التبرع بالدم عمل إنسانى يسهم فى إنقاذ حياة مرضى كثر فى أمس الحاجة إليه، خاصة لمصابى الحوادث، ومرضى الأمراض المستعصية، ولاستخدامه فى أثناء العمليات الجراحية الكبرى، كما تستخدم مكوناته فى علاج حالات مرضية عديدة، ، ويستغرق التبرع من 5 إلى 10 دقائق لأخذ نحو 450 ملليلترا تمثل 1 / 12 تقريبا من حجمه بالجسم والذى يتراوح بين 5 و6 لترات، ويمكن معاودة التبرع بعد 3 أشهر على الأقل، ولا يقبل التبرع إلا من شخص لائق صحيا، وهو ما يعد دليلا على سلامة المتبرعين لوجوب خضوعهم قبل التبرع لفحص طبى للجسم وفحص مخبرى للدم لاكتشاف وجود أمراض مثل التهاب الكبد الوبائى بنوعيه (ب، ج) / الملاريا / الإيدز / الزهري/ وغيرها، وفى هذه الحالة يوجه هذا المتبرع للجهة المناسبة لمتابعة حالته.. وللتبرع منافع جمة حيث يساعد فى تنشيط نخاع العظم لإنتاج خلايا دم جديدة تستطيع حمل كمية أوكسجين أكبر لأعضاء الجسم الرئيسية بما يساعد على تجديد الدم وتجديد حيوية ونشاط الجسم بصفة عامة، وقد يكون التبرع هو العلاج الأنسب فى بعض الحالات المرضية .
وتعانى الكثير من المستشفيات والمراكز الصحية نقصا بالدم ومشتقاته، نظرا لأن ثقافة التبرع بالدم ـ رغم فوائده للمجتمع وللمتبرع ـ لا تتوافر بالقدر المرجو، ويرجع ذلك لأسباب متعددة تستوجب الدراسة والبحث لتحديدها واقتراح الحلول المناسبة لها، وفى ذات الوقت دراسة أسباب ازدهار هذه الثقافة بين شعوب بلدان ومجتمعات أخرى نسبقها حضاريا، ويرجع البعض ذلك لاطمئنان المتبرع بهذه المجتمعات بأنه رغم تطوعه لأداء عمل إنسانى نبيل فإنه يحق له فى ذات الوقت حال احتياجه للدم هو أو أحد أفراد أسرته الحصول على كل ما يحتاجه منه ودون مقابل مادى .
وقد يكون فى تطبيق هذا النهج انفراجة كبيرة لمسار التبرع بالدم فى بلادنا بما يعود بالنفع على المجتمع، وهو أمر يسير فى ظل ما نشهده من تقدم تكنولوجى حاليا، بأن ينشأ لكل متبرع حساب رقمى برقمه القومى يثبت فيه كل تبرع بأى من بنوك الدم وكل ما قام بأخذه هو أو أحد أفراد أسرته (الزوج والزوجة والأبناء والأبوين) بأى مستشفى، وذلك وفقا لضوابط تطمئن جميع المتبرعين بأنهم رغم تطوعهم بهذا العمل الجليل سوف يحصلون وفقا لهذه الضوابط (المتبرع وزوجه والأبناء والأبوين) على جميع ما يحتاجونه من الدم ومشتقاته دون مقابل .
لواء د. محمد عبدالقادر العبودى
أستاذ منتدب بأكاديمية الشرطة سابقا
رابط دائم: