القطار السريع لها تأثير مباشر فى تنشيط حركة التجارة الداخلية ونقل الإنتاج المحلى لموانى التصدير سواء موانى بحرية أو جافة أو جوية، وكذلك ربط المناطق الصناعية بموانى التصدير، حيث يتميز القطار السريع بسعة نقل أكبر مما يقلل الازدحام المرورى ويحقق أمانا أعلى للركاب، ويضاف إلى ذلك ان ميزة  نقل البضائع للموانى تحتاج حاويات مبردة للنقل السريع للحفاظ عليها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق