رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حرب أوكرانيا.. وضمان استمرار الهيمنة

محمد عبدالقادر

لعبت الولايات المتحدة دورا كبير، ليس فقط فى إشعال نيران الحرب فى أوكرانيا، بل وفى إطالة أمدها أيضا، من أجل ضمان تحقيقها العديد من المكاسب، وعلى رأسها استمرار بقائها القوة العظمى الوحيدة المهيمنة على المسرح العالمى.

ومنذ إعلان روسيا بدء عمليتها العسكرية الخاصة فى أوكرانيا أواخر فبراير 2022، سعت إدارة الرئيس جو بايدن إلى تقديم كل الدعم المادى والعسكرى اللازم للسلطات فى كييف «طالما تطلب الأمر ذلك»، تحت العنوان العريض: «منح أوكرانيا حق الدفاع عن أراضيها».

ووفقا لتقرير صادر عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى فى 16ديسمبر الماضى، فإن أوكرانيا أصبحت أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ بدء الحرب، مشيرا إلى أنها المرة الأولى التى تحتل فيها دولة أوروبية الصدارة، منذ أن وجهت إدارة هارى ترومان مساعدات لإعادة بناء أوروبا، من خلال خطة مارشال بعد الحرب العالمية الثانية.

وأوضح المجلس أن إدارة بايدن والكونجرس الأمريكى قدما خلال عام 2022، ما يقرب من 50مليار دولار من المساعدات لأوكرانيا، والتى تشمل الدعم الإنسانى والمالى والعسكرى، وفقا لمعهد «كيل» الألمانى للاقتصاد العالمى. وقد جاء تقرير المجلس قبل إعلان الكونجرس فى 21ديسمبر، الموافقة على حزمة دعم جديدة لأوكرانيا بـقيمة نحو 45مليون دولار، بما فى ذلك ما يقرب من 20مليار دولار لتسليح وتجهيز القوات الأوكرانية، وإعادة تعبئة مخازن وزارة الدفاع «البنتاجون»، التى يتم إرسال الأسلحة منها إلى كييف.

وإذا كانت هذه تكلفة ضمان استمرار الصمود الأوكرانى فى ميدان الحرب، والتى تبدو كما هى عليه باهظة جدا، فمن المؤكد أن تكون هناك مكاسب أكبر تجنيها أمريكا من وراء الأمر، وذلك بعيدا عن أرباح بيع الغاز إلى أوروبا بـ٤أضعاف سعره، أو الأموال المتدفقة نتيجة سيطرة شركاتها على سوق بيع السلاح، حيث إن المكسب الأكبر هنا هو استمرار إضعاف روسيا، أو بالأدق نظام الرئيس فلاديمير بوتين. وتحت عنوان «الولايات المتحدة تمتلك هدفا جديدا كبيرا فى أوكرانيا.. إضعاف روسيا»، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» - فى 26إبريل 2022 - عن وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن، بعد رحلة خاطفة أجراها إلى كييف وقتها، قوله للصحفيين إن: «الولايات المتحدة تريد أن ترى روسيا ضعيفة، وغير قادرة على التعافى بسرعة من الخسائر العسكرية الفادحة، التى تكبدتها خلال شهرين من الحرب».

من جهته، أكد مركز «أتلانتيك كاونسل» للأبحاث فى 10نوفمبر الماضى، أنه من الضرورى إدراك أن أفضل ما يخدم مصالح الولايات المتحدة هو إيقاف بوتين فى أوكرانيا، مشيرا إلى أن لأمريكا مصلحة حيوية فى أوروبا مستقرة وآمنة منذ أكثر من 70عاما، وهو ما سيعمل النصر الروسى فى الحرب الحالية على تهديدها, مما يستدعى دفع أمريكا بالمزيد من الموارد والقوة العسكرية. كما لفت المركز كذلك إلى أن دولا أخرى تراقب رد واشنطن على العدوان الروسى على أوكرانيا، فى الوقت الذى تشكل فيه الصين أكبر تحد استراتيجى يواجه الولايات المتحدة فى العقود القادمة، مشيرا إلى أنه إذا ما نجح بوتين فى أوكرانيا، فقد يشجع ذلك الرئيس شى جين بينج على تبنى موقف أكثر عدائية.

خلاصة الحديث، هى أن الولايات المتحدة عمدت إلى إشعال نيران الحرب، بعد تجاهلها ضمانات روسيا الأمنية، وتحذيراتها المتكررة من استمرار توسع حلف الأطلنطى «الناتو» شرقا فى اتجاه أراضيها، من ثم عملت على إطالة أمد الصراع عبر حزمات الدعم المادى والعسكرى المفتوح لمصلحة كييف، حتى ضمان استنزاف الجيش والاقتصاد الروسى، فى تكرار لما فعلته من قبل مع السوفييت فى أفغانستان، من ثم الخروج بهزيمة مماثلة تدفع للإطاحة بالرئيس بوتين، بما يعنيه من زيادة الحصار أكثر على الصين، وضرب فكرة إعادة صياغة النظام العالمى، والاتجاه نحو عالم متعدد الأقطاب، من ثم ضمان استمرار الهيمنة الأمريكية على العالم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق