مشاعر افتقاد الوطن.. من نبايل إلى موديليانى

للفن قصص عديدة لكن لا يستقر منها إلا خطوط ومساحات امتدت لتجسد فكرة ما كانت تلح على صاحبها أو فلسفة او إلهام توحد لينتمى لأصابع ووجدان الفنان، هنا فقط يصبح للإبداع قيمة ورؤية تميزه وتنير مساحات فنية ببريق يلمع ويشع بصدق الرسائل الجمالية ويدهش المتلقى لعمل فنى غير مكرر، بل يحمل حكاية متفردة السرد والعناصر، انها قصة فنان مصرى يعيش فى سويسرا والذى يقيم حاليا معرضه فى جاليرى «ليوان» بالقاهرة ليقدم الفنان ياسر نبايل اعماله تحت عنوان «إلى موديليانى»

فى طرح يتأرجح فيه بين مشاعر افتقاد الوطن وتفاصيل الحياة اليومية وبين الامتزاج مع ثقافات وفنون الغرب وتراكم الثقافة والفكر، فتتكون لديه رؤية إبداعية تتأثر وتتشكل وفقا لمشاعره الإنسانية أو كتب قرأها أو مشاهد حياتيه أثرت فى تكوين رسومه القائمة على التجريب والتحديث، ونسج عوالم جديدة تضيف عنصر المفاجأة والتغيير ليحقق وجهة نظره بأن الفن وسيلة لكسر القوالب الجامدة بشكل مستمر، وكأنه جرس يحذر ويحفز المحيطين لما يحتويه من رؤى.

وقد اختار الفنان المصرى ان يكون عنوان معرض «إلى موديليانى» الفنان الإيطالى الشهير والذى عانى ظروفا مادية ومرضا فى أواخر القرن الثامن عشر، وقد وجد ضالته بدارسة الفن وتأثر بفنون عصر النهضة واستلهم من الفنون الإفريقية استطالة الوجوه والرقبة الشهيرة، وتأثر بالفنون المصرية القديمة بالعديد من الرسوم وشكل الوجوه والمنحوتات، كما أبدع فى فنون البورتريه ليرسم نفسه بصور خيالية متنوعة مثلما تأثر به الفنان ياسر نبايل ليرسم نفسه بالعديد من اللوحات ليضيف حالة اتحاد وانتماء بينه وبين افكاره ورؤيته المعبره بتشكيل ينقلك عبر مساحة فاصلة تتداخل من خلالها عناصر وأحداث من الواقع داخل عالم من خيال ورموز، لينتفى هناك عنصرا الزمان والمكان وتبقى حالة من المشاعر هى المسيطرة على لوحاته، ويستمر المعرض حتى ٩ من شهر فبراير المقبل.