رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

رجال الشرطة المصرية.. فِداء وبِناء

تحقيق - حسـنى كمـال -[ إشراف - خالد أحمد المطعنى]
أدوار متنوعة للشرطة المصرية لتحقيق الاستقرار

  • د. الغريب: المحافظة على الأمن تحقق الاستقرار والتنمية
  • د. رمضان: الدفاع عن الأوطان تطبيق لمقاصد الأديان

 

«رجال الشرطة المصرية.. فداء وبناء»، بهذه العبارة الموجزة يصف علماء الدين عمل وتضحية وجهد رجال الشرطة، فى المحافظة على الأمن، والإسهام فى رفع معدلات التنمية، موجهين لهم التحية والتهنئة فى عيدهم الذى يوافق 25 يناير من كل عام، مؤكدين أنهم «العيون الساهرة»، إلى جانب إخوانهم من القوات المسلحة، للدفاع عن مقدرات الوطن، ومواجهة الجريمة بكل صورها، مطالبين أفراد المجتمع بالتعاون مع رجال الشرطة البواسل للحفاظ على أمن وطننا الغالى، وتحقيق استقراره، وتقدمه.


د. عبدالغنى الغريب - د. محروس رمضان

الدكتور عبد الغنى الغريب، رئيس قسم العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، يقول: المحافظة على أمن الوطن تسهم فى تحقيق الاستقرار، ودفع عجلة التنمية، فهى ضرورة من ضرورات الحياة، فتحقيق الأمن مطلوب قبل التماس الرزق؛ لأن وجود الأمن سبب رئيس للرزق، ولا ينعم العبد برزق سوى فى ظلال الأمن، ويوضح أن الأمن منحة ربانية، ومنَّة إلهية، مربوطة بأسبابها ومقوماتها، وأنه من أسباب تحقيق الأمن فى الوطن، وجود جهاز شرطة يقوم أفراده على حماية الأشخاص والممتلكات، بل ربما يضحون بحياتهم فى سبيل ذلك، ضاربين أروع الأمثلة فى حماية الوطن، مؤكدين بأفعالهم أن حب الوطن ليس مجرد كلمات تُقال، أو شعارات تُرفع، وإنما هو سلوك وتضحيات.

ويضيف أن حب الوطن ساحة للعطاء، والتضحية لأجله بكل غال ونفيس، وقد قالوا: «إذا أردت أن تعرف وفاء الرجل، وأصالته، ونبله، وشهامته، فانظر إلى مدى ولائه لوطنه، وحُسن انتمائه له، وحنينه إليه، وعمله لأجله»، وهذا سبيل الشرفاء، والعظماء الأوفياء، فالوطنية الحقيقية فداء، وبناء، وعزة، وكرامة، وإباء، وشموخ، واعتزاز بالوطن اعتزازا لا تفريط فيه.

التضحية بالنفس

ويتابع د. الغريب قوله: شرطتنا الباسلة رفعت شعارا عمليا قوامه التضحية بالنفس من أجل حماية الوطن من أى خطر يتهدده، أو يقوض بنيانه، أو يزعزع أركانه، أو يروع مواطنيه، لذلك على أفراد المجتمع مسئولية التعاون مع رجال الشرطة فى كل ما من شأنه إنجاح مهمتهم، ومساعدتهم على تحقيق النجاح فى وظيفتهم التى أُنيطت بهم، من خلال الالتزام بتعليماتهم وتوجيهاتهم، والتبليغ الفورى عن الجرائم، والإدلاء بالشهادة الصادقة ضدّ المجرمين فى المحاكم، إذا استدعى الأمر ذلك، مع مساعدة أجهزة الأمن فى البحث عن المفقودين والهاربين من العدالة، وكذلك مساعدتهم فى مختلف الأعمال، كتنظيم المرور والتجمّعات، وأعمال النجدة، والاهتمام بالأحياء، وإظهار المزيد من الاحترام والتقدير لرجال الشرطة، والدعاء لهم بالتوفيق، والنجاح الدائم.

مواجهة الشر

فى سياق متصل، يرى الدكتور محروس رمضان حفظى، مدرس التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، أن رجال الشرطة، إلى جانب إخوانهم من القوات المسلحة، كل يوم، يقدمون أرواحهم فداء للوطن، وقد سقط منهم شهداء كثيرون، وهم يخوضون معركة نبيلة ضد أهل الشر والجماعات الإرهابية، التى لا تريد إلا الخراب والدمار للبلاد، ويوضح أن رجال الشرطة ورجال القوات المسلحة، ضربوا مثلا عمليا فى حب الوطن والدفاع عن ترابه بكل غال ونفيس، وقد بشرهم النبى، صلى الله عليه وسلم، فى حديثه الشريف، فقال: «عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ»، ويشير إلى أن محبة الأوطان والدفاع عنها تحقيق لمقاصد الأديان؛ لذا جعلَ العلماء الوطن إحدَى (الكليات الست) التى أوجبت جميع الشرائع المحافظة عليه، حتى ضربَ رسولُنَا، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أروعَ الأمثلةِ فى محبتِهِ وطنِهِ رغم ما تعرض له من المحن، والبلايا، ويتابع: علينا أن ننظر فى حال أى بقعة من أرجاء المعمورة، إذا نُزِعَ منها الأمن، وحلَّ الخوف.. ما مصيرها من الخراب والكساد فى شتى مجالات الحياة؟ محذرا من أن الإنسان قد تُفْتَح عليه أبواب الخير لكنه يفقد عنصر الأمن، فلا يهنأ ولا يستلذ بهذه النعمة، لذا عدَّ رسولنا، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، من يملك هذه النعمة قد حاز الخير كله، فقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «مَنْ أَصْبَحَ آمِنًا فِى سِرْبِهِ، مُعَافًى فِى جَسَدِهِ، عِنْدَهُ طَعَامُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بحذافيرِها»، ويضيف: نقول لمن يبث الشائعات المغرضة والأخبار الكاذبة: «أين الوفاء للأرض التى عشتم عليها، وأكلتم من خيراتها، وترعرعتم فى ترابها، واستظللتم تحت سمائها، وأين رد الجميل، ومجازاة حسن الصنيع، قال تعالى: «هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ»، فمهما يحاول هؤلاء وغيرهم ستظل بلدنا محفوظة بعناية الإله».

من جانبه، يؤكد الدكتور محمود الصاوى أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن رجال الشرطة المصرية، يقومون بأدوار متعددة ومتنوعة، فإلى جانب عملهم لتحقيق الأمن والحفاظ عليه، يقومون بأدوار إنسانية مختلفة، من خلال إسهاماتهم فى توزيع المساعدات، وتقديم الخدمات للمحتاجين، جنبا إلى جنب المؤسسات المدنية، مما يسهم فى الاستقرار الداخلى للمجتمع، بينما تقوم المؤسسة العسكرية بتأمين الحدود، والتصدى لأى اعتداء خارجى أو مساس بالدولة وسيادتها. ويشدد على أن الأمن بمختلف صوره وأشكاله شُعَبٌ متماسكة متداخلة يأخذ بعضها بيد البعض، فيصبح الأمن مفهوما شاملا، كما يقع على عاتق المؤسسات الشرطية العبء فى تنفيذ القانون، ومساعدة السلطة القضائية والنيابة فى تنفيذ الأحكام، فهى ذراع العدالة، كما أنها وسيلة مجتمعية مهمة لضبط السلوكيات العامة، والتصدى للمجرمين، واستتباب الأمن داخل المجتمع، ولا يقتصر دورها الخدمى على تأمين الجبهة الداخلية، بل لها إسهاماتها الدولية عبر التنسيق مع شبكة الإنتربول الدولى لملاحقة المجرمين حيثما كانوا، ومطاردة شبكات الجريمة: محليا وإقليميا ودوليا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق