نشاهد الأعمال التاريخية ولقطات الفلاش باك فى السينما والدراما التليفزيونية فنتحدث عن براعة المخرج وسخاء الإنتاج ووعى المؤلف، لكن ماذا كان سيفعل كل هؤلاء بدون عم «سيد سيما» الذى يوفر لكل هؤلاء السيارات القديمة التى تجعل الجمهور يعيش أجواء شوارع زمان وحكايتها ويرى ملامحها كأنه يعيش فيها!
٥٥ عاما ليست فقط هى العمر المهنى لعم سيد، بل هى كذلك عمر صنعة مهمة جدا أسسها وهى تجميع السيارات القديمة وإحيائها حتى تدور عجلاتها مرة أخرى على الأسفلت وتعيدك بنظرة إليها إلى عالم عاش فيه أجدادك.
أول سيارة خردة اشتراها من وكالة البلح كان عمره ١٧ عاما ودفع فيها ٧٠ جنيها، وكان مبلغا كبيرا آنذاك، حيث كان يمكنك أن تشترى سيارة قديمة وتجمعها ولا تكلفك أكثر من ٣٥ جنيها. لكن عشق عم سيد للسيارات بدأ قبل ذلك بكثير، أى من مرحلة الطفولة المبكرة.
فالطفل الذى يحب السيارات يشترى له والده سيارة لعبة، لكن عم سيد كان أول طفل يجمع قطعا من الخشب وعجلات مستعملة، ليصنع منها سيارة لعبة يركبها. ومع النضوج اكتشف أن شغفه يتجه تحديدا للسيارات القديمة، حتى بعد أن أصبح قادرا على شراء سيارة حديثة جيدة ، فضل أن يستخدم فى تنقلاته سيارة قديمة.
التقى بنجوم الفن والطرب والفكر والإبداع وكان ترسا فى محركات المرحلة التى رسمت ملامح مصر فى هذه الفترة، الأمر الذى دفعه لأن يجعل من معرضه للسيارات فى «أبو رواش» معرضا فنيا لصور هؤلاء العمالقة يؤرخ فيه رحلة حياته معهم. عبد الحليم حافظ وسعاد حسنى وصلاح جاهين ويوسف إدريس وحتى جيل أمير كرارة وأحمد عز وكريم عبد العزيز الذين التقى بهم عندما شارك بسياراته فى أفلام «حرب كرموز» و» كيرة والجن».
رابط دائم: