من ورشته المتواضعة، وبأنامله الانسيابية، وأدواته الصغيرة، والدقيقة، تخرج إبداعات وروائع ، تعيد بهجة وجمال وأصالة الزمن القديم، خاصة بأعمال النحت على الجبس، والزخرفة الإسلامية والقبطية، والزجاج المعشق بالجص، التى جعلت منه فناناً يتم الاستعانة به فى ترميم ، وإعادة محاكاة كنوز الآثار الإسلامية والفرعونية، ودخول مرحلة الإبداع الفنى الخاص به فى المشروعات القومية الجديدة.
قال صلاح الزيات لـ«الأهرام»: بداياتى فى التعلم كانت وأنا صبى فى سبعينيات القرن الماضى ببيت السنارى، عندما كان معهداً مفتوحاً لتعليم وتدريب الحرفيين كل هذه المهارات، قبل أن يتحول إلى ما هو عليه الآن من بيت للثقافة والمنتديات، وشاركت بعد ذلك في مهمة ترميم واسعة تابعة لهيئة الآثار في التسعينيات وما بعدها، عملت على صقل الموهبة.
وشملت الترميمات جامع أحمد بن طولون، وبيت السنارى بالسيدة زينب، ومسجد السلطان حسن بميدان القلعة، ومدرسة السلطان «قانى باى الرماح» وجامع الحاكم بأمر الله ومسجد السلطان برقوق بشارع المعز، ومسجد الأميرة «تتر» الحجازية ابنة السلطان محمد بن قلاوون وقبتها فى الجمالية، إضافة إلى مشربيات الزجاج المعشق بالمتحف القبطى بكنيسة مارجرجس والكنيسة المعلقة بمصر القديمة.
تم الاستعانة بالزيات ليضع لمساته في المشروعات الجديدة، كتصميم «التيجان» بدار الأوبرا بالعاصمة الإدارية، و«التيجان الفرعونية» التي تزين أعمدة محطة قطارات الصعيد «محطة بشتيل الجديدة» مع قرب افتتاحها.
ويطالب الزيات بالاهتمام بالحرفيين من جميع التخصصات والمواهب، منبهاً إلى أنها مهارات انقرضت تقريبا، إلا من القليل جداً، أو كبار السن الذين لم يعد باستطاعتهم العمل.
رابط دائم: