روح القناص والمقاتل المصري كانت دائمة وحاضرة فى إبداعه لأعماله بمختلف الأدوات وكأنه يثري جبهات القتال بالعديد من الانتصارات ومزيد من رحابة سماء الحرية، فكما كان الفنان وقت حرب أكتوبر 1973م مشاركاً في الانتصار كقناص ومحارب تم الاستفادة من تصميماته ورسوماته لوضع خطط تصورية وإعادة تركيب المدافع، حتي تكون وجدانه علي قيم الشرف والانتماء للوطن والعطاء.
ومنذ أيام أفتتح معرض تشكيلى شديد الاستثنائية للفنان الكبير أ.د.أحمد نوار وذلك بقاعات قصر عائشة فهمى «مجمع الفنون»، لتطل علينا أعماله التى فاقت عددها أكثر من مائتى لوحة من فن الرسم والتصوير وتعد تلك الأعمال فى حد ذاتها تحدى جديد للفنان ليقدم عكس ما هو متوقع، لأنه تخصص بفن الجرافك بالإضافة لأعماله التكوين والتجهيز فى الفراغ والمجسمات والأعمال الميدانية والنحتية، لكن روحه الطواقة دائما لفتح مسارات متعددة لمجالات يوقظ خلالها نبض الرؤية الجمالية ويعد أدوات التواصل رغم تربعه على قمم الجوائز الرسمية العالمية والمحلية وباتت الجوائز المقدمة باسمه هى الدالة على المكانة والقيمة المضافة.
> تشكيلات فنية من ابداعات د. أحمد نوار
والمعرض يقدم تحت رؤية فنية للفنان د.إيهاب اللبان ليقسم خلالها أعمال نوار إلى مراحل زمنية كانت أعماله شاهدة على العصور بما تحتويها من تغيرات اجتماعية وسياسية وحربية وصحية عبرت عن مصر والعالم أجمع فى مشاهدات بصرية وإبداعية لنوار أكد فيها عمق وأثر خطوط وتكوينات الفن التشكيلى عندما يسجل الأحداث والتاريخ ويعبر عن آثارها ويشرح بلغة لا تخطئها العيون، وكأنه الضمير المرئى للإنسانية، ومن ضم المجموعات المعرضة حمل تلك العناوين»مجموعة قريتي، مجموعة الدارسات الإكاديمية، لوحات السد العالي، حرب الاستنزاف، جبل أبوغنيم بالقدس، مجموعة الصين، الأرض المقدسة، مجموعة إرادة وطن، مجموعة كورونا، مجموعة القناص والمحارب، مجموعة وجه الفيوم التى استطاع من خلالها إعادة التوجيه لقيمة هذا الأثر والاكتشاف الأثرى والسياحى المتفرد، بالإضافة لمشروع تخرجه عن «يوم الحساب» عام 1967م ليمتزج برؤيته وإبداعه كفنان شاب وقتها مع حسه الوطنى بعد النكسة والهزيمة، كما يقدم نوار فى معرضه الحالى مجموعة من إسكتشات الرسوم والخطوط التى تعبر عن قدرته الإبداعية من خلال الرسم الإنشائى وتجهيز التفاصيل لأعماله.
المعرض افتتحه أ.د. وليد قانوش رئيس قطاع الفنون التشكيلية وضمن العرض قدمت الفنانة والناقدة أ. د. أمل نصر دراسة وافية عن الفنان أحمد نوار، ولعل من بين أعماله الميدانية تمثال الحرية فى المكسيك، وتمثال الإرادة بمدينة شيتومال، تمثال التحدى بمدينة مونتراى
وليصبح هذا المعرض أيقونة لإبداعية تحمل تلك الروح القائدة والمصابرة نحو الانتصار للفنان على مدار مشواره وتاريخه بكافة المجالات، وليضىء شعلة النور لأجيال قد سبقت وأجيال قادمة على أرض وطننا.
رابط دائم: