رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الأديب عباس منصور لـ «الأهرام»: معرض الكتاب امتداد للطقوس المصرية القديمة
لهذه الأسباب احتفى المصريون قديما بابن الفارض وأعرضوا عن المتنبى

د.محمود القيعى
عباس منصور

  • أدعو لتسهيل حضور الفرق الشعبية والطرق الصوفية للمعرض

عباس منصور أديب وكاتب مصري ، مواليد 1962، تخرّج في دار العلوم عام 1985، له العديد من الأعمال الروائية والمسرحية والشعرية، منها: «الشاسو» التي حصد بها جائزة اتحاد الكتاب بمصر عام 2010، «الأهرام» التقته على هامش حضوره معرض القاهرة الدولي للكتاب،

وفيما يلى نص الحوار:

  • كيف تصف لنا المعرض في إطار اهتمامك بالأدب المصري القديم؟

معرض القاهرة للكتاب شكل من أشكال الاحتفالات أو «الكرنفال»، التي اعتاد عليها المصريون في مواسم الحصاد أو الفيضان بما يتبعه من طقوس وعادات، يستعرضون فيها فنونهم في إعداد الطعام والملابس والزينة والإنشاد والغناء، وهو طقس من الطقوس المصرية القديمة، لن نجد له مثيلا في بلاد العالم. وانتهز الفرصة لأدعو مؤسسات الدولة لإتاحة وتسهيل الحضور المصري للفرق الشعبية من رقص وغناء وتمثيل، وأيضا احتفالات الطرق الصوفية، والاعتناء بالتجارب الفنية لطلبة المدارس والجامعات والنقابات والمجتمع الأهلي عموما.

  • كيف تصف لنا رؤيتك الفكرية؟

خلال العشرين العشرين عاما الأخيرة، حاولت أن أقيم جسورا مع المفاهيم والمضامين المصرية الأصيلة، التي انتقلت إلى كل ثقافات العالم من الإغريق والرومان والعبرانيين وحضارة الشرقين الأدنى «بابل وآشور وفينقيا والآراميين»، والأوسط «الأمازيغ».

لدي ولع بأشعار المصريين القدماء، ويتماهى معها، وهي الأشعار التي جمعها العظيم سليم حسن في موسوعته عن الحكمة في مصر، ورؤية الإنسان المصريين للوجود التي نراها في متون الأهرامات، وفي تعاليم الحكيم «أمنموبي»، وقصة الفلاح الفصيح، ،الأخوين «أنوبيس» و«باتا».

  • برأيك ما الذي يميز الأدب المصري القديم؟

يميزه المفاهيم الكلية والإنصات لصوت الحكمة، ومتابعة تعاليم الإله وأفعاله، وهو ما يفسر انصراف المصريين عن شعر المتنبي الذي لم تنجب العربية شاعرا مثله، وذلك بسبب مدائحه المزيفة، وأيضا الهجاء اللاذع والنيل من خصومه، وأيضا شغفه بالمرأة كمثير حسي ظاهر.

  • ولكن المتنبي ربما يكون الشاعر الأكثر حضورا لدى المصريين والعرب؟

نعم، هذا عند الدارسين، ولكن في زمن المتنبي، المصريون احتفوا بابن الفارض، وأقاموا له ضريحا يزار، لأنه تناول ميراثهم الروحي في النظر إلى الوجود، وما فيه من حكمة ووحدة وتوازن. بينما لم يلتفتوا للمتنبي الذي ظهر في مصر، وأقام بينهم، بسبب احتفائه الشديد بالأعراف البدوية في المدح والفخر والهجاء والحكمة. المتنبي في أشعاره لم يلتفت إلى الجسور على النيل، والعمارة، والأهرام، لأنه بدوي الطبع والذائقة.

  • أي فرق تراه بين الحكمة في الشعر العربي والشعر المصري؟

الحكمة العربية جزئية وليست كلية، مجتزأة من موقف وكيفية التخلص منه أو معالجته، مثل قول زهير:

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ

تُمِـتْهُ وَمَنْ تُخْطِىء يُعَمَّـرْ فَيَهْـرَمِ

أما الحكمة المصرية فتنظر إلى الأمور بشكل كلي، كما في بردية اليائس من الحياة، التي يقول فيها:

مع من أتحدث اليوم ورغبة التملك تملأ قلوب البشر

كل منهم يطمع في خيرات جاره

يحاول انتزاعها بكل السبل

الإنسان المسالم يذبل

والقوي يسحق الجميع

مع من أتحدث اليوم

والشر قد انتصر في كل مكان

وصار الخير منفيا

اليوم يبدو لقاء الموت كالحنين إلى الأهل

بعد طول الغياب في الأسر اللعين.

  • ما السبب وراء دعوتك الملحة لتدريس الأدب المصري القديم والاحتفاء به؟

للتواصل مع الحضارة المصرية القديمة ومنها الأدب، يعيد التوازن لواقع المصريين ، وسياقهم الحضاري المعيش الآن. لابد من ربط الشعب بهويته المصرية للتواصل مع أجدادهم القدماء عبر الزمن، خصوصا أن تراثهم الأدبي مدون، وليس مثل الأدب العربي الذي ظل شفاهة لأكثر من ثلاثة قرون.

  • أنت بصدد دراسة عن شعراء الطبقة الأولى في مصر، وتشمل أربعة: أحمد شوقي، وأمل دنقل، وصلاح عبد الصبور، وحجازي، ما الذي يجمع بينهم؟

يجمع بينهم الاهتمام اللافت والعميق بمصر، الاهتمام بالقضية المصرية واقعا وتاريخا.

شوقي مثلا كان بصدد كتابة ملحمة عن تاريخ مصر كله، في قصيدته المعروفة «كبار الحوادث في وادى النيل» يتناول فيها تاريخ الأمة المصرية منذ اتحادها الثاني في عهد مينا.

وشوقي كتب قمبيز، علي بك الكبير، توت عن آمون، الست هدى، وكان رجلا مصريا لم يتعثر في الطائفية والعقائد المختلفة. ونرى ذلك أيضا واضحا في رثائه لجورج زيدان: ما الدين إلا تراث الناس قبلكم وحجازي أيضا متيم بروح مصر وتفاصيلها سواء في القرى أو في المدن والتاريخ والواقع، من ديوانه الأول.

وصلاح عبدالصبور يكمن إنجازه الكبير في المسرح الشعري الذي يعتبر تواصلا مع الدراما المصرية القديمة، والتي يرى سليم حسن أنها أسبق من الدراما الإغريقية.

  • كيف ترى المشهد الأدبي الآن في مصر؟

في طريق النضج والتخلص من سريالية اللغة التي تقبض على مضمون معرفي أو جمالي ذي شأن، والتي كرسها جيل الستينيات في الشعر، وغررت بالكثير من شعراء السبعينيات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق