نشر طبعات شعبية لكبار الكتاب أمر ضرورى
«العائد .. طرفٌ من سيرة الموتي» هى أحدث روايات الروائى الطبيب رأفت الخولي، التى سبقتها عدةُ روايات صادرة عن دار النسيم، منها «أيام محبوبة، وجسر السويس، ومقام الدرديري، وبسمة.. أيام فهمى باشا وأولاد التلاوى، وغيرها .
تأثر الروائى د. رأفت الخولى فى روايته الأخيرة (العائد) بمهنته كطبيب للأمراض النفسية، إذ رصدتْ الرواية حالة الهلع، التى عاشها العالمُ من أقصاه إلى أقصاه فى أثناء جائحة كورونا، أو كوفيد ـــ 19، ، وفى حوار مع «الأهرام»، يعتبر الخولى معرض القاهرة للكتاب دليل ريادة ثقافية لمصر، ودعا لمده أسبوعا آخر لتمكين مزيد من جمهور القراء من زيارته.
ما رأيك في اختيار ضيف الشرف وشخصية المعرض ؟
بداية أؤكد أن اختيار الأردن ضيف شرف المعرض، هو تتويجٌ للعلاقات الثقافية الراسخة بين البلدين، والتي تُنميها تلك الفعاليات الثقافية ،.
وعن اختيار الشاعر صلاح جاهين شخصية المعرض، أؤكد أنه اختيارٌ حقق لي علي المستوي الشخصي سعادة بالغة، فأنا من عشاق صلاح جاهين؛ لأنه مبدعٌ مُتعدد المواهب، فهو شاعرٌ وكاتب سيناريست، وصحفي، ورسام كاريكاتير، ومن ثم فإن اختياره يُعتبر تكريما لمسيرته الحافلة، كما أن اختيار شاعر عامية ليكون شخصية المعرض هو برهانٌ علي أن العامية هي وعاء لحفظ التراث، وتأكيدٌ للهوية المصرية، التي عبَّر عنها جاهين أبلغ تعبير بإنجازه الفني والأدبي، والإعلامي .
ويسير في هذا الاتجاه أيضا اختيار كامل الكيلاني شخصية معرض الطفل، خاصة أن كامل ليس رائد أدب الطفل في مصر وحدها بل في العالم أجمع .
وماذا يمثل لك معرض الكتاب ؟
معرض كتاب القاهرة هو واحدٌ من أهم معارض الكتاب في العالم، وبالتالي فإن إقامته بهذا الشكل، وهذا التنظيم الجيد، وخروجه بهذه الصورة اللائقة، دليلٌ دامغٌ علي ريادة مصر الثقافية، وبرهانٌ علي براعة قوة مصر الناعمة، وقدرتها علي رعاية الثقافة ونشرها .
وأؤكد أن معرض الكتاب هو حدثٌ ثقافي مهم، تشرئب له أعناقُ المثقفين والمبدعين من عام إلي عام؛ للوقوف علي أحدث إبداعات دور النشر، والاطلاع علي ما تُسطره قرائحُ المبدعين، وما يصوغونه من فكر يرتقي بالمشاعر ويسمو بالوجدان، كما أنه فرصة لشراء أحدث أعمال كبار الكتاب والمبدعين المصريين والعرب، بالإضافة إلي الدوليين، والتي لا تتوافر إلا خلال تلك الفعاليات الثقافية المهمة، من خلال مشاركة ووجود العديد من دور النشر .
وماذا عن مدة المعرض ؟
أطالب المسئولين عن الثقافة في مصر بإطالة فترة المعرض أسبوعا آخر، لإتاحة الفرصة لسكان المناطق النائية لزيارته أكثر من مرة، للوقوف علي العناوين المطلوبة لشرائها واقتنائها، كما أن هذه المدة المُضافَة للمعرض ستُتيح فرصة زيارته من قِبل الطلاب، الذين انشغلوا بامتحانات الفصل الدراسي الأول .
وماذا عن زيارتك لمعرض الكتاب؟
معرض الكتاب حدثٌ ثقافي يحتاج أن يحتشد له المرء، خاصة المثقفين، ومن ثم فأنا أُرتب قبل انعقاده جدول أعمالي، وأُدون ما ينقُصني من كتب وأعمال أرغب في شرائها، كما أنني أوفق ظروفي لأزوره أكثر من مرة، سواء بمفردي أو مع أفراد أسرتي، الذين ترعرعوا في بيت ثقافي، ومن ثم فهو بالنسبة لهم عيد ينتظرونه عاما بعد عام؛ لشراء ما يرغبون في شرائه من كتب وروايات، وأعمال مُترجَمة لكبار الكتاب والمبدعين، والتي لا تتوافر إلا خلال هذا الحدث الثقافي الفريد .
وعن استعداد الأسرة لهذا الحدث الثقافي، أؤكد أنهم يدخرون من نفقاتهم طول العام استعدادا لهذا الحدث المهم، وبالرغم من هذا فإنهم يجنحون إليَّ لمساعدتهم في شراء ما يريدون خاصة مع زيادة أسعار الكتب لارتفاع ثمن الورق والأحبار، والوسائل المساعدة في صناعة النشر .
وبالنسبة لبُعد مكان المعرض على بعض السكان كيف تراه ؟
أعتقد أن الإدارة المصرية وتمهيدها لشبكة الطرق الجبارة ذات المواصفات العالمية، سهَّلت مهمة الانتقال، فضلا عن توافر العديد من وسائل النقل، والتي أكدت أنه ليس هناك مكان بعيد .
ما تقييمك للمشهد الثقافي الحالي ؟
المشهد الثقافي قطع جهودا جبَّارة في طريق التنمية؛ بتعدد وسائل المعرفة، وتنوع وسائل التواصل، ولكن يظل الكتاب أيقونة الثقافة، وعمود خيمتها، وبالتالي فإنه يحتاجُ إلي دعم من قبل الدولة، بإعادة نشر أعمال كبار الكتاب والمبدعين، وإصدار طبعات شعبية تسير جنبا إلي جنب مع الطبعات الفاخرة مرتفعة التكلفة؛ لأنني مُؤمنٌ بضرورة توافر العمل الإبداعي أيا كان شكله وإخراجه ، فالمهم أن يصل الإبداع ليد القارئ. .
رابط دائم: