«الفترات المسائية» تقضى على زحام المستشفيات

• أدت لجودة الخدمة وتقليل فترات الانتظار.. وقضت على «تغول» العيادات الخاصة
• رئيس جامعة المنصورة: القضاء على قوائم الانتظار ورقمنة الخدمات الطبية

تسابق المستشفيات والوحدات الصحية بالمحافظات الزمن لتنفيذ المبادرة الرئاسية لدعم خدمات الرعاية الصحية على مدى الـ٢٤ ساعة لتقسيم فترات العمل: الأولى أساسية من الثامنة صباحا حتى الثانية ظهرا، ويتم فيها تقديم خدمات الرعاية الأولية، أما الثانية فيبدأ العمل بها من الثانية ظهرا حتى السادسة مساء، ويتم خلالها تفعيل خدمات الأخصائى على مستوى أربعة تخصصات هى الباطنة والأطفال والنساء والجلدية، أما الفترة الثالثة، فتعمل الوحدات خلالها بنظام الطوارئ الأولية على مدى ٢٤ ساعة.

ففى المنصورة، تبدأ المستشفيات والمراكز الطبية بالجامعة فتح عياداتها الخارجية لفترة مسائية اعتبارا من أول فبراير المقبل.

وصرح الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة بأن القرار يأتى لاستثمار إمكانات وموارد المستشفيات الجامعية، موضحا أن المشروع يأتى فى ظل توجهات الدولة بتطوير الخدمات الطبية والتيسير على المرضى والقضاء على قوائم الانتظار والتحول الرقمى الكامل للخدمات الطبية بالمستشفيات والمراكز الطبية.

وقال إن عدد المترددين على مستشفيات ومراكز الجامعة بلغ ١٫٨ مليون مواطن سنويا، مشيرا إلى أنه يجرى حاليا الانتهاء من تنفيذ خطة رقمنة المستشفيات، وتشمل عمل تطبيق رقمى للحجز والمتابعة واستدعاء الأطباء بما يضمن تنظيم دخول المرضى للعيادات بالمستشفيات والمراكز الطبية لتخفيف العبء عن المترددين. وأوضح أنه ستتم عملية الحجز والدفع إلكترونيًا، ويتلقى المريض رسالة نصية على الهاتف المحمول بالإجراءات الواجب اتخاذها للكشف بعيادات المستشفيات والمراكز الطبية، مشيرا إلى أنه ستتم رقمنة العمل داخل المستشفيات تمهيدًا لربطها بجميع المستشفيات على مستوى الجمهورية، وهى مرحلة المنصة الإلكترونية المتوافقة مع المعايير العالمية لتداول التقارير الطبية الرقمية.

من جانبه، أوضح الدكتور محمد حجازى المدير العام التنفيذى للمستشفيات والمراكز الطبية بجامعة المنصورة أنه تم تحديد التخصصات وأماكن العيادات ومواعيد العمل فى الفترة المسائية لتسهيل الحصول على الخدمات والرعاية الطبية وتخفيف العبء عن العيادات الخارجية فى الفترة الصباحية.

وفى أسيوط، شهدت العيادات المسائية بالمستشفيات الجامعية ومقار هيئة التأمين الصحى ازدحاما شديدا عقب الإعلان عن فتح أبوابها خلال الفترة المسائية لاستقبال المنتفعين وغير المنتفعين بالتأمين الصحى لتوقيع الكشف الطبى عليهم بأجر رمزى، بعد «تغول» أصحاب العيادات الخاصة، والتى وصل بها قيمة الكشف للحالة الواحدة ما يتجاوز ٥٠٠ جنيه، بخلاف التحاليل والأشعات التى يتم طلبها من المريض، لتصل تكلفة تشخيص وعلاج الفرد فى كثير من الحالات إلى ألف جنيه. ويقول الدكتور أيمن منصور مدير عام فرع التأمين الصحى بأسيوط إنه تم فتح العيادات المسائية من الخامسة مساء حتى التاسعة مساء مقابل سعر رمزى للغاية، وتم توفير مجموعة من أمهر الأطباء لتقديم خدمة طبية متميزة تلبى احتياجات البسطاء، وتم توفير تخصصات عديدة.

وأضاف الدكتور علاء عطية رئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية أنه تم تشغيل العيادات المسائية فى بعض التخصصات كمرحلة أولى بكافة المستشفيات على مدار ٢٤ ساعة، فضلا عن عيادة الأطفال بمستشفى الأطفال الجامعى التى تفتح أبوابها من الساعة الثانية ظهرا حتى الثامنة مساء طوال أيام الأسبوع ما عدا يومى الجمعة والسبت، وتضم نخبة متميزة من الأطباء فى مختلف التخصصات تحت إشراف أفضل الأساتذة بالمستشفى.

وفى الإسماعيلية، أكد الدكتور أحمد البرعى مدير فرع الهيئة العامة للرعاية الصحية أن الهدف من تطبيق التجربة تقديم الخدمة للمواطنين على مدار عدد ساعات أكبر، حيث كان يتم إغلاق العيادات الخارجية عند الثانية ظهرا، فضلا عن أنها منحت مساحة أوسع ومدى زمنيا أوسع للمواطنين للحصول على الخدمات الصحية، فلا يضطر المواطن إلى استقطاع جزء من فترات عمله ومغادرة عمله فى أثناء دوامه الرسمى للحصول على الخدمة الصحية، موضحا أن «وجود فراغ غير مستغل كان أحد المشاكل التى تواجهنا، حيث كانت لدينا منشآت كبيرة، ولكن لم يكن لدينا الاستغلال الأمثل لها، كما أدت التجربة إلى تقليل فترات الانتظار للحجز على العيادات الخارجية، وأخذت طاقة استيعابية بنسبة ١٠٠٪ زيادة على الطلبات المؤجلة، مما أدى إلى تقليل فترات الانتظار».

وتسابق محافظة البحيرة الزمن لتنفيذ المبادرة فى أكبر عدد من المستشفيات والوحدات الصحية، وفقا لما صرح به الدكتور هانى جميعة وكيل وزارة الصحة، والذى أكد أن الإقبال منذ بداية المبادرة بالمحافظة بداية الشهر الحالى غير مسبوق على العيادات المسائية التى استقبلت فى ٢٥ يوما قرابة ١١٠ آلاف مريض وذلك بالتزامن مع إطلاق القوافل الطبية الشاملة، بواقع قافلة كل يومين، وتستمر ليومين آخرين، وتشمل القوافل عشرة تخصصات طبية ومعملا وصيدلية لصرف العلاج، وأيضا مركزا للعلاج على نفقة الدولة، مع تحويل الحالات التى تحتاج إلى تدخلات جراحية إلى أقرب وحدات صحية لاستكمال العلاج.

وأكد الدكتور حمودة الجزار وكيل مديرية الصحة أنه سيتم تزويد خدمة طبيب اخصائى فى أكثر من ٥١ مستشفى ووحدة صحية بالبحيرة، مشددا على ضرورة الاهتمام بصحة المواطن، وعمل فحوصات طبية قبل الإقدام على تكوين الأسرة، ويمتد العمل إلى تقديم الرعاية ومتابعة صحة الأم والجنين حتى بلوغ مرحلة الولادة وتقديم خدمات الرعاية والتوعية وتقديم التطعيم والأمصال بالمجان للأم وجنينها.