مع ضيق الحالة الاقتصادية، لجأت بعض السيدات إلى اختراع حيلة للحد من جشع التجار وغلاء الأسعار، واستنتجن هذه الحيلة الماكرة من خلال خبراتهن فى السوق، حيث ارتفاع شديد فى الأسعار فى الساعات الأولى من السوق، وكانت النساء تتباهى بأنهن يشترين لوازمهن من الخضراوات والفاكهة فى أول أوقات السوق «من على وجه القفص»، وفى الساعة الأخيرة من السوق تجد النساء انخفاضا كبيرا على الأصناف نفسها من التجار الذين كانوا يبيعون بسعر غال أول السوق.. فقررن عدم الذهاب إلى السوق إلا فى الساعة الأخيرة قبيل صلاة العصر، بعد أن حل التعب على البائعين، ورغبتهم الملحة فى الانتهاء من بضاعتهم، وتوفير أجرة تحميلها فى المواصلات، وقتئذ تجد البائعين ينادون بأعلى صوت بأسعار أقل من سعر الجملة، على سبيل المثال: الفراولة كانت تباع بخمسة عشر جنيها، وكان البائع يرفض مطلقا تخفيض جنيه واحد منها، لكن فى نهاية السوق أصبح يدلل عليها بعشرة جنيهات للكيلو جرام، أيضا البرتقال والطماطم يباع الكيلو ونصف الكيلو بعشرة جنيهات، وفى آخر السوق باع التاجر الثلاثة كيلوجرامات بعشرة جنيهات، وهؤلاء المشترون يسمون «زبون آخر السوق».. فهل نطبق هذه الحيلة مع كل تاجر جشع، حتى ينفض كل الناس عنه وتخور قواه؟.. ونستنتج من ذلك أيضا «سلاح المقاطعة»، حيث يتفق كل الناس على مقاطعة سلعة معينة لفترة حتى ينخفض سعرها ويناسب الفقراء، وإن لم يرتدع جشع التجار فلتكن قوة المقاطعة الشرائية هى الرادعة.
طلعت مصطفى العواد
مدينة السرو ـ دمياط
رابط دائم: