رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئاسة الاتحاد الأوروبى فى قبضة اليمين المتطرف

دينا كمال
رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون

الحرب الأوكرانية، أزمة اقتصادية، كارثة المناخ، العلاقات الأمريكية ـ الأوروبية المتوترة، الحفاظ على أمن المواطن فى ظل التقدم التكنولوجى..قضايا احتلت أجندة السويد مع توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى من بداية يناير الجارى وحتى أخر يونيو القادم. وكأن تلك القضايا ليست كافية بما تمثله من تحديات لأى دولة مهما كان وضعها وثقلها، لتجد السويد نفسها فى مأزق بسبب سيطرة اليمين المتطرف على المشهد السياسى بداخلها. مما أثار مخاوف الدول الـ27 أعضاء الاتحاد من عدم تمكن الدولة الرئيس للدورة الحالية من القيام بمهامها.

ولعل أكثر الملفات التى ستجد السويد صعوبة فى إدارتها هى تغير المناخ والهجرة، بسبب مناهضة اليمين المتطرف السويدى لسياسة الإتحاد الأوروبى تجاه الملفين، والذى يمثله حزب «الديمقراطيين السويديين» المشارك فى الحكومة الإئتلافية الحالية.

ووصلت درجة التشاؤم من قبل البعض إلى التحذير من أن العنصريين محبى العنف والمتعاطفين مع النازية يتصاعد خطرهم، ويقتربون من دفة القيادة لكيان الاتحاد الأوروبى. فبعد، أن تعالت الآمال من إمكانية إحراز تقدم فى بعض التحديات الأكثر إلحاحًا كالمناخ واللاجئين والمساواة بين الجنسين وسيادة القانون والديمقراطية، تبددت تلك الآمال بعد أن أصبح للسويد حكومة يمينية محافظة يدعمها اليمين المتطرف المتمثل فى الديمقراطيين السويديين.

وبالرغم من أن الديمقراطيين السويديين ليسوا رسميًا فى الحكومة، إلا أنهم الآن يتمتعون بنفوذ سياسى كبير، محليا وإقليميا مع تولى بلادهم رئاسة الدورة الحالية للاتحاد الأوروبى. ففى ديسمبر الماضى، أعلنت وزيرة الهجرة السويدية ماريا مالمر ستينرجارد عن خطط لتسهيل إلغاء تصاريح الإقامة للمهاجرين وإلى جانبها وقف هنريك فينج نائب زعيم الديمقراطيين السويديين مؤيدا لتلك الخطوة. وأعلن الحزب المتطرف بفخر: «إننا نشهد الآن نقلة نوعية فى سياسة اللاجئين السويدية».كما أعلنت الحكومة السويدية مؤخرًا أنها ستخفض ميزانية المناخ والبيئة بنسبة 58% على مدى ثلاث سنوات. وقامت بتفكيك وزارة البيئة.

بالعودة إلى العالم الحقيقى، تظهر بعض الإحصائيات المقلقة إلى أى مدى انجرفت السويد عن كونها بلدًا اشتهر فى السابق بتسامحه. فعلى سبيل المثال يتعرض طفل واحد من بين كل أربعة أطفال من أصول مهاجرة للإيذاء العنصرى أو الهجوم عليه بسبب لون بشرتهم، أو أصول آبائهم أو بسبب دينهم، وأصبح رهاب الأفارقة الآن الدافع الأكثر شيوعًا بين جرائم الكراهية التى يتم الإبلاغ عنها.

وبعد مرور أقل من شهر على رئاستها للاتحاد الأوروبى، شهدت السويد حادثا زاد من تلك المخاوف، فقد قام مؤخرا سياسى متطرف بإحراق نسخة من القرآن الكريم فى العاصمة ستوكهولم، فما كان من رئيس وزراء السويد أولف كريسترسون إلا أن أعلن إدانته لتلك الحادثة، قائلا: إن «حرق كتب تمثل قدسية للكثيرين عمل مشين للغاية. وأريد أن أعرب عن تعاطفى مع جميع المسلمين الذين شعروا بالإساءة بسبب ما حدث فى ستوكهولم».

ولكن يبدو أن الخبراء لم يرفعوا سقف توقعاتهم إزاء رئاسة السويد للاتحاد الأوروبى، فرغم كل شىء السويد دولة أوروبية وعضو بالاتحاد إلا أنها لا تنتمى لمنطقة اليورو، فعلاقتها بعيدة نوعا ما مع أوروبا. لذا يتوقع الكثيرون أن ما ستقوم به السويد خلال رئاستها ما هو إلا الواجب وما يحتمه ذلك عليها وليس أكثر. ويأتى ذلك مثلا عكس الرئاستين السابقتين لها وهى الفرنسية والتشيكية، حيث تم خلالهما عقد قمتين للرؤساء فى فيرساى وبراج. وبالفعل، لم تعلن السويد أى قمة مرتقبة لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى خلال فترة رئاستها. وبالنسبة للاجتماعات على مستوى الوزراء فسوف تعقد فى مركز متواضع بالقرب من مطار ستوكهولم الرئيسى.

ويعد موقف السويد غريبا إلى حد ما، حيث اعتادت أى دولة تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبى اغتنام الفرصة لوضع بلادها تحت الأضواء، ولكن على النقيض من ذلك، يبدو وأن السويد قد اختارت البقاء فى الظل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق