> عواصم عالمية ــ وكالات الأنباء: فى أعنف كارثة مروعة منذ سنوات، ضرب زلزال مدمر بقوة ٧٫٨ درجة بمقياس ريختر كلا من سوريا وتركيا مخلفا 2316 قتيلا على الأقل و11119 جريحا فى تركيا، بينما ارتفع عدد الوفيات فى سوريا إلى أكثر من 1389 فضلا عن إصابة 2300 على الأقل.
وتسبب الزلزال فى انهيار العديد من المبانى، وحصار الآلاف تحت الأنقاض، وخروج السكان إلى الشوارع المغطاة بالثلوج، وشعر سكان عدد من دول شرق المتوسط بالزلزال، وسط ارتفاع مستمر بأعداد القتلى والجرحى.
ووقع الزلزال الساعة الواحدة و١٧ دقيقة صباحا بتوقيت جرينتش (الثالثة و١٧ دقيقة بتوقيت القاهرة) على عمق نحو 17٫9 كيلومتر وفق المعهد الأمريكى للمسح الجيولوجى. ويقع مركز الزلزال فى منطقة بازارجيك فى محافظة كهرمان مرعش التركية جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان فى كل من لبنان وسوريا والأراضى الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق ومصر.
وأعلنت وكالة الكوارث التركية وقوع زلزال ثان بقوة 7.6 درجة منطقة جنوب شرق تركيا بالقرب من مركز الزلزال الأول، وشعر به أيضا سكان سوريا ولبنان، وأكدت الوكالة التركية أن الزلزال الثانى ليس هزة ارتدادية وأنه منفصل عن الزلزال المدمرالذى ضرب البلاد فجرا، فيما وقعت عشرات الهزات الارتدادية تجاوزت قوة إحداها ٧ درجات، وسط توقعات بحدوث المزيد. وخلال مؤتمر صحفى عقده فى أنقرة, قال نائب الرئيس التركى فؤاد أوقطاى إن هناك صعوبات فى إيصال المساعدات إلى المناطق المنكوبة،ولا مخاطر من انهيار السدود جراء الزلزال، مشيرا إلى أن الملاحة الجوية عادت إلى كل المطارات التركية باستثناء مطار أنطاكية.بينما أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حدادا وطنيا 7 أيام فى تركيا.
وفى سوريا، سقطت أبنية فى عدة محافظات على رءوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات محاصرة وتستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
وفى مناطق سيطرة الفصائل المسلحة فى شمال وشمال غرب سوريا، أحصت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدنى العامل فى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) سقوط ١٤٧ قتيلا وإصابة أكثر من ٣٤٠ جريحا فى إحصائية غير نهائية. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» بانهيار مبنى مؤلف من ثمانية طوابق فى حى الأربعين فى مدينة حماة، مشيرة إلى عمل «فرق الإسعاف والدفاع المدنى على انتشال الضحايا والمصابين من تحت الأنقاض». ونقلت الوكالة عن رائد أحمد مدير عام المركز الوطنى لرصد الزلازل قوله «هذا الزلزال هو الأقوى، منذ عام ١٩٩٥. وأشار التليفزيون الرسمى إلى سقوط وتضرر عدد من الأبنية فى مدينتى اللاذقية وجبلة على الساحل السورى.
وشاهد مراسلو وكالة الأنباء الفرنسية فى سوريا مئات العوائل التى هرعت من منازلها إلى الطرقات خوفا من تداعيات هزات ارتدادية فى دمشق وحلب واللاذقية وحماة. وأفاد مصورو الوكالة فى مناطق سيطرة الفصائل المسلحة فى إدلب وحلب عن أوضاع كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة فى نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية وسط ظروف مناخية قاسية، فيما فاقم الزلزال معاناة اللاجئيين السوريين.
وعقد الرئيس السورى بشار الأسد «اجتماعا طارئا» للحكومة «لبحث أضرار الزلزال الذى ضرب البلاد والإجراءات اللازمة». وتم خلال الاجتماع وضع خطة تحرك طارئة على المستوى الوطنى تقودها غرفة عمليات مركزية تعمل على مدار الساعة بالإضافة الى فرق ميدانية على الأرض واستنفار كافة الوزارات والمؤسسات والجهات المعنية.
واستنفرت وزارة الدفاع السورية «كافة وحداتها وتشكيلاتها ومؤسساتها فى جميع المحافظات لتقديم العون الفورى والمساعدة العاجلة للسكان المتضررين من الزلزال، والبحث عن الأشخاص العالقين تحت الأنقاض وإسعاف المصابين.
وأطلقت وزارة الخارجية والمغتربين السورية نداء عالميا للإغاثة،طالبت فيه الدول الأعضاء فى منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها بمد يد العون ودعم الجهود التى تبذلها الحكومة فى مواجهة كارثة الزلزال المدمر”.بينما أعلن السفير الفلسطينى لدى سوريا سمير الرفاعى عن مقتل 22 فلسطينيا فى سوريا جراء الزلزال.
وفى تركيا، أعلن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أن الزلزال ضرب١٠ محافظات، مشيرا إلى انهيار حوالى ٣ آلاف مبنى. وفى تصريح من مقر إدارة الكوارث والطوارئ، قال أردوغان إنه وفق الاحصاءات الأخيرة بلغت قوة زلزال كهرمان مرعش 7٫8 درجة على مقياس «ريختر»، وقد خلف خسائر كبيرة واستنفرنا كل الوسائل لتجاوز آثاره، مشيرا إلى أن «أولويتنا هى عمليات الإنقاذ ولدينا ٩ آلاف عنصر من فرق الإنقاذ تمارس عملها»، وقال أردوغان إن: «زلزال مرعش يعد أكبر كارثة عشناها منذ زلزال أرزينجان عام ١٩٣٩»، مؤكدا أن «دولتنا تحركت عبر كافة مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال وولاياتنا استنفرت كل إمكانياتها، معلنا «تكليف ١٠ ولاة للعمل على مساعدة الولايات العشر المتضررة جراء الزلزال»، وأضاف أن «جميع فرقنا فى حالة تأهب، رفعنا إنذاراً من المستوى الرابع، وهذا الإنذار يشمل المساعدة الدولية»، وتابع أن تركيا تلقت عروضا للمساعدة من ٤٥ دولة إلى جانب الناتو والاتحاد الأوروبى.
وفتحت المساجد أبوابها لإيواء المنكوبين الذين دمرت مساكنهم وسط درجات تقترب من التجمد، بينما تسبب تدافع الناس للهروب من المناطق المنكوبة فى اختناقات مرورية أعاقت فرق الإنقاذ التى تحاول الوصول إلى تلك المناطق.
وتعد هذه الهزة من بين الأكبر فى تركيا منذ زلزال ١٧ أغسطس ١٩٩٩ الذى تسبب فى مقتل ١٧ ألف شخص، بينهم ألف فى اسطنبول. ووقعت انفجارات وحريق فى قسمين من خط أنابيب للغاز فى مدينة هاتاى التركية، جراء الزلزال، فيما قررت السلطات التركية تعليق توريد الغاز إلى عدد من المناطق الواقعة بالقرب من بؤر الهزات الأرضية.
رابط دائم: