مصر يا ولاد

وادى وبوادى وبحور وقصور وموانى .. توحيد وفكر وصلاة ..تراتيل غنا وابتهالات ..

هى وطن وصفه جمال حمدان بأنه حالة نادرة من حيث السمات والقسمات ..

على اسم مصر التاريخ يقدر يقول ما شاء

أنا مصر عندى أحب وأجمل الأشياء

كلمات للرائع صلاح جاهين تطل مباشرة على ذاكرة المرشدة السياحية سوزان عصمت فى كل مرة تتحدث فيها عن هوية مصر، أول سؤال يوجهه لها السائحون.

وتستدعى ذاكرتها الفورية الجغرافيا والتاريخ والعنصر البشرى.

"فى الجغرافيا نجد عبقرية المكان، ليس فقط بموقعها الإستراتيجى الموجود بين قارات العالم، لكن أيضا فى الحماية الربانية التى منحها الله لها، دولة محاطة من الشمال بالبحر المتوسط، ومن الشرق بالبحر الأحمر وبعده سلسلة جبال، ومن الجنوب بالجنادل، ومن الغرب بصحراء وبحر رمال ..أما عن التاريخ فالحديث يستفيض عن أسماء مصر ومعانيها على مدى العصور المختلفة." .. وتتوالى الكلمات والمعانى فى وصف مصر وتاريخها الممتد لـ7000 سنة.

هى قلب العالم العربى وواسطة العالم الإسلامى وحجر الزاوية فى العالم الإفريقى..

ومنذ قديم الأزل تستوعب جميع الثقافات

والحضارات والأديان، وتمتلك القدرة على هضمها لإنتاج حضارة متميزة وثقافة متعددة الأشكال..

وهكذا تشكلت هويتها على أساس التنوع الفكرى والثقافى والدينى، واستمد المصريون من هذه الهوية ملامحهم وشخصياتهم، فالمصرى يتسم بالصبر والتسامح وأيضا عدم التفريط فى حقه ولو طال الزمن .. فهم أبناء النهر الذى يعتمد فى سماته على الصبر والعطاء والقوة. وقد تعرضت الهوية المصرية فى مراحل كثيرة إلى محاولات للسيطرة والسطو لكنها باءت جميعا بالفشل، وظلت مصر تحتفظ بتراثها الحضارى والتاريخى وسماتها الشخصية.

فلاح .. تاجر .. عامل ..ضابط ..مدرس ..إسكندرانى .. سيناوى .. نوبى .. مسلم .. مسيحى. وجوه لا تخطئ العين انتماءها .. فى ملامحها يتجلى النيل بسمرته، والتاريخ بسماته واختلاف عصوره .. ورغم اختلاف الأشكال والأماكن .. فالمواطن مصرى .. فى بلد مميز .. ذكر فى القرآن 5 مرات باسمه و80 مرة بصفاته .. هنا الأرض التى تجلى الله فيها .. وزارها الأنبياء .. و"علشان كده مصر يا ياولاد"، كما قال سيد حجاب، "حلوة الحلوات".