طبيعية المرأة تجعلها أكثر عرضة للاكتئاب وللضغط والتوتر كما تؤكد ذلك الدراسات العلمية وصحتها النفسية رمانة ميزان لصحة الاسرة النفسية، ومن هنا كانت الضرورة ملحة للاهتمام بالدعم النفسى للمرأة، فانطلقت مبادرة نسائية سكندرية تطوعية تهدف لدعم المرأة نفسيا من خلال الاستشفاء بالفن، والتى أسست فى مارس ٢٠٢١ على يد أميره مجاهد؛ الباحثة فى مجال التنمية الثقافية بكلية الآداب بجامعة الاسكندرية ومدير صالون الاوبرا السابق بالإسكندرية ومؤسس منصة القهوة البحرية وهى منتدى رقمى يهتم بعرض المحتوى الثقافى والتى انطلقت منها مبادرة «فنجان دانتيل» وتشرح أميرة ان الفكرة تراودها منذ فترة لشدة اعجابها بفريق كورال التونسى النسائى الشهير على السوشيال ميديا ففكرت فى استنساخ الفكرة بطابع مصرى يجمع بين الثقافة والعلاج النفسى، ولأن الغناء هو فى الاصل نوع من العلاج النفسى بدأت فكرتها بتجمع للصديقات، ثم توسعت الفكرة لتضم 50 سيدة هن النواة الأولى لفنجان دانتيل، واما الاسم فهو يجمع بين رمزية القهوة المصاحبة لجلسات السيدات وبين الدانتيل رمز الأناقة والأنوثة.
أميرة مجاهد
وعلى مدار تلك الفترة تقول مجاهد إن مبادرة فنجان دانتيل قدمت العديد من الجلسات الاستشفائية للسيدات من خلال نخبة من المتخصصين فى مجال العلاج بالفن والأطباء النفسيين بمجموعة من الجلسات المتنوعة التى تبدأ بالحكى والفضفضة وتمتد لتشمل الغناء والفنون التى تعتبر أحد أهم روافد العلاج النفسى المستحدث. وتضيف أن مبادرة «فنجان دانتيل» قدمت جلسات متنوعة مثل جلسات العلاج الطربى والدعم النفسى، والكتابة العلاجية والعلاج بالرسم والفسيفساء والحكى. حيث كانت لتلك الجلسات الأثر الفعال لدى الحضور من السيدات بشكل إيجابى نفسيا وإبداعيا فى إطار دور الفن الأصيل الذى كان له مكان مميز عن طريق الجلسات الغنائية.
وتضم المبادرة عددا من المتخصصين فى مجال الطب النفسى والارشاد الاسرى وكذلك نخبة من الفنانات منهن امنية عبده الصوليست بكورال التذوق لفرقة الموسيقى العربية ومدرب جلسة الاستشفاء بالطرب وتؤكد الدور المؤثر الايجابى لتلك الجلسات على عضوات أو «وردات» فنجان دانتيل كما يطلق عليهن، وذلك من خلال برنامج محدد على اساس علمى منهجى فى جلسة مدتها تتراوح بين ٦٠ و٩٠ دقيقة ويتم فيها مناقشة مواضيع موسيقية غنائية ومعرفة مدى التأثير الذى تشعر به المرأة أثناء الجلسة الطربية، التى تساعد على تنشيط الذاكرة وتعزيز التواصل الاجتماعى من خلال ممارسة الغناء، وزيادة الثقة بالنفس والشعور بالسعادة بين سيدات أو وردات فنجان دانتيل وتفريغ كل الضغوط من قلق واكتئاب وحزن.
وكذلك كان هناك دور مهم وهوالجانب النفسى وتقديم الدعم النفسى لهم ومحاولة تفريغ الضغوط الحياتية، وتقليل المشاعر السلبية لديهن، ومن خلال تبادل المعلومات والخبرات الثقافية والاجتماعية والاستفادة من تخصص كل سيدة من المشاركات.
وتؤكد الدكتورة أمانى رجب، استشارى الطب النفسى وعضو المبادرة أهمية حصول كل امرأة الدعم النفسى، وخطورة الاضطراب الذى قد يصيب المرأة وانعكاسه على أسرتها ومع أطفالها وآلية معالجته عن طريق الاستشارات النفسية وتقديم الأفكار والسلوكيات الصحيحة ومساعدة كل منهن عن طريق مهارات الدعم وترسيخ الأفكار الايجابية لديها وتعزيز قدراتها فى مواجهة تحدى الصعاب فى حياتها العملية والأسرية وتدريبها على كيفية التعاطى المرن مع الأزمات ومعرفة احتياجاتها وأهدافها والتخلص من المشاعر السلبية، وتحويل الطاقة السلبية، إلى طاقة إيجابية، وتوعيتها أيضا طرق التربية وهو ما ينعكس إيجابا على الأسرة والمجتمع. ولأن الهدف هو الاستشفاء النفسى بالفنون تركز المبادرة أيضا على العلاج بالرسم ومساعدة المرأة على فهم عالمها الخاص من خلال الخطوط والرسم والتعرف على جوانب الشخصية، وكذلك تفريغ الطاقات والضغوطات المختلفة، وتحسين المزاج، وكما تقول الفنانة التشكيلية منه الله ابوالفتوح فلا يتطلب الأمر أن تكون السيدة على دراية كاملة بقواعد الرسم الاحترافى، ولكن هناك أيضا فن «الدودلينج» أو الخربشات الحرة وهو عبارة عن رسومات غير محددة وعفوية بسيطة يقوم بها الشخص عادة وهو فى حالة عقله اللا واعى تماماً مثلا عندما يستغرق بالتفكير أو عندما يكون شارد الذهن بالفصل أو داخل قاعة اجتماعات، أو عند الشعور بالملل وغيرها، وتقول ابو الفتوح ان الدراسات أثبتت أن هذا الفن يساعد على تحرير المشاعر السلبية، وتحسين المزاج، ومع مرور الوقت وتكرار العمل أن يساعد على التركيز وعلى تحفيز الذاكرة.
رابط دائم: