أسعدنى خبر اهتمام الدولة بتطوير الوحدات الريفية وتحفيز الأطقم الطبية العاملة بها من أطباء وممرضين.. لأن مثل هذا التوجه قد يكون السبب فى التغلب على الكثير من المشكلات الصحية لدى الفئات الأكثر احتياجا للرعاية الصحية فى القرى والنجوع والصعيد.. وهذا ما جاء فى تقرير المركز القومى للبحوث الاجتماعية, الذى أشار إلى أن «تقديم رعاية صحية أولية بكفاءة وجودة عالية من شأنه أن يمكننا من الحد من 70% من الأمراض فى الريف المصرى»..
ورغم أن الأوراق تقول إن لدينا حوالى 5 آلاف وحدة صحية ريفية إلا أن أداء هذه الوحدات ليس مقبولا بالدرجة المناسبة، فالكثير منها يفتقر إلى العديد من المقومات التى تؤهله لتوفير خدمة مناسبة جاذبة سواء للأهالى أو للعاملين فيها من الأطقم الطبية..
يجب أن يتم تدريب أطباء الامتياز لمدة شهر كامل خلال سنة الامتياز على جميع أبعاد الرعاية الصحية الأساسية ورعاية الأمومة والطفولة وتنظيم الأسرة وجميع ما تتضمنه حزمة الخدمات فى الوحدات الريفية، وأيضا اكتساب مهارات التواصل وتقديم المشورة إن لم يكن يتضمنها منهج الصحة العامة فى السنة النهائية من كليات الطب..
لابد أيضا من تنفيذ رؤية القيادة السياسية لتطوير الوحدات الصحية لتناسب تطلعات ومتطلبات العاملين فيها والمترددين عليها وضرورة توفير وسائل المعيشة المريحة والمناسبة للأطباء، مما يمكنهم ويحفزهم لتقديم خدمات متطورة وحضارية ومجدية للأهالى فى الريف.. ولعل رجال الأعمال يساهمون فى تطوير الوحدات الصحية فى القرى التى نشأوا فيها، بأن يتبنى كل منهم الوحدة الصحية فى قريته بتطويرها ونطلق عليها اسمه كصدقة جارية.. دعونا نفعل ذلك، وسوف نتغلب على جميع سلبيات الوحدات الريفية فى عام واحد فقط.
د. ممدوح محمد وهبة
رابط دائم: