وسط احتفاء إعلامى ألمانى
نجاح معرض«حدوتة مصرية» للدكتور علاء عوض بالمتحف المصرى بميونيخ

من قلب المنصورة إلى أعماق الأقصر ، إلى جدران المعارض فى مختلف دول العالم بفرنسا ، وأمريكا والصين وبيلاروسيا وألمانيا ، كان الدرب الذى اختاره الفنان المصرى علاء عوض ، لتكون كلية الفنون الجميلة بالأقصر البوابة التى يعبر من خلالها إلى عالم ثرى من الفن المصرى الأصيل الذى عرفه العالم منذ فجر التاريخ ، مزيج من الحضارة المصرية القديمة بنقوش معابدها ورسوم مقابرها ، تسلل عبر الزمن ليشكل صورا فنية متلاحقة ، تكشف عن تجذر روح الفن فى أعماقها لتراه متجسدا فى ملامح الحياة ومظاهرها المختلفة التى أختلطت مع التراث الصعيدى من العادات والتقاليد،

من قلب ذلك التشكيل المتنوع ، خرجت إلى النور مجموعة اللوحات ذات الطابع المصرى الأصيل للفنان الشاب علاء عوض أستاذ قسم التصوير ، بكلية الفنون الجميلة بالأقصر ، والتى اختيارها من قبل « متحف الفن المصرى القديم بميونيخ فى ألمانيا ،لتكون بطلة المعرض الخاص بالمتحف لأكثر من ثلاثة أشهر بدأت فى ال27 من نوفمبر 2022 ويستمر حتى الخامس من مارس لهذا العام.

يقول الدكتور علاء عوض ، أن المعرض يحمل اسم « حدوتة مصرية « ويضم 35 لوحة متنوعة ما بين اللوحات الزيتية بالأحجام المختلفة ، ومجموعة من الإسكتشات، ترتكز الفكرة الرئيسية للوحات المعرض علي تقديم الهوية والثقافة المصرية، من خلال إستلهام الحضارة المصرية القديمة وإعادة تقديمها من خلال الجمع بين الزخارف من جدارن المعابد والأشكال الفنية الحديثة في لوحات فنية حديثة تنعكس بها العناصر الثقافية المميزة لحياة المصريين فى صعيد مصر ، فهناك أعمال تتناول فن التحطيب الرياضة المميزة لجنوب الصعيد ، وحلقات المرماح ، والأسواق التجارية كسوق الجمال والأبقار ، والموالد والاحتفالات الشعبية مثل « مولد سيدى أبو الحجاج الأقصرى «‪ ‬ الذى يشتهر بالدورة المستوحاة من طقوس احتفالات عيد الأوبت فى الحضارة المصرية القديمة ،كما ضم المعرض مجموعة من اللوحات المعبرة عن الحضارة المصرية القيمة مثل الوداع وملائكة الرحمة ، واللوحات المختلفة لفتيات فى الزى المميز لقدماء المصريين ، فبالنسبة لى المعرض رسالة سلام ومودة يقدمها الفن المصرى إلى العالم من خلال التأكيد على العناصر المميزة للحضارة المصرية فى مختلف العصور ، لذا ضمت المجموعة اللوحة الخاصة بمشروع إنشاء قناة السويس ، والتى تحمل رسالة مصر فى طريقها الحالى نحو التنمية ، وقد جاء اختيارى لمشروع قناة السويس الجديدة ، لما تمثله قناة السويس من محور اتصال رئيسى بين الشرق والغرب ، والطريق الواصل بين الثقافات والشعوب .
هذا ولم يقتصر المعرض على عرض اللوحات فقط ، بل حرصت إدارة المتحف علي أن تتضمن أنشطة المعرض ، ورشة عمل حية يقوم من خلالها الفنان رسم واحدة من أكبر اللوحات المعروضة والتى يصل حجمها إلي 5 أمتار فى 3 أمتار ، وتحمل أسم «أنشودة السلام» والتى يقول عنها « عوض « أنها تمثل مجموعة من الفتيات وهن يحملن أغصان الزيتون وفى الخلفية يظهر « قدس الأقداس « بمعبد الأقصر ، وهو المكان الذى كان يعد بمثابة مقر حكم الملك فى مصر القديمة ، فى اللوحة بالنسبة لى هى رسالة سلام عالمية من مقر حكم واحدة من أهم الحضارات فى التاريخ , وقد استغرق العمل بها ثلاثة أسابيع متواصلة ، فكانت اللوحة بمثابة عرض حى يتمكن من خلاله الزائرون من مشاهدة مراحل إنتاج اللوحة ، وقد حرص الكثير من محبى الحضارة المصرية القديمة على زيارة المعرض بصحبة أبنائهم خلال تلك الفترة من أجل التواصل معى وسؤالى عن العديد من الموضوعات المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة والفن المصرى .
بعد نجاحه الجماهيري جذب المعرض إنتباه وسائل الإعلام الألمانية ، لتقوم عدد من الصحف الألمانية اليومية والمتخصصة فى مجال الفن والثقافة بنشر العديد من المقالات عن المعرض ومن بينها صحيفة « زود دويتشه تسايتونج « اليومية ، وفرانك بوست ، كما قام التليفزيون الألماني بإذاعة تقرير كامل عن المعرض وعن الفنان المصرى علاء عوض .