ابتسامة رضا

لأنها لا تتابع أسعار الدولار، ولا تجلس خلف شاشة المحمول، لتعانى جرعات الاكتئاب اليومى على الـ»سوشيال ميديا»، فلذلك تجد وجهها دائما تنيره ابتسامة رضا وتوكل على الله. تحدثها عن الغلاء فتحدثك عن رب كريم رزاق.. حالة من البهجة تمنح كل من يتأملها طاقة إيجابية، وأمل فى غد أفضل.

وبينما تغرق الغالبية العظمى فى سجالات ودوامات غالبا تنتهى فور السخرية وإطلاق النكات، يتركون لها المسألة كلها، كى "تتصرف». ولأنها أستاذة اقتصاد، يقف التاريخ احتراما لها على براعتها فى تدبير أمورها، تتلقى الأمور بابتسامة رضا، واستعانة بالله، وتذكر نفسها ومن حولها بأنه "ياما دقت على الراس طبول" و"اللى عدى اللى فات يعدى اللى جاي».. فمن أين تأتى المرأة المصرية بكل هذا الصبر وطول البال؟!.

على الفور، تحسب حسبتها، وتختار ما يمكن الاستغناء عنه، وتلجأ إلى وصفات مبتكرة للتوفير.. ما يمكن صنعه فى المنزل لماذا نشتريه من الخارج؟!، و كل ما له بديل أوفر لا مانع من اللجوء إليه .

وهكذا، تسير الأمور ببركة دعاها وثباتها فى الأزمات، بل تحكى كيف كانت الجدات "واعيات" لمثل هذه الظروف.. توفير وتدبير وفوق هذا كله كانت تخرج من تحت أيديهن أجيال يشهد الجميع بحسن تربيتهم.

وفوق هذا وذاك هى ليست ربة منزل فقط، بل تسبق يدها يد الرجل فى كل مجال عمل تخرج إليه، وتصنع خارج المنزل ملحمة أخرى لا تقل عن تلك التى صنعتها بداخله.

على أكتاف مثل هؤلاء السيدات تبنى الأوطان.