رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تدريب على النقاش الإيجابى
الخلافات الزوجية أمام الأبناء.. مفيدة أحيانا!

ولاء يوسف
الخلافات الزوجية

الخلافات الزوجية لها تأثير مدمر على الابناء، والتنشئة بين أبوين متحابين هى أفضل ما يمكن أن يقدمه الآباء لابنائهم، هذه هى التوصيات التى يكررها المتخصصون ليل نهار، لكن السؤال الذى يطرح نفسه هل يجب أن يخفى الآباء خلافاتهم تماما عن ابنائهم ولا يظهروها امامهم أبدا، وهل يجب إشراكهم فى ادارة هذه الخلافات، وهل من الممكن أن يكون لخلافات الابوين تأثير جيد على الابناء.؟

يؤكد د. على النبوى أستاذ الطب النفسى جامعة الأزهر عن هذه التساؤلات أن إظهار جانب من الخلافات قد يكون له تأثير جيد ولكن بشروط، فكما يرى الأبناء لحظات الود بين الزوجين (الأب والأم) ،لابد أن يروا النقاش الخلافى الناضج أيضا بين الزوجين، فمن يظهر الخلاف أمام الأبناء ويخفى لحظات الود هو مخطئ، ومن يظهر السعادة ويخفى الخلاف هو مخطئ أيضا، لأن الحياة ماهى إلا خلافات واختلافات ولحظات متغيرة وهذا هو أعظم درس نعلمه لأبنائنا، لان ذلك يساعد فى تطور وتنمية شخصيتهم وتدريبهم على التفاوض والاختلاف والنقاش وإبداء الرأى وإدارة الخلاف بأسلوب صحيح، فهو مهم جدا وليس ضارا ولكن بشرط ان يتم بشكل منضبط ليس فيه تجريح أو تنمر، أو ألفاظ فجة أو سلوكيات عنيفة، فبذلك تكون قد أعطيت درسا لأولادك على طريقة التعامل والرد على الانتقادات والدفاع عن الرآي. وهناك تساؤل مهم، فهل نشأة الطفل بين زوجين متحابين سيضمن انه طفل سوى، وهل اذا نشأ بين أبوين بينهما مشكلات سيشب بالضرورة طفلا غير سوي؟

والإجابة - كما يوضح استاذ الطب النفسي- انه لا يوجد مقياس حقيقى لذلك، فهناك من الأبناء من نشأ فى جو هادئ ومع ذلك ينحرف أو تظهر فى سلوكياته أشياء مرضية وإنحرافات سلوكية مثل الإدمان أو الكذب أو السرقة، ومنهم من ينشأ بين زوجين طوال الوقت شجار وخلاف وقد يكون على العكس تماما، ولكنها ليست قاعدة، والأصل أن يكون التوافق الى الاختلافات بين الزوجين بنسبة 30 - 70 لأنه من الصعب أن يتوافق شخص مع الآخر بدرجة مطلقة لأن الإنسان أحيانا يتناقض مع نفسه، فنفس الشخص الذى يحب الهدوء فى لحظات هو نفس الشخص الهادى يكون عصبيا فى أوقات أخري. المهم ان يتوصل الزوجان إلى طريقة لإدارة خلافاتها بصورة متحضرة فهو درس للابناء فى احتمال الحياة الزوجية مستقبلا وعدم تكوين صورة خيالية عن زوجين لا يتعاركان أبدا ولا يختلفان على الاطلاق بل يجب أن يعرف الابناء أن الحياة الزوجية تحتاج إلى مرونة فى التعامل

ولكن هل يمكن إشراك الأبناء أو السماح بتدخلهم للصلح أو رأب الصدع بين الزوجين، ويوضح د. محمد مجدى سليمان أخصائى الطب النفسى ذلك يعتمد على سن الأبناء ونوع المشكلة - مع بعض التحفظات، فكلما كانت سن الطفل كبيرة يعتمد عليه، مع ملاحظة عدم تشويه الطرف الآخر، وعلى سبيل المثال فالمشكلات المادية يجب التحدث فيها مع الأولاد، ولكن هناك حالات لا يمكن التحدث فيها كالخيانة أو المشكلات الأخلاقية خاصة مع البنت.كما يفضل فى جميع الأحوال أن يبعدوا الأبناء عن المشكلات ويمكن اللجوء إلى الجد أو الجدة، وهناك خطأ تقع فيه الأم وهو إسقاط المشكلة على الأطفال وتشويه صورة الأب أمامهم، ويجب ألا يلجأ أى من الطرفين إلى محاولة استقطاب الابن أو البنت لأن ذلك له تأثير خطير عليهم قد يصل إلى حد الإيذاء الجسدى او قضم الاظافر أو التبول اللاإرادى أوكره أحد الوالدين على حساب الآخر وهنا تنعدم ثقة الولد بنفسه ولا توجد لديه مناعة شخصية وتتكون لديه مشاعر سلبية للوالدين، كما أن هناك تأثيرات أخرى بالسلب على الأبناء مثل رفض الشباب والبنات الزواج رفضا تاما لانهم يرون الأب والأم فى مشكلات مستمرة، فاذا كانت هناك مشكلة بين الابن وابيه أو الابن ووالدته فعندما يكبر ويتزوج سيكون أمامه خياران أن يكون نسخة طبق الأصل من الأم أو العكس تماما، ولذلك يجب أن يظهر الأب والأم أمام أطفالهما بروح الفريق حتى فى أوقات الخلاف ويحرصا على حل مشكلاتهما بالتفكير وعرض وجهات النظر لينشأ الطفل وهو مدرك إلى أن حل المشكلات يحتاج إلى تعاون مشترك من الجانبين ويتدرب على طرق إدارة ما بعد الخلاف والزعل، ويجب ان يستمع كل طرف منهما للآخر ويستوعب وجهة نظره ليعطى للابناء درسا عمليا فى احترام وجهة نظر الطرف الآخر، فالمشكلة قد لا تكون فى الخلاف ولكن فى الطريقة نفسها، فالاطفال فى حاجة الى تعلم كيفية الجدال أو بالأحرى «الجدال المدروس» وكما تنصح الدراسات النفسية فيجب ان يتجنب الابوان أى طريقة تجعل الطفل يشعر بعدم الأمان أو بأنه مهدد، فعندما يتعرض الاطفال للتهديد على المستوى العاطفى فأنهم يظهرون زيادة فى الأعراض السلبية مثل الاكتئاب أو القلق أو العدوانية ويحدث ذلك عندما تقع معارك لفظية او عدائية شديدة او مشاحنات جسدية أو حتى معاملة صامتة، ولذلك فالخلافات العلنية قد تكون مفيدة أحيانا ولكن وفق معايير محددة، فلا مانع من الجدال امام الابناء لبعض الوقت ولكن نوع الجدال وطريقة المناقشة والرسالة والمشاعر التى تنقلها للأبناء تصنع فارقا كبيرا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق