رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«لعنة ترامب» تطارد الجمهوريين

أمنية نصر

15 جولة تصويت وتنازلات غير مسبوقة، احتاجها كيفن مكارثى للفوز برئاسة مجلس النواب خلفاً لنانسى بيلوسى. رحلة مكارثى الصعبة لتحقيق حلمه خلال الجلسات، التى كان من المفترض أن تكون إجراء شكليا ليس إلا، كشفت عن التصدعات الرهيبة والمشكلات المتراكمة داخل الحزب الجمهورى نفسه، والانقسامات التى خلفها ترامب بين أعضاء المعسكر الجمهورى، حتى بين أكثر المؤيدين لحركته السياسية «اجعلوا أمريكا عظيمة مجددا»، وذلك فى وقت شديد الحساسية، حيث يحارب ترامب للفوز بترشح الحزب لمنصب الرئاسة مرة أخرى، ولم يفقد الأمل رغم العوائق الكثيرة.

فتعثر مكارثى سلط الضوء على ترامب، الذى لطالما صور نفسه على أنه صانع الصفقات النهائية. ونقلت شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية عن أحد المستشارين فى الحزب والمسئول السابق فى حملة ترامب قوله:» إن الرئيس السابق لا يتمتع بنفس النفوذ أو القوة التى يعتقد أنه يمتلكها».

وبالرغم من نجاح مكارثى فى الحصول على المنصب، فإن عملية التصويت الصعبة تؤشر لحجم الصعوبات، التى تنتظر عملية تسمية الحزب لمرشحه فى نهاية الربيع المقبل ليخوض الانتخابات التمهيدية للرئاسة. ويرى بعض أعضاء الحزب أنه ورطهم فى العديد من الأزمات التى نالت من ثقة الأمريكيين وهزت صورة الحزب بشكل كبير. ومن المرجح أن يتقدم هؤلاء الأعضاء الرافضون لسياساته ويشعرون بالحنين لأيام الحزب السابقة، إما بالدفع بأنفسهم أو دعم جيل جديد من الجمهوريين كمرشحين محتملين وبالتالى قيادة الحزب.

أيضاً، فضح التحدى العلنى النادر للجمهوريين المحافظين لتوجيهات ونداءات ترامب بضرورة دعم مكارثى عن وجود فراغ فى قيادة الحزب مع عدم وجود خطة واضحة لتوحيده وتوجيهه. وهنا يرجع المحللون السياسيون الخلل، الذى يعانى منه الحزب فى الوقت الحالى، إلى التفافه حول سياسات ترامب المتهورة. وبالتالى، فإن الصعوبات التى واجهت عملية التصويت لمكارثى تطرح أسئلة حول ما إذاً كان العام الحالى، هو العام الذى ستنكسر فيه «تعويذة ترامب» السحرية لسلب الحزب الجمهوري؟ فعلى مدار العام الماضى كثرت التلميحات عن تراجع شعبية الرئيس السابق بشكل كبير، بداية من مسيرة أريزونا فى يناير العام الماضى، التى اختارت وسائل الإعلام تجاهلها، تلاه الانتقادات الجمهورية العلنية بسبب رهاناته الخاطئة فى انتخابات التجديد النصفى فى نوفمبر الماضى، والتى تعهد خلالها ترامب بأن تكون موجة حمراء تعيد مجد الجمهوريين، خصوصاً رهانه على المرشح محمد أوز، الذى خسر السباق فى ولاية بنسلفانيا، مروراً بمداهمة مكتب التحقيقات الفيدرالى لمنتجع «مارالاجو» الفاخر، وهو الحدث الذى حاول ترامب استغلاله ليظهر نفسه بصورة الضحية. هناك أيضاً التأثير السلبى، الذى خلفته جلسات لجنة أحداث السادس من يناير (اقتحام الكابيتول)، التى بالتأكيد غيرت العديد من الآراء بشكل بشأن ترامب، وانتهت بالتصويت بالموافقة على إحالة ترامب للمحكمة الجنائية فى آخر يوم عمل من عام 2022.

إجمالاً، كان العام الماضى مروعاً بالنسبة لدونالد ترامب، وليس هناك أى مؤشرات تلوح فى الأفق تعطى أسباباً وجيهة للاعتقاد بأن العام الحالى سيكون أفضل. فبالرغم من البعض يعتبره المرشح الأوفر حظاً فقد ظهر اسم جون ديسانتس كمرشح محتمل للحزب وتفوق على ترامب فى استطلاعات الرأى فى ولاية «نيو هامبشاير» لأول مرة، كما حول إيلون ماسك الانتباه عن ترامب بتحركاته الاقتصادية المثيرة، إذن لا شيء رأيناه فى العام الماضى يشير إلى أن لديه نفس الطاقة أو السحر للاستمرار بنفس القوة والهيمنة على الحزب أو حتى الإفلات من أى مساءلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق