رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«الطلاق الرمادى».. هوان العشرة فى خريف العمر

ريهام محمود عبدالسميع
الطلاق الرمادى - خلافات زوجية

  • 10 %ارتفاعا فى نسبته لمن هم فوق سن الستين
  • 70 %من الحالات تكون بناء على رغبة النساء

 

تكشف التقارير الاخيرة للجهاز المركزى للتعبئة والاحصاء عن ارتفاع نسبة الطلاق لمن هم فوق الستين إلى ما يقارب 10% وكذلك عن زيادة نسبة إشهادات الزواج فى هذا العمر بنسبة 2% عن السابق, وهى ظاهرة ربما تكون حديثة نسبيا على المجتمع المصرى الذى يعلى من مفهوم «العشرة» الزوجية ويقدرها لكنها معروفة عالميا ويطلق المختصون فى العلوم الاجتماعية عليها مصطلح «الطلاق الرمادي» لأنه يقع فى خريف العمر بين زوجين بينهم عشرة طويلة وابناء, وعلى سبيل المثال تشير الإحصائيات التى نشرها مركز بيو لاستطلاع الرآى فى الولايات المتحدة الامريكية إلى تضاعف نسبة الطلاق فوق الخمسين فى الثلاثين عاما الأخيرة

كما تؤكد أن هناك واحدا من كل اربع زيجات فوق الخمسين تنتهى بالطلاق وأن أكثر من نصف الزيجات تنتهى بعد عشرين عاما من الزواج, وتتعدد الأسباب منها ارتفاع متوسط الأعمار عالميا وعدم تسامح النساء مع السلوك غير المقبول كما كان الامر فى السابق وهو ما يشهد عليه ان أكثر من 70% من حالات الطلاق تكون بناء على رغبة النساء وترتفع النسبة إلى 90% بين الحاصلات على درجات جامعية وهناك العديد من الأسباب الاخرى التى يرجعها المتخصصون إلى مزاج الشيخوخة الذى قد يصبح أصعب خاصة لو كان الزواج متعثرا من البداية وكان الشخص مترددا فى اتخاذ القرار لسنوات طويلة وكما تقول د. نادية جمال استشارى العلاقات الأسرية والإرشاد النفسى فعندما نبحث عن أسباب حدوث الطلاق بعد عشرة طويلة نجدها كثيرة ومتنوعة، ولكن لعل فى مقدمتها تغاضى الزوجة عن أشياء كثيرة وعيوب فى حياتها الزوجية والصبر على تلك العيوب والمشاكل طوال فترة الزواج، وذلك من أجل خوفها على مستقبل الأبناء، أو تتغاضى عن أشياء كثيرة تكون فى احتياج لها فى مقابل سعادة الأبناء، وهذا يعد خطأ كبيرا لأنه عند حدوث خلافات أو صدور سلوكيات من شريك الحياة لابد ان يلجأ الزوجان إلى البحث عن الحلول ومعالجة المشكلات التى قد تعترض حياتهم الأسرية بالحكمة والتفاهم وليس الصبر فقط وتحمل أشياء من الممكن الوصول إلى حلول لها حتى لا تتراكم ويصعب حلها بعد فوات الأوان.

كما أن وجود بعض الصفات التى يتصف بها أحد الزوجين مثل الشخصية شديدة العصبية وما لها من ردود أفعال انفعالية ومتسرعة تنعكس وتؤثر بشكل سلبى على الأسرة، أو رغبة أحدهم فى التحكم فى جميع الأمور باستمرار وبالتالى شعور الطرف الآخر بأنه ضحية ومجبر على الحياة، وهذا ما نراه بشكل واضح فى الشخص النرجسى فهى شخصية يصعب التعامل معها وكلما مضى العمر يزداد ويصعب التعامل معها بشكل كبير، وبالتالى تصبح الحياة مليئة بالخيبات والصدامات، وهناك أيضا من الأزواج من لا يحترم الآخر ويسعى للتقليل منه أو المقارنة السلبية المستمرة, وجميع هذه الأسباب أو بعضها تدفع فى نهاية المطاف لوقوع الطلاق المتأخر.

وتضيف استشارى العلاقات الأسرية انه على الرغم من هذه الأسباب التى ذكرناها التى تكون سبباً فى الانفصال فى عمر متأخر بعد سنوات من العشرة والتضحية، إلا أن الحياة بمرارتها وقساوتها أفضل كثيراً من التفكير فى الانفصال فى هذه المرحلة العمرية والتى يصعب فيها إقامه حياة جديدة سليمة إلا فى أندر الأحوال فالاحتياج خاصة فى هذه المرحلة من العمر لمشاركة الاهتمامات أو وجود شريك للمشاركة فى حد ذاتها شعور أساسى، لذلك يجب التفكير بعقلانية بشكل أكبر والنظر للمستقبل بعد 10 أعوام على سبيل المثال والتفكير فيما هى احتياجاتنا فى هذه المرحلة.

وتشير الدراسات النفسية إلى أن الأمر كثيرا ما يتعلق بشعور الفرد بالحرمان المتواصل من اشباع حاجاته العاطفية وشعوره بالتوتر والضيق وهو ما يجعل استمرار الحياة الزوجية مستحيلا, ففى السنوات الاخيرة زاد تقدير الفرد لسعادته الشخصية وبالتالى اصبحت رغبته اكبر فى تصحيح مسار حياته وتعويض ما فاته وكذلك طول فترة الحيرة والتردد فى اتخاذ قرار الانفصال كان القاسم المشترك بين الازواج المطلقين فى هذه السن فاستمرار الزواج لا يعنى بالضرورة استقراره او نجاحه, كما تقول د.نجلاء نبيل استشارى الصحة النفسية فطلاق زوجين دامت العشرة بينهما لسنوات طويلة يضعنا أمام علامات استفهام كثيرة وأسباب متعددة وقد يسبب صدمة للجميع، فقد يرجع ذلك لخلو الحياة الزوجية من أى مشاعر أو مودة او التعرض للأذى سواء كان جسديا أو نفسيا وقضاء سنوات من التحمل يصعب معها استكمال الحياة.

ومن جانب آخر فإن ظاهرة الطلاق فى المجتمع المصرى اختلفت كثيرا عن الماضى ولعل الذى ساهم فى ذلك بشكل كبير الدراما والسوشيال ميديا بكافة اشكالها وأصبح تقبل فكرة الانفصال والإقدام على الطلاق أكثر شيوعا, وأصبح البعض يتأثرون بتجارب الآخرين وتدفعهم لعدم ادراك أهميه الحياة الأسرية والتفكير فى الإنفصال وكثيرا ما تكون أحيانا الأسباب تافهة جدا. وانصح هنا بضرورة التفاهم حتى لا تتفكك الأسرة لأن الطلاق فى هذه المرحلة تبدأ معه مواجهة مشاكل أخرى مختلفة سواء فى الحياة أو مع الأبناء، صحيح أن هذه المرحلة تشهد التخفف من مسئوليات الاولاد سواء بالتخرج أو الزواج أو ما يطلق عليه «العش الفارغ» بخروج الابناء للحياة إلا أن الأم والأب ستظل لهم المرجعية الأساسية لأبناؤهم طوال حياتهم فكيف ينظرون لهم أبنائهم ويقدمون لهم النصيحة بالتخلى عن المشاكل وهم لم يفعلوا ذلك. ولابد من التفكير والتريث قبل اتخاذ مثل هذا القرار لما له من تبعات مؤثرة على الأسرة والأبناء والصحة النفسية والجسدية والتركيز فى محاولة تقريب وجهات النظر والوصول إلى هذه المرحلة معناه وجود تراكمات عميقة داخل العلاقة قد تنفجر فى أى وقت ولذلك لابد من العمل وبذل المجهود طوال سنوات الزواج لحل المشكلات وليس تأجيلها والتغاضى عنها مع الشعور بالاستياء وعدم الرضا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق