رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جريمة خارج الحدود
جريمة المراهقات فى شوارع تورنتو

يسرا الشرقاوى
المجنى عليه

أيمكن أن يحدث أبشع من ذلك؟ دوما يتردد هذا التساؤل كلما وقعت جريمة تقشعر لها الأبدان وتصيب محيطها بصدمة حقيقية. ولكن كلما طرح هذا التساؤل، كلما جاءت الأحداث بإجابات تؤكد أنه على الدوام، يمكن وقوع ما هو أبشع وما يثير صدمات أعظم. هكذا هى أحوال الجريمة حول العالم. ولا أدل على ذلك مما جرى مؤخرا فى تورنتو الكندية للمغدور به كين- لى ، الذى انتهت حياته فى واحدة من أشد ليالى ديسمبر المنصرم برودة.

عثر على جثمان «لي» (59 عاما) غارقا فى بركة من الدماء ومثخنا بالجراح التى لم تترك موضعا فى جسده النحيل إلا وبلغته. تم نقله إلى المستشفى مصارعا سطوة الموت، ليهزم أمامها شر هزيمة نهاية الأمر ويموت.

نهايته المحزنة تشابهت مع أحوال حياته المحزنة أيضا، فقد عاش «لي» أواخر أيامه فى منزل إيواء للمشردين، بعد أن تدهورت أوضاع حياته من سيئ إلى أسوأ. ولكن هذه الأوضاع المتدهورة لم تنل من نقاء شخصه، فقد كان يعرف فى دار الإيواء وبين محيطه من المشردين والقائمين على إدارة أحوالهم بأنه من أكثر الناس رقة وتعاطفا ودعما لغيره.

ولكنها الحياة لا تقسو إلا على الأشد لينا. فالرجل كان يسير فى واحدة من الطرقات المؤدية إلى ملهى ليلى شهير فى تورنتو، دون أن يكون قاصدا له. كل ذنبه أنه كان يحمل بين يديه زجاجة تحوى مشروبا كحوليا، وأن الأقدار ساقته سوقا فى طريق مجموعة من المراهقات لا يزيد عددهن على ثمانية وتتراوح أعمارهن بين 13 و16 عاما.

لم تكن الصغيرات عبارة عن عصابة مثلا، بل لم يسبق لهن اللقاء. فقد تعارفن أولا عبر «الإنترنت» واتفقن على اللقاء فى ليلة 18 ديسمبر، بغرض التعارف والتسلي. أعمارهن الصغيرة حالت دون السماح بدخولهن الملهى الواقع فى مسار الضحية «لي». فبدأن فى التسكع حوله غاضبات، لتسقط أعينهن على الرجل المسالم يحمل زجاجة الكحول. تحلقن حوله، وبدأن فى كيل الطعنات له، سعيا وراء الزجاجة. وبالفعل حصلن عليها بعد أن سقط صاحبها على أثر الجراح التى غلفت جسده.

تقارير الشرطة تكشف أن الليلة ذاتها شهدت وقائع عنف متفرقة فى نفس المحيط الذى شهد مقتل الضحية. واتفق الشهود جميعا على مسئولية مجموعة من المراهقات عن تلك الوقائع، وإن لم تحسم الشرطة إذا كانت قاتلات كين لى هن المسئولات عن مجمل الوقائع أم لا.

ولكن الأكيد أن المراهقات الغاضبات كن وراء مقتل لى المسالم الذى بات رمزا جديدا لإعادة فتح النقاش حول سبل حماية المشردين فى شوارع كندا من تزايد معدلات العنف والإساءة التى تلحق بهم. قضية قائمة منذ أعوام، وكان يمكن لها أن يعاد طرحها دون إراقة دماء لي. ولكنها الأقدار أرادت إطلاق صرخة مؤثرة، وقد كان.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق