رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«فارس الأحلام» لايستهوى الفتاة الأمريكية!

دينا عمارة

يبدو أن فكرة العثور على «فارس الأحلام» التى طالما راودت الفتيات، لم تعد تستهوى النساء الأمريكيات، وحسبما ذكر الكاتب الأمريكى سكايلر بيكر جوردن فى مقاله بصحيفة «الاندبندنت» البريطانية، إنه حتى لو طرق بابهن غدا، فهن لسن متأكدات من رغبتهن فى إنجاب الأطفال وتربيتهم فى بلد مثل أمريكا، فما السبب؟

وسوف يفاقم هذا التوجه من معاناة الولايات المتحدة من انخفاض معدلات المواليد، وقد بدأ هذا الاتجاه مع الأزمة المالية لعام 2008 واستمر حتى وقتنا هذا. بينما شهد عام 2019 أدنى مستوى من الانخفاض منذ 35 عاما، ثم جاءت جائحة كوفيد -19 لتفاقم الأمر. ففى عام 2021، أصدر مكتب الإحصاء الأمريكى بيانات تظهر أن النمو السكانى قد انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 0.12%.

ويرجع السبب فى ذلك إلى زيادة معدلات الوفيات، وانخفاض معدلات المواليد، والانخفاض الحاد فى صافى الهجرة التى تفاقمت بسبب خطاب وسياسات إدارة الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب المعادية للأجانب. ويتوقع مكتب الإحصاء أنه بحلول عام 2035، سيتفوق عدد كبار السن على عدد الأطفال.

الخوف من الانخفاض المستمر فى معدلات المواليد، غذى المعارك بين اليمين المتطرف الذى يشعر بالقلق من انتشار ظاهرة «استبدال العرق الأبيض» بمواطنين من ذوى البشرة السمراء، وما بين اليسار المتهم دائما بـ «استيائه من فكرة التكاثر بشكل مبالغ فيه»!، لكن الكاتب الأمريكى سكايلر بيكر يرى أن الأمريكيين لا يحجمون عن الإنجاب عموما لأنهم يساريون يكرهون علم الأحياء، أو لأنهم يريدون استيراد أطفال من بلدان أخرى مثل أجهزة «أى فون» كما يعتقد اليمين.

ولكنه الافتقار إلى القدرة على تحمل تكاليف رعاية الأطفال أو المنزل، والقلق بشأن الاقتصاد.

وكلها أسباب جاءت نتيجة للسياسة الأمريكية العامة والاقتصاد النيوليبرالى. فقد ظلت الأجور فى الولايات المتحدة فى حالة ركود منذ أوائل السبعينيات، على الرغم من زيادة إنتاجية العمال الأمريكيين. كما ارتفعت أسعار المساكن إلى مستويات قياسية فى العام الماضى، هذا فضلا عن أن هناك نحو 54 مليون أمريكى يفتقرون إلى الغذاء الصحى، حسبما أفادت وزارة الزراعة الأمريكية.

ليس هذا وحسب، بل إن نظام الرعاية الصحية الأمريكى يحتل المرتبة الأسوأ بين الدول ذات الدخل المرتفع، على الرغم من كونه الأعلى تكلفة، مع وجود نحو 100 مليون أمريكى يعانون تفاقم ديونهم الطبية. كما تتمتع الولايات المتحدة الأمريكية أيضا بأسوأ قوانين إجازة رعاية الطفل فى العالم؛ إذ يحصل الآباء والأمهات الجدد على إجازة مدفوعة الأجر لمدة 12 أسبوعا، مع حصول 5% فقط من الآباء على أسبوعين إجازة.

شبح آخر يطل برأسه ويثير القلق فى نفوس الأمريكيين ألا وهو عنف السلاح الذى بات الآن السبب الرئيسى فى وفاة الأطفال فى المدارس. وبينما يُتوقع أن يضحى المعلمون بحياتهم لحماية هؤلاء الأطفال، فإنهم لا يتلقون رواتب مناسبة، خاصة فى ظل نقص التمويل المالى للمدارس بما يصل إلى 150 مليار دولار سنويا.

ويخلص الكاتب إلى أنه إذا كانت الولايات المتحدة تريد عكس اتجاه انخفاضها السكانى، فإنها بحاجة إلى تزويد الأمريكيين بشبكة أمان اجتماعى، وهذا يشمل فرض أجر معيشى مناسب، ورعاية صحية شاملة مجانية وإعانات عادلة للأغذية الصحية. وقبل كل ذلك بالطبع، تشريع القوانين الخاصة للتحكم الشامل فى حيازة السلاح حفاظا على سلامة الأطفال.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق