
محمد خضر
« الفناء هو حال مؤقت، فلا شىء يفنى تماما.. فقط يتغير حاله، ويدور دورته ليعيش مرة أخرى وبشكل مختلف ..من جديد» .. بهذه الكلمات عبر الفنان «محمد خضر» عن مفهوم معرضه المعنون «من جديد».
ويضيف خضر شارحا: «يشغلنى موضوع الفناء والموت، وبما أننى شخص متفائل دائما وأبحث عن الجانب المضىء فى الأشياء ، وجدت أن الفناء والموت ليسا نهاية، هما مجرد مرحلة من دورة الحياة ، فتموت أشياء لتحيا أشياء من جديد».
عن كم أعماله فى «من جديد»، يوضح خضر أنه حاول الطرح بصريا لبعض مراحل الطبيعة، من خلال نحو ٤٨ عملا بأحجام متفاوتة. ونفذ معظم تلك الأعمال بخامة الأكريليك، وبينهم ستة أعمال بخامة ألوان الباستيل، وعمل واحد فقط بالألوان الزيتية.
والحقيقة أنه فى كل اللوحات يتضح إتقان خضر للتعامل مع أدواته، مثل تمكنه من فرشاته فى كل من الأكريليك والألوان الزيتية على سطح القماش، بالإضافة لقدراته الواضحة فى تطويع خامة الباستيل على سطح الورق، لينجح فى تصوير الترابط والتوافق بين العناصر فى دائرته الفلسفية.
وعن الجديد فى هذا المعرض، علق الفنان محمد خضر: «أفكار المعارض السابقة كانت افكارا تشكيلية ، أما هذا المعرض فيختلف لكون التجربة أعمق، وتقوم على صياغة العناصر التشكيلية بلغة فلسفية وذلك استدعى أحيانا إنتاج أعمال تجريديه بحته».
وأضاف أن الفكرة هى البطل لمعرضه، وليس عنصرا بعينه. فقد تبدو الطيور أو نبات عيش الغراب ظاهرة بقوة فى أكثر من عمل، لما لهم من جماليات تشكيلية، إلا انهم أبطال العرض فقط ،من أجل توضيح وإظهار فلسفة الخلق والعدم ، مع أعمال أخرى تعكس عناصر الطبيعة من البحر والصحراء والسماوات.
وعن الدافع وراء إقامة المعرض، أجاب خضر قائلا: «كل منا يحمل فى رأسه هموما وأفكارا وتساؤلات، وهى مثل المحفز للفنان أن يعبر عنها من وجهة نظره التشكيلية. يطرح الأسئلة، ويجيب عن استفسارات ويخرج منها بالمزيد من الاستفهام والرغبة فى البحث والمعرفة ، كل ذلك كان محفزا بالنسبة لى أن أقدم هذه الأعمال التى أتمنى أن تنال إعجاب المتلقى».

لوحة من مجموعة «من جديد»
وفى كلمتها لتقديم الفنان فى «كتالوج» المعرض تقول الأستاذة نادية شنب مدير قاعه أوبونتو: «إن الثابت الوحيد هو التغيير، والتغيير أمر دورى، فنحن نعيش فى حالة دائمة من التكرار .. يدور معرض خضر (من جديد) حول الجوهر الدورى للحياة، حيث يلتقط بمهارة المراحل المختلفة التى تكرر نفسها باستمرارية بطريقة أو بأخرى. فى كل مجموعة فنية يصور الفنان دورة واحدة من دورات الحياة ليأخذك فى رحلة غير صارخة اللون من العدم إلى اندفاعات الحياة ثم العودة مرة أخر لهدوئها».
والفنان المصرى محمد خضر من مواليد يناير 1970، بمحافظة الجيزة، تخرج فى كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان عام 1993، قسم الديكور، شعبة الفنون التعبيرية. لاحقا حصل على «دبلوم فنون شعبية» عام 1995، ودرجة «الماجستير» فى الفنون البصرية «أكاديمى دو آرت» عام 2020 من فلورانس بإيطاليا.
استغل الفنان فى أعماله جميع الخامات الفنية وكل الوسائط المتاحة ، وقد ساعد هذا على إنتاج أعمال فنية متميزة لها طابع متفرد، ويتضح تأثير البيئة المصرية على أعمال خضر ممتزجة بثقافات متعددة ، حيث تتزاوج فنون الشرق بالغرب فى أعماله لتصبح ذات هوية إنسانية متداخلة.
• يستقبل زواره بقاعة «أوبونتو» فى الزمالك حتى 7 فبراير المقبل.
رابط دائم: