رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ألعاب الموت .. تحت قبة البرلمان

تحقيق :هند مصطفى عبدالغنى [إشراف: علا عامر]
الألعاب الإلكترونية

تعويذة «تشارلى» و«الحوت الأزرق» وتحديات «كتم النفس» تطبيقات إلكترونية تسببت فى حوادث بين طلاب المدارس

 

 

  •  أيمن محسب: نطالب بتدخل حكومى لمنع تطبيقات العنف والقتال
  • حسانين توفيق: صناعة اقتصادية ضخمة يصل عدد مستخدميها إلى 3٫5 مليار شخص فى 2025
  • د.مختار عطاالله: علاقة الحى بالميت نوعان ليس منهما اللقاء المباشر
  • د.أحمد سليمان: الطلاسم والتعويذات قد تستدعى الجان .. والشرع ينهانا عن الاستعانة به
  • د. مها عبدالناصر: الممنوع مرغوب والتوعية أفضل

 

 

الاستكشاف .. الفضول.. التقليد .. المتعة .. اشتركت كل هذه الكلمات أو بعضها فى كونها بدايات فتحت أعين الصغار من التلاميذ والمراهقين، على عالم الألعاب الإلكترونية، التى لا ننكر أن لها أثارا إيجابية، ولكن فى المقابل كانت سببا مؤكدا فى حوادث كثيرة مرعبة طالت هؤلاء الصغار، ممن سببوا لأنفسهم أو لغيرهم إيذاءات وصلت لدرجة تهدد الحياة.. فهل تكون الرقابة هى الحل أم التدخل بالاغلاق والمنع أم الاكتفاء بنشر الوعى خاصة مع رصد العودة لممارسات قديمة، تكرس للجهل والخرافات، بزعم تحضير الأرواح والعبث مع عالم الجان !

لعبة «تشارلى» أو «الشياطين» تسببت فى حالة من الذعر والخوف على مواقع التواصل الاجتماعى فى الفترة الأخيرة، إذ انتابت عدد من طالبات إحدى المدارس بإمبابة حالة غريبة عقب تجمعهن من أجل استدعاء روح «تشارلى» - وهى لعبة سارت عدوى تقليدها، عبر شبكة الانترنت، ثم انتقلت للممارسة فى المنازل والمدارس خلسة من وراء الأهل -، بعد أن قامت إحداهن بشك نفسها بدبوس ووضعت الدم داخل مربعات ورقة اللعبة، ثم قراءة التعويذة المحددة، فإذا بحركة مفاجئة للقلم الموضوع أعلى الورقة – حسب زعمهن – للاشارة إلى أحد خيارين؛ إما نعم أو لا، وانتابت على أثرها الفتيات حالة من البكاء والصراخ والهلع لدرجة أن إحداهن أصيبت بحالة هياج عصبى ونقلت إلى المستشفى للعلاج .


الألعاب الإلكترونية

 

ولم ينته الأمر عند الخوف بل وصل إلى فقدان الحياة حيث عثرت أم على طفلها مشنوقا فى غرفته بعد أن رأى مقطع فيديو على هاتفه عن طريقة لعبة تشارلى، وكان يحاول تقليدها، ولم تعد لعبة تشارلى الوحيدة إذ ظهرت قبلها لعبة الحوت الأزرق المكونة من عدد من الأوامر أو التحديات على لاعبها القيام بها تبدأ بأفعال وأوامر عادية ثم تتدرج لمدة 50 يوما وفى النهاية يطلب من اللاعب الانتحار وبالفعل أدت هذه اللعبة إلى ظهور عدد من حوادث الانتحار فى دول كثيرة ومن بينها مصر.

و انتشر أيضا ما يعرف بـ «ترند التحديات» وعلى رأسها تحدى «كتم النفس» حيث يقوم الشخص بالتنفس بسرعة ثم كتم نفسه ثم يتجمع حوله أصدقاؤه ويقومون بالضغط الشديد على منطقة القلب والصدر مما يؤدى إلى تأثيرات خطيرة على القلب والمخ، وقد تؤدى إلى الوفاة وأيضا «تحدى التعتيم» الذى يقوم فيه الطفل بتصوير نفسه بعد تعتيم الغرفة وهو تحت تأثير الاختناق وكتم النفس وذلك اعتقادا منهم أنهم يقومون بتجربة مثيرة.. ولأن الأمر أكثر انتشارا بين طلاب المدارس فقد طالبت وزارة التربية والتعليم فى بيان لها أولياء الأمور بمراقبة نشاط أبنائهم على الهواتف الذكية فى ظل انتشار تطبيقات وألعاب إلكترونية قد تمثل خطرًا داهمًا على صحتهم العقلية والجسمانية، كما وجهت - حسبما قال لنا شادى زلطة المتحدث الإعلامى للوزارة- كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية نحوالتنبيه على مديرى المدارس لمراقبة أى أنشطة غير معتادة يقوم بها الطلاب قد تضر بهم، وتنفيذ حملات توعية بأضرار الألعاب الإلكترونية وخطورة السعى لتطبيقها على أرض الواقع.


د. أحمد سليمان - د.مختار عطاالله

وتحت قبة البرلمان، قرر عدد من أعضاء مجلسى النواب والشيوخ مناقشة هذه القضايا لإيجاد حلول لمواجهة مخاطر ممارسة هذه الألعاب حيث ناقشت لجنة التعليم والبحث العلمى والاتصالات بمجلس الشيوخ فى ديسمبر الماضى الدراسة المقدمة من النائب حسانين توفيق عضو لجنة التعليم والاتصالات بمجلس الشيوخ حول الألعاب الالكترونية واقتصادياتها وصناعتها والمخاطر والتحديات والتى أكد فيها أن الألعاب الالكترونية لعبت دورا كبيرا فى ثقافة الجيل المعاصر، وتطورت تطورا سريعا خلال الـ50 عاما الأخيرة وأصبحت صناعة مهمة فى الاقتصاد العالمى، تنتج سلعة تجارية تكنولوجية لأجل المتعة والتسلية، وصلت إيراداتها عالميا فى 2020 إلى نحو 177 مليار دولارا وقد تصل فى 2025 إلى 225 مليار دولار، بينما وصل عدد مستخدمى الألعاب الالكترونية إلى 2.9مليار شخص حول العالم، وقد يصل إلى 3.5 مليار شخص بحلول عام 2025.

إن عدد الشركات العاملة فى قطاع الألعاب الالكترونية فى مصر لا يقل عن 18 شركة واهتمت دراسة النائب حسانين بوضع تعريف لمفهوم الألعاب الالكترونية أو ألعاب الفيديو باعتبارهما نفس المعنى الذى يشير لكل الألعاب المبرمجة بواسطة الحاسوب، والتى يتم اللعب بها عن طريق أجهزة خاصة موصلة بالتليفزيون أو أجهزة محمولة أو على الحاسوب أو الهاتف النقال، وكذلك تحوى بعض أجهزة التليفزيون الحديثة فى داخلها ألعابا الكترونية، وهناك مفهوم آخر برمجى يعرفها بأنها ملف أو وسائط متعددة تتضمن صورا وأصواتا وعروضا من مزيج خاص من الرسومات واللقطات تعطى للمستخدم الإحساس بالمكان بالإضافة إلى القدرة على الاستجابة لأوامر معينة من المستخدم مما يجعله يشعر بالمتعة والتحدى. ويوضح أن بداية الألعاب الالكترونية كانت فى عام 1947 عندما تم تسجيل براءة اختراع فى أمريكا لأحد الأجهزة التى تشبه الرادار ولها نقطة ضوئية ترتد عند اصطدامها بحزمة ضوئية أخرى وكانت تلك المصادفة سببا فى اكتشاف أول لعبة الكترونية فى التاريخ وبعدها بدأت تتوالى عمليات تطوير ألعاب الفيديو مع تطور أجهزة الحاسب الآلى لتصور محاكاة لأحداث القتال حتى كان فى أوائل التسعينيات ظهور أجهزة «البلاى أستيشن» التى حوت مكتبة واسعة من الألعاب الالكترونية بإمكانات عالية.


حسانين توفيق

وفى عام 1997 ظهرت لعبة (سناك) كأول لعبة تمارس على الهواتف المحمولة، والآن أصبح لا يخلو بيت من بيوت العالم من تلك الألعاب التى استحوذت على اهتمام الجميع، يضيف أن ظاهرة انتشار الألعاب الالكترونية فى الوقت الحاضر تعود لأسباب منها تطور الحواسيب وتوابعها، وأيضا إغراق السوق المحلية بهذه الألعاب، فضلا عن عنصر المتعة المصاحبة لهذه الألعاب، فغالبا ما تنتج الشركات ألعابا للقتال والسباقات وللأطفال ألعاب الشخصيات الكرتونية المفضلة لديهم، إلا أن ذلك لم ينف وجود مخاطر كثيرة لهذه الألعاب مما يستلزم - حسبما بينت أيضا دراسة النائب حسانين توفيق - وضع إستراتيجية إعلامية توعوية لمواجهه مخاطر الألعاب الإلكترونية الضارة، بهدف توعية المواطنين كافة وتفعيل دور الاتحاد المصرى للألعاب الإلكترونية والتحفيز على ممارسة الألعاب الالكترونية المعتمدة من قبل الاتحاد وترك الألعاب الالكترونية الضارة عديمة الفائدة وذلك وفقا للتوصيات والمقترحات، موضحا أن كثيرا من الدول اتخذت خطوات لمواجهة مخاطر هذه الألعاب، ففى مصر لجأ المجلس القومى للطفولة والأمومة إلى توفير المجلات الخاصة بالأطفال على الإنترنت فى محاولة لجذبهم بعيدا عن الألعاب الالكترونية العنيفة.

يشير إلى أنه فى ألمانيا يتم حظر ألعاب الكمبيوتر إذا كانت تحتوى على محظور مثل العنف المفرط والعنصرية وإثارة الحروب والمواد الإباحية بموجب القانون الجنائى ، وفى الهند تمت إزالة لعبة باتل رويال الشهيرة باسم ( بابج) والتى يتم لعبها على الهواتف المحمولة بعد أن وقعت حادثة كان بطلها شابا عمره 16 عاما قام بإطلاق النار على والدته وقتلها، وفى كوريا الجنوبية يمنع على الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 16 سنة ممارسة ألعاب الفيديو عبر الانترنت

كما بينت الدراسة أن هناك تباينا فى الآراء حول الألعاب الالكترونية فبينما يرى البعض أنها تحوى إثارة ومتعة لا تحتاج لأن يغادر الإنسان مكانه، فإن البعض الآخر يرى أن الألعاب الأخرى التى تربت عليها الأجيال السابقة كانت أكثر فائدة للأجسام والعقول وأفضل بالنسبة للعلاقات الاجتماعية بين الناس بعضهم البعض، ومع ذلك ذهبت الدراسة إلى الاعتراف بأن الألعاب الالكترونية أصبحت واقعا لا يمكن إنكاره بل إنها تلعب دورا أساسيا فى الاقتصاد العالمى ووصلت شعبيتها إلى حد يقارب شعبية مشاهدة لعبة كرة القدم مما جعل الباحثين يعتبرونها ظاهرة اجتماعية تستوجب الدراسة.


د. أيمن محسب - د.مها عبدالناصر

المسئولية مشتركة بين الدولة والأسرة .. هكذا تحدث الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، مطالبا بتحرك فورى من جانب الحكومة لرصد هذه الألعاب والتطبيقات ومنع استخدامها فى مصر، لحماية أبنائنا، وهو ما دفعه للتقدم بطلب إحاطة فى هذا الشأن يتوقع مناقشته خلال الفترة القادمة، ويشير إلى أنه خلال الفترة الأخيرة أصبح عدد من أبنائنا المراهقين ضحايا لبعض الألعاب والتحديات التى انتشرت عبر التطبيقات الإلكترونية، سواء بفقدان حياتهم أو مضاعفات صحية، حيث تعتمد على إثارة فضول المراهقين ورغبتهم فى إثبات أنفسهم بالدخول فى التحديات، وتدفعهم لمحاكاة الألعاب التى يتم الترويج لها عبر تطبيق إلـ «تيك توك» بين طلاب المدارس، وكان آخرها ما عرف بـ «تحدى تشارلي» أو «لعبة الشياطين»، والتى تسببت فى إنهاء طفل يبلغ من العمر 12 عاما لحياته شنقاً داخل منزله، حيث حاول الطفل تقليد اللعبة فأقدم على شنق نفسه بواسطة حبل، وفارق الحياة ويطالب أولياء الأمور بمتابعة ومراقبة ما يتعرضون له أبناؤهم، والعمل على ملء أوقات فراغهم فى أشياء مفيدة بدلا من هذه التطبيقات التى تهدد الاستقرار الاجتماعى.

كما طالب وزارة التعليم بدمج الطلاب من الأطفال فى أنشطة مفيدة ومتابعة مستمرة لألعابهم وأنشطتهم داخل المدرسة وناشد كل من وزارة الاتصالات للتصدى لأى تطبيقات تسبب خطورة على المجتمع المصرى، حتى لو وصل الأمر إلى منعها فى مصر، طالما كانت تقدم محتوى يشكل خطورة على الأطفال، وتدفعهم للعنف،وأيضا وزارة التضامن الاجتماعى لإطلاق حملات توعية للتعامل مع المراهقين وتعريف الأسر بالمخاطر التى تحيط بهم وطرق مواجهتها بشكل علمى سليم.

الممنوع مرغوب .. جملة تفسر رأيا برلمانيا آخر تبنته الدكتورة مها عبدالناصر عضو لجنة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس النواب، موضحة أنه لا يجوز منع الألعاب الإلكترونية بل من الضرورى الاهتمام برفع درجة الوعى للشباب والأطفال المستخدمين لهذه الألعاب، وعلى الأهل القيام بدورهم فى متابعة أبنائهم ومراقبة ما يشاهدونه من خلال شاشات التليفزيون والكمبيوتر، وتحديد وقت معين لممارسة الألعاب الإلكترونية على الهواتف المحمولة، وأن تكون مناسبة لسنهم، بالاضافة لدور الدولة فى التوعية من خلال وسائل الإعلام بتقديم محتوى تعريفى جذاب ينتج من خلال وزارة الاتصالات أو وزارة الإعلام يحذر من مخاطر هذه الألعاب للأطفال والشباب على اليوتيوب أو السوشيال ميديا .

 

 


الألعاب الإلكترونية

دار الإفتاء: جائزة وغير جائزة

 

ألعاب تشجع على الانتحار وأخرى تشجع على العدوانية.. أمر تنبهت له دار الإفتاء منذ أكثر من عام، ودعا مفتى الجمهورية، الدكتور شوقى علام لبيان الرأى الشرعى، والذى لم يخرج عن أحد حكمين؛ إما»جائزة « وإما» غير جائزة «وكان تفصيل الرأى ببيان الشروط التى يجب أن تتوافر فى اللعبة حتى تجوز ممارستها؛ كأن تكون مناسبة لسن الطفل ولطبيعته وتعود بالنفع عليه وتنمى قدراته الذهنية وملكاته وأن يكون لها دور فى الترويح عن نفسه وإشباع رغبته فى اللعب ومن الشروط أيضا ألا تستغرق الوقت كله كى لا تشغل الطفل عن واجباته الأخرى أو تؤثر على صحته وعقله كما يشترط ألا يكون فيها أى محظور شرعى وأخلاقى أو ممارسة لعمليات قتل أو قمار أو التعرض لمشاهد إباحية وألا تكون محظورة قانونا فى البلد لتشجيعها على ارتكاب جرائم الجاسوسية ضد الوطن وأخيرا أن تكون ممارسة هذه الألعاب تحت إشراف ولى أمر الطفل وبالعكس تكون هذه الألعاب غير جائزة إذا أدت إلى الاكتئاب والقلق أو شجعت على الانتحار أو ربت فى نفسية الطفل العنف والعدوانية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق