رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أمريكا اللاتينية.. والتلاعب بـ «الفناء الخلفى»

ياسمين أسامة فرج
ترامب

«أمريكا اللاتينية هى الفناء الخلفى للولايات المتحدة»، تلك هى أبرز مبادئ «عقيدة مونرو»، التى مثلت حجر الزاوية للسياسة الخارجية الأمريكية على مدى عقود، والتى بموجبها عززت تدخلاتها فى شئون أمريكا الجنوبية خلال القرنين الماضيين، سواء بالغزو العسكرى أو من خلال تغيير الأنظمة الحاكمة، عبر دعم تحولات تستهدف استبدال الزعماء اليساريين بآخرين يمينيين أو أنظمة أخرى تضمن الولاء اللاتينى لواشنطن، والإبقاء على «الفناء الخلفى» مرتعا لأبناء العم سام.

وتعود التسمية إلى الرئيس الأمريكى جيمس مونرو، الرئيس الخامس للولايات المتحدة، والذى تبنى سياسة معارضة للاستعمار الأوروبى فى نصف الكرة الأرضية الغربى. ومع بروز أمريكا كقوة عظمى أواخر القرن التاسع عشر، بدأ استخدام عقيدة مونرو للتدخل اقتصاديا وسياسيا وعسكريا فى شئون الجيران الجنوبيين بهدف استغلال الموارد الطبيعية الخام للقارة اللاتينية، وتأمين مصالح واشنطن التجارية والحيوية فى تلك المنطقة إلى جانب مواجهة نفوذ «العدو السوفيتى» عقب الحرب العالمية الثانية، من خلال تقديم دعم لقوى لاتينية تميل إلى اليمين فى مواجهة قادة يساريين.

والأمثلة على التدخلات الأمريكية فى أمريكا اللاتينية عديدة، فمن أواخر القرن التاسع عشر وحتى الثلاثينيات من القرن الماضى، تدخلت الولايات المتحدة عسكريا فى كل من المكسيك وكوبا وهندوراس وبنما وهايتى وجمهورية الدومينيكان ونيكارجوا. ففى عام 1954، دعمت المخابرات الأمريكية الإطاحة برئيس جواتيمالا جاكوبو أربينز. كما دعمت عام 1964 انقلابا فى البرازيل أطاح بالرئيس

اليسارى جواو جولار. وفى السبعينيات، دعمت وأيدت أمريكا انقلابات فى كل من بوليفيا وتشيلى والأرجنتين.

أما بعد انتهاء الحرب الباردة، ومع بدء القرن الحادى والعشرين، قللت واشنطن من تدخلاتها العسكرية فى أمريكا اللاتينية، ولكنها احتفظت بنفوذ كبير فى نصف الكرة الأرضية الغربى.

وسرعان ما عادت العقيدة إلى الواجهة مرة أخرى مع وصول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الحكم ، والذى قال فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2019، إن «السياسة الرسمية لبلادنا منذ الرئيس مونرو تنص على رفضنا تدخل الدول الأجنبية فى هذا النصف من الكرة الأرضية». كما اعترف ترامب فى العام ذاته بخوان جوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، فى محاولة فاشلة للإطاحة بالرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو. وعاد الحديث عن النفوذ الأمريكى فى البرازيل مع رئاسة اليمينى المتطرف جايير بولسونارو الذى يوصف بأنه حليف ترامب، والذى سبق أن وصفه الرئيس اليسارى الحالى لولا دا سيلفا بأنه «النسخة الرخيصة من ترامب» فى البرازيل.

واليوم ومع تأجج الاضطرابات السياسية فى كل من البرازيل والبيرو، والأزمة الاقتصادية الخانقة التى تعيشها الأرجنتين ، يرى البعض أن تلك التوترات هى إرث عقود من التدخل الأمريكى فى المنطقة، بل إن رئيس بوليفيا السابق إيفو موراليس، اتهم الولايات المتحدة بتدبير انقلابات حالية فى أمريكا اللاتينية، وتحديدا فى كل من البرازيل والبيرو والأرجنتين.

واتهم موراليس الولايات المتحدة بأنها تقف وراء «الانقلاب القضائى ضد نائبة الرئيس الأرجنتينى كريستينا كيرشنر فى الشهرالماضى، ولاحقًا الانقلاب من قبل الكونجرس فى بيرو، ومحاولة الانقلاب فى البرازيل بأسلوب دونالد ترامب»، على حد تعبيره.

تصريحات موراليس تشير إلى سلسلة من الأحداث هزت الدول الثلاث فى الفترة الأخيرة، أولها إدانة رئيسة الأرجنتين السابقة ونائبة الرئيس الحالية كريستينا فرنانديز دى كيرشنر، بعد صدور حكم قضائى بسجنها مدة 6 سنوات بتهمة الاحتيال الإدارى، ثم الأحداث الدموية المؤسفة التى تشهدها حاليا بيرو من احتجاجات واسعة ضد عزل برلمان البلاد للرئيس اليسارى بيدرو كاستيو وتعيين نائبته خلفاً له، وصولا إلى ما حدث فى البرازيل من اقتحام أنصار بولسونارو لمقار السلطة الثلاثة فى البلاد، وحادثة شبيهة باقتحام مبنى الكونجرس الأمريكى، فى 6 يناير 2021، من قبل أنصار الرئيس السابق ترامب.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق