لوحات بـ«الكاروهات» من نبايل.. إلى «موديليانى»

• «فى الحياة نعمتان حب الفن وفن الحب».. من أقوال الكاتب أوسكار وايلد

يوجه الفنان المصرى العالمى ياسر نبايل فى معرضه، «إلى موديلياني» رسالة إلى الفنان الإيطالى موديليانى بسبب المعاناة التى عاشها على المستوى الشخصى. وأميديو موديليانى (١٨٨٤-١٩٢٠) هو رسام ونحات إيطالى، داهمه مرض السل واشتد عليه حتى وفاته بعد صراع مع الفاقة واعتلال الصحة المزمن، وهو فى الخامسة والثلاثين من عمره.

كما وجه نبايل رسالة أخرى إلى كلوديل التى كانت صديقة المثال الفرنسى أوجست رودان، كاميل كلوديل (١٨٦٤ـ ١٩٤٣) فنانة ونحاتة فرنسية. وهى شقيقة الشاعر والكاتب والدبلوماسى بول كلوديل، وكانت تجمعها علاقة حب مع رودان الذى يكبرها بأربعة وعشرين عاماً، والتى انتهت بانفصالهما، مما تسبب فى احتجازها فى مصحة نفسية عام 1913، إبان إصابتها بنوبات صرع وانفصام فى الشخصية حتى وفاتها.

ضحايا وقتلة.. فى لوحات «إلى موديليانى»

ويؤكد نبايل على ذلك بقوله: «فى الواقع هاتان الشخصيتان كانتا المحرك لى فى هذا المعرض. وبحكم إقامتى فى سويسرا فقد نشبت الحرب الروسية - الأوكرانية على مقربة منا فأثارت الرعب فى نفوس البشر، وبدأنا نستشعر الخطر فى كل المنطقة وكنا فى انتظار من يأخذ قرار الحرب، وبرغم أننا لم نتصور النتيجة، فإن الكل كان على يقين بأنه لن يكون هناك منتصر، فالكل خسران».

ويضيف: «كل هذا خلق مجتمعا متوترا وخاصة بعد الكوفيد 19، لذا قفز إلى خيالى فكرة الجنود وهم أبطال لوحاتى الذين أرسمهم من زمن، بعيداً عن فكرة الحرب .

ولكن ما يثيرنى هو فكرة صناعة إنسان مثل ماكينة قتل، كل هدفه ألا يقتل وإنما من أجل أن يحافظ على حياته فقط، فيضطر أن يقتل . فكرة جعل جندى بشرى، ماكينة قتل شرسة. القتل بالنسبة له مثل الطعام والشراب أثارت خيالى ومشاعرى، للتعبير عن الصراعات الداخلية للنفس البشرية مع ويلات الحرب».

ويؤكد الفنان ياسر انحيازه للجنود وعلل ذلك بقوله : «أنا مهتم بالشخصية المغلوبة على أمرها التى لا تتحكم فى قرار حياتها أو موتها فقط تنفذ الأوامر، هم وقود الحرب فى كل الأحوال سواء نصرا أو هزيمة ليسوا أبطالا ولا يظهرون، فعملت مزجا بين الجنود وبين الفنان موديليانى، فهو جندى أيضا فى عالم الفن، عانى الكثير وأخذ طريقاً صعباً فى التضحية بنفسه من أجل الفن، وكذلك كانت كلوديل لذا أهديتهما معرضى. إلى كل من يعانون ويضحون بحياتهم».

والملاحظ فى كل لوحات نبايل المدروسة ببراعة سواء فى رسم الجنود أو النساء على مساحات كبيرة، هو أن كل خلفيات اللوحات والأرضية عبارة عن مربعات « كاروهات»، وحين سألته عن السبب أجاب : « هى أرضية الأتيليه الخاص بى فى سويسرا بكل تفاصيله أفادتنى فى التأكيد على معنى اللوحة، وكأنك تضع خطا تحت جملة مهمة أو كأن اللوحة خشبة مسرح تقف عليها الشخصيات سواء الجنود أو النساء مختفيات حول باب موارب طول الوقت يظهر جزءا منهن، ويحملن ملامح الخوف من المواجهة» .

وعن المدة التى استغرقها الفنان فى الإعداد للمعرض، أوضح الفنان أن التحضير استغرق عاماً كاملاً لينفذ حوالى 17 لوحة من القطع الكبير.

• يستمر معرض «إلى موديلياني» فى استقبال زواره بـ «جاليرى ليوان» فى الزمالك حتى 9 فبراير المقبل.