رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

وزير خارجية الصين الجديد.. صداع فى رأس بايدن

إعداد ــ هند السيد هانى
> تشين جانج جين

لم تتجاوب إدارة بايدن مع تشين جانج جين سفير الصين فى العاصمة واشنطن طوال فترة عمله التى تزيد على 500 يوم. لكن كل هذا تغير قبل أيام عندما عيّن الرئيس الصينى شى جين بينج، تشين وزيرا جديدا للخارجية فى البلاد، مما خلق صداعا للإدارة الأمريكية فى وقت يشهد توترا شديدا بين واشنطن وبكين.

وستكون المشكلات فى الصدارة خلال الفترة المقبلة عندما يزور أنتونى بلينكين وزير الخارجية الأمريكى الصين فى الوقت الذى تتصادم فيه البلدان بشأن التجارة، وملف تايوان والحصول على التكنولوجيا. قال كريج ألين، رئيس مجلس الأعمال الأمريكى الصيني: «أعتقد أنه من المحتمل أن يكون هناك أشخاص داخل الإدارة يشعرون بالاستياء لأنهم لم يتواصلوا بالمجاملات [مع تشين] التى عادةً ما يتم التواصل بها مع السفراء».

لم يحصل تشين على جميع الاجتماعات التى طلبها مع كبار مسئولى الإدارة على مدار الـ 17 شهرا الماضية، على الرغم من أن الإدارة خففت قيودها على التواصل مع تشين فى الفترة التى سبقت زيارة رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى المثيرة للجدل إلى تايوان فى أغسطس الماضى. لكن تشين عاد إلى بكين لقيادة وزارة الخارجية الصينية متأثرا بالجهود الفاشلة للتواصل مع إدارة بايدن. تؤكد ترقية تشين أنه يحظى بثقة شى، وهو أمر أشار إليه الرئيس الصينى فى أكتوبر الماضى بتعيين تشين فى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الصينى. حل تشين محل وانج يى، الذى عينه شى لقيادة مكتب اللجنة المركزية للشئون الخارجية .

بعد أشهر من وصوله إلى واشنطن العاصمة فى يوليو 2021، اقتصر تشين على عقد الاجتماعات مع عدد قليل من المسئولين الأمريكيين، وفقًا لشخصين على دراية بالتفاعلات. جاء هذا الوصول الضيق على الرغم من الطلبات المتكررة للقاء المزيد من كبار المسئولين فى الإدارة، كما قال هؤلاء الأشخاص، الذين لم يكشف عن هويتهم.

البيت الأبيض رفض هذا التوصيف. وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم البيت الأبيض، فى بيان مكتوب: «إن كبار مسئولى البيت الأبيض - إلى جانب كبار المسئولين من جميع أنحاء الإدارة - قد تواصلوا بانتظام مع السفير تشين منذ وصوله إلى واشنطن». تضمن البيان قائمة من ثمانية مسئولين كبار، من بينهم بلينكين، وكورت كامبل منسق المحيطين الهندى والهادئ، و كاثرين تاى الممثلة التجارية الأمريكية، الذين التقوا مع تشين عندما كان سفيرا. ولم ترد السفارة الصينية على طلب للتعليق بشأن وصول تشين إلى المسئولين الأمريكيين خلال فترة عمله.

تعامل تشين مع القيود المفروضة على التواصل مع من يشغلون مناصب رفيعة المستوى من خلال الاعتماد على التفاعلات منخفضة المستوى مع السفراء الأجانب الآخرين والمسئولين على مستوى البلديات. حتى إنه خرج مع فريق «واشنطن ويزاردز» فى الدورى الأمريكى للمحترفين. قد تعمل هذه التجربة لصالحه كوزير للخارجية. فقد قال ريان هاس، المدير السابق للصين وتايوان ومنغوليا فى مجلس الأمن القومى، إن «معرفة تشين الواسعة بالولايات المتحدة.. سيعطيه تقديرا للقوى الأوسع التى توجه السياسة الخارجية لأمريكا». وإذا كان تشين قد استاء من معاملته فى واشنطن، فإن رسائل وداعه لم تظهر ذلك. فقد أعرب عن «خالص الامتنان» على الدعم الكبير والمساعدة من جميع قطاعات الشعب الأمريكى فى تغريدة نشرها قبل أيام.

اختبار موقف تشين مما سبق سيكون من خلال تعامله مع رحلة بلينكين إلى الصين. قال ألين: «ما نفهمه هو أن الوزير بلينكين سيسافر إلى بكين فى فبراير مباشرة بعد العام الصينى الجديد». إذا كان تشين يريد أن يرضى غروره - وإذا حدثت الزيارة بعد رحلة موعودة إلى تايوان من قبل زعيم الحزب الجمهورى كيفين مكارثى فقد يصطدم بلينكين بجدار دبلوماسى من الطوب فى بكين.

لم يصدر بلينكين بعد جدول أعمال لتلك الرحلة. لكنه سيحتاج إلى مساعدة تشين لمعالجة قائمة متزايدة من القضايا بما فى ذلك التعاون فى مكافحة المخدرات وترسانة الأسلحة النووية الصينية المتنامية. وأشار تشين إلى أن مثل هذا التعاون ممكن. ففى تغريدة له، شكر تشين بلينكين على «لقاءاته البناءة» وقال إنه يتطلع إلى «استمرار العلاقات الوثيقة» مع بلينكين.

غرد بلينكين بمناسبة ترقية تشين على موقع «تويتر» حيث أكد أن الرجلين ناقشا «الحفاظ على خطوط الاتصال المفتوحة» فى محادثة هاتفية وداعية. قال متحدث باسم وزارة الخارجية: «يتوقع بلينكين مواصلة علاقة عمل مثمرة مع وزير الخارجية تشين فى دوره الجديد».

ولا يعتقد الجميع أن صعود تشين إلى منصب وزير الخارجية يسبب مشكلات للعلاقة بين الولايات المتحدة والصين. قالت بونى جلاسر، العضو المنتدب فى صندوق مارشال الألمانى للولايات المتحدة: لم يحصل تشين على كل الاجتماعات التى أرادها مع كبار المسئولين الأمريكيين فى الأشهر الأولى من ولايته ... [لكن] أشك فى وجود أى إرادة سيئة تعوق تفاعلهم عن المضى قدما.

ربما يكون تاريخ تشين فى صد الانتقادات الأجنبية الموجهة للصين قد عمل ضد نجاحه فى واشنطن. فقد حذر من انتهاك «الخط الأحمر» لبكين فيما يتعلق بالمصالح الجوهرية فى مجالات تشمل بحر الصين الجنوبى وتايوان وشين جيانج. وأثار التعليقات بإشارة تنذر بالسوء إلى قدرة الصين على صنع الأسلحة النووية، وحذر من «عواقب وخيمة» إذا سعت الولايات المتحدة لقمع الصين باستخدام «دليل الحرب الباردة».

الوقت لم يحد من تلك المواقف الحادة. فبعد عام، استخدم تشين إيجازًا صحفيًا مدته 90 دقيقة تقريبًا للتنديد بالانتهاكات الأمريكية ضد السيادة الصينية. كما أعرب عن إحباطه من أن جهوده المثلى للتعامل مع إدارة بايدن فشلت فى منع رحلة بيلوسى إلى تايوان. لكن هيكل السلك الدبلوماسى الصينى قد يحد من تأثير تشين على العلاقات الثنائية. قال زاك كوبر، المساعد السابق لنائب مستشار الأمن القومى لمكافحة الإرهاب: «من الواضح أن تشين جانج لا يزال شخصية مهمة على مستوى العالم، لكننى لست متأكدًا من مدى أهميته فى إدارة العلاقة بين الولايات المتحدة والصين». وأضاف: «على مدى العامين الماضيين على الأقل عندما كان علينا أن نجرى بالفعل بعض المفاوضات الجادة، كانوا يميلون إلى أن تكون بين يانج جيتشى [دبلوماسى كبير سابق بالخارجية الصينية] وجيك سوليفان [مستشار الأمن القومى الأمريكي] ولا أرى أى سبب لتغيير ذلك فى العامين المقبلين».

سيعتمد نجاح تشين كوزير للخارجية إلى حد كبير على درجة استعداد الحزب الشيوعى الصينى لتعديل سياسته الخارجية التى تتضمن موقفا عسكريًا أكثر عدوانية فى منطقة المحيطين الهندى والهادئ، والإكراه الاقتصادى والتجسس على التقنيات الحديثة. قال روبرت دالى، مدير معهد كيسنجر للصين والولايات المتحدة فى مركز ويلسون: «إذا تبنى شى جين بينج الانفتاح والإصلاح الحقيقيين، فقد يستمتع تشين جانج بمهمته الجديدة.. أما إذا لم يغير شى مواقفه، فإن تشين سيكون الوجه الدولى لقوة غير مرحب بها على نحو متزايد».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق