رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

العودة لأجواء ما قبل الحرب الأهلية

سارة عبدالعليم
مجلس النواب الأمريكى - الكونجرس

دراما سياسية تعيشها الولايات المتحدة بعد ١٥ جولة تصويت حاول خلالها النواب الجمهوريين بمجلس النواب الأمريكى انتخاب رئيسا للمجلس. فبعد أن حقق الجمهوريون أغلبية طفيفة فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، بالكاد تمكنوا من انتخاب كيفين مكارثى رئيسا لمجلس النواب وسط أجواء من الانقسام الداخلى بين صفوف الحزب الجمهورى تنذر بحالة من الفوضى العارمة تنتظر الكونجرس الأمريكى على مدار العامين المقبلين، حيث يبدو أن التاريخ يعيد نفسه.

وأوضحت شبكة «سى إن إن «الإخبارية الأمريكية فى تقرير لها أن هذه ليست المرة الأولى فى تاريخ الولايات المتحدة الذى تشهد فيه مثل هذا الانقسام، أو عدم توافق بين نواب الحزب الواحد لانتخاب زعيم لهم. ففي١٩٢٣ - أى قبل قرن من الزمن- اضطر نواب الكونجرس لعقد ٩ جولات من التصويت لانتخاب الجمهورى فريدريك جيليت رئيسا لهم، بعد جولات مشابهة من الانقسامات الداخلية فى الحزب الجمهورى. وفى القرن الـ19، وتحديدا فى عام ١٨٥٩، شهد الكونجرس أسوأ انقسامات فى تاريخه. ولم ينجح فى انتخاب رئيس له سوى بعد 44 جولة تصويت، فى أطول عملية انتخابية لرئيس الكونجرس على الإطلاق، حيث كانت العبودية أكبر قضية خلافية فى ذلك الحين، وعجز الديمقراطيون فى هذا الوقت عن احتواء خلافاتهم. وأحدث الانقسام آنذاك زلزالا سياسيا أمريكيا من العيار الثقيل اندلعت على إثره الحرب الأهلية الأمريكية (١٨٦١- ١٨٦٥) . وتشير (سى إن إن) إلى أن الجمهوريين فشلوا فى تقييم المناخ السياسى للمرحلة الحالية فى ظل ما تشهده الولايات المتحدة من ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة وتكاليف المعيشة بشكل عام. ولم يدركوا حتى نقاط ضعفهم التى حققت لهم أغلبية ضئيلة فى انتخابات نوفمبر الماضى. وعناء مكارثى فى الحصول على أصوات رفاقه الجمهوريين تؤكد أنه سيبقى فوق صفيح ساخن. وما يبعث على القلق حاليا هو أن الانقسام داخل الحزب الجمهورى إنما يعكس حالة من الانقسام السياسى فى المجتمع الأمريكى كله. ما حدث من الغوغاء فى انتخابات عام ٢٠٢٠ ورفض أحد المرشحين الاعتراف بنتائجها واقتحام أنصار ترامب مبنى الكابيتول فى ٦ يناير ٢٠٢١ ، كل هذه المشاهد غير الاعتيادية خلقت أجواء صدامية فى المشهد السياسى الأمريكى العام. وذلك الانقسام الذى سيكون له تداعيات مستقبلية ستتمثل حتما فى تراجع الأداء السياسى للحزب الجمهورى فى مواجهة الديمقراطيين. و سينعكس بالطبع على ماراثون انتخابات 2024 وسيضر بالمصالح العامة للأمريكيين وينذر بانقسام حاد داخل مؤسسات الحكومة الأمريكية.

الحرب التى خاضها مكارثى من أجل تأمين أصوات الجمهوريين لانتخابه تؤكد أن الانقسامات الجمهورية حاليا تتلخص فى المؤيدين والمعارضين لسياسات الرئيس السابق دونالد ترامب. ورغم أنه لم يتم تحديد أسماء المرشحين النهائيين لخوض انتخابات ٢٠٢٤ إلا أن الملامح السياسية الضبابية للمشهد الانتخابى المقبل قد بدأت تتضح.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق