رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

صلاح جاهين و أنا.. (حكايات طريفة جدا)

شوقى حجاب
شوقى حجاب

[ كان عنده أوجه كتيرة!!؛؛

والكل صلاحات جاهين!!

رسام؛ وشاعر؛ ممثل؛؛

وصديق؛ وناس مبهجين!!

الموت هجم ... فانسجم!

راح يبهج الميتين!! ]

نعم نعم ... ذهب صلاح جاهين ليبهج الميتين!! ... نعم نعم.. فقد كان وجوده بهجة أينما ذهب.. أستطيع أن أؤكد أنه من المبدعين القلائل الذين يشبهون أعمالهم. نعم فهو إبداع يمشى على قدمين!.. أستطيع أن أضع إلى جواره على سبيل المثال (صلاح عبد الصبور، فؤاد حداد، الابنودى، نجم، بيرم)

بدأت علاقتى به فى صباح خريفى من العام السادس والستين من القرن الماضى بعد ساعات من اعتقال شقيقى الشاعر سيد حجاب، حيث همس فى أذنى وهو مساق إلى المجهول: اتصل بصلاح!

وبالطبع لم يكن سيد حجاب يقصد شقيقنا الأكبر المعمارى صلاح حجاب، فقد كان وقتها بالولايات المتحدة فى بعثة الماجستير. إذن ليس أمامى إلا صلاح جاهين!.

ساعات ثقيلة أنقذنى منها الشاعر الكبير سمير عبد الباقى، فهو صاحب تجربة مريرة فى معتقل الواحات وكان قد أطلق صراحه منذ شهور هو ومعظم الشيوعيين!.

هدأ سمير عبد الباقى من روعى واصطحبنى إلى صلاح جاهين الذى كان وقتها رئيساً لتحرير مجلة «صباح الخير» وكانت له علاقة بما كنا نسميهم بالجهات العليا. أبلغناه بما حدث. طأطأ رأسه فى أسى ولم يقل إلا كلمة واحدة : حاضر. واغرورقت عيناه بالدموع!!.

عدت إلى ضياعى فى زحام القاهرة، ينظر ناحيتى بعضهم بعين العطف وينظر الآخرون بتوجس وخوف، نعم فقد كانت السلطة آنذاك تزر وازرة وزر أخرى!! تحاصر كل من له علاقة بمعتقل، كذلك تحاصر كل من ينظرون إليه بعين العطف أو حتى التعاطف!. مرت شهور ثلاثة... ومازال الحال كما كان!.

فى شارع عماد الدين كان الطريق إلى مسرح الحكيم مرشوقاً بالعساكر، وكنت فى طريقى إلى هناك. كانت نهاية العرض لإحدى المسرحيات الشهيرة آنذاك.على الباب الداخلى للمسرح، فوجئت بصف طويل من الخارجين يجمع أعضاء اللجنة المركزية العليا للاتحاد الاشتراكى، وهى أعلى سلطة فى الدولة آنذاك. فى نهاية الصف كان صلاح جاهين يخرج متأبطاً ذراع توفيق الحكيم، وممسكاً بعصاه الشهيرة. وبالطبع تواريت خلف أحد الأعمدة، حتى لا أصيب صلاح جاهين بالحرج أمام الحكومة الكبيرة هذه. وانتظرت حتى يخرج الجميع ثم أكمل مسيرتى إلى الداخل. وفجأة! وجدته يقتحمنى فى مخبأى ضاحكاً فى طفولة طاغية، موجهاً عصا الحكيم ناحيتى كبندقية صائحاً: طاخ طاخ... قفشتك يا مجرم بتستخبى مني؟! ثم سحبنى إلى أحضانه فى حنان ومجدعة تمزج بين شقاوة الطفولة.. وحنان الأب!.

وطبعاً قررت منذ تلك اللحظة الفارقة أن أصاحب هذا الكائن الخاص جداً بل وأن التصق بشخصه.. إنساناً ومفكراً وفناناً ليس كمثله أحد!

عشرون عاماً من الحميمية عشتها بالقرب منه أنهل من تفاصيله الفنية والإنسانية جرت فيها أمور وأمور وكانت بالطبع بيننا حكايات وحكايات كلها طريف وظريف... صلاح جاهين وأنا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق