رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الألعاب التعليمية .. مفاتيح تنمية إبداع الأطفال

راندا يحيى يوسف
المهندس يوسف المرصفى فى إحدى الورش - تصوير حسن عمار

اللعب نشاط فطرى يمارسه الطفل منذ الأشهر الأولى وفى السنوات الأخيرة شاع مصطلح التعلم باللعب لكنه يبقى مفهوما غامضا وملتبسا بالنسبة للعديد من أولياء الأمور، فهل هو ترك الطفل يلهو كما يشاء وقتما يشاء أم انه يتضمن نوعا من التوجيه واختيار لعبة الطفل لتوصيل رسالة معينة أو فكرة ما, لكن مفهوم التعلم باللعب مفهوم أشمل وأعم حتى إنه أصبح جزءا من استراتيجيات التعليم الحديثة.

الألعاب التعليمية أصبحت جزءا من المناهج لما لها من دور كبير فى تنمية قدرات الطفل وتعزيز مهاراته وسهولة فهم المعلومات واستيعابها وتتعدد أنواع الألعاب التعليمية ومن أسهلها وأبسطها لعبة الميكانو التقليدية التى طورها المهندس يوسف المرصفى أحد المعماريين البارزين وحصل عنها على جائزة الاتحاد العام للآثار بين العرب عام 2020 لتتحول من مجرد لعبة تقليدية إلى وسيلة لدراسة التاريخ وتنمية وعى الطفل الحضارى والأثرى ومن خلال مشاركته فى تنظيم الورش التفاعلية للأطفال ويؤكد أن المشاركة فى بناء الكيانات والمبانى الأثرية عن طريقة قطع الميكانو يحقق نتائج مبهرة معهم فى دراسة التاريخ ويجعلهم كما لو كانوا يعيشون الأحداث التاريخية ويتعلمون حضارتهم بدون تلقين.


ويشرح المهندس يوسف ان الميكانو أداة قيمة ليتعلم منها الأطفال فنون العمارة وتاريخ الحضارات وهم يلهون، مثل مجسم يحكى قصة معبد فرعونى وآخر يتحدث عن متحف الحضارات أو قصة الأهرامات العريقة، وجامع محمد على او غيرها من المبانى التاريخية، ومن ثم يجد الطفل نفسه وكأنه يعيش الحدث نفسه وتتعلق بذهنه التجربة مدى الحياة ، فضلاً عن تنمية روح الابتكار وملكة الخيال فيه، لذلك يؤكد ان تجربة التعلم من خلال اللعب تعتبر من الأفكار التى تستحق الاهتمام والتعميم فى أنشطة المدارس والمكتبات، فبالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية ولقطات الفيديو التى يتم التقاطها للأطفال، سيظلون يذكرون عبر السنين تلك اللحظات المميزة التى صنعوا فيها بأيديهم كيانا خاصا بهم وستكون دافعا لهم لتكرار التجربة فى مراحل عمرية أخرى ولا تقتصر الالعاب التعليمية على دراسة التاريخ بالطبع، لكنها تتفرع الى جميع العلوم ومنها التنافسية والعقلية والبدنية والعاب المحاكاة والمجسمات والعروض الرقمية والتفاعلية داخل الفصل الدراسى، وبشىء من التفضيل توضح د.شيرين أحمد الباحثة فى علم النفس التربوى بمعهد البحوث التربوية أن إستراتيجية التعلم باللعب تخدم هدف التعلم بنسبة 100% بناءً على عدة خبرات وتجارب، فتعد إستراتيجية التعلم باللعب هى طريقة فعالة لدفع الطلاب لتعلم المزيد من المهارات، مما يسمح لهم بالتعلم من خلال التجريب وممارسة السلوكيات وعمليات التفكير التى يمكن نقلها بسهولة بعد ذلك من البيئة المحاكاة إلى الحياة الواقعية، لافتا إلى أهمية تطبيق إستراتيجية التعلم باللعب للطلاب فى ظل التحديث المستمر لعملية التعلم وتحديث المناهج الدراسية ، فكان لابد من البحث عن حلول للحفاظ على تفاعل الطلاب والتأكد من أنهم يتعلمون كيف يكونون نقديين وواثقين ومبدعين. وهى القدرات التى سيحتاجون إليها للنجاح فى عالم العمل اليومى مستقبلاََ .


وتضيف أن أحد هذه الحلول هو تطبيق إستراتيجية التعلم باللعب ، فهذا النهج فى المناهج والتدريس مناسب بشكل خاص للاستفادة الكاملة من فوائد المناهج الرقمية، حيث إن المفهوم الأساسى وراء التعلم باللعب هو التدريس من خلال التكرار والفشل فى سبيل تحقيق الأهداف. فألعاب الفيديو مبنية على هذا المبدأ على سبيل المثال يبدأ اللاعب ببطء ويكتسب المهارة حتى يتمكن من التنقل بمهارة فى أصعب المستويات، ويمكن تطبيق هذا المفهوم من خلال كافة الألعاب، سواء اليدوية أو الالكترونية، المهم ان يتم التخطيط لها ويتم تصميمها جيدًا بحيث يتخللها مستويات صعوبة كافية لتحفيز التفكير بينما تظل سهلة بما يكفى ليفوز بها اللاعب فى النهاية ، وبالمثل يأخذ التعلم باللعب نفس المفهوم ويطبقه فى تدريس المناهج الدراسية. فيعمل الطلاب نحو هدف ما، ويختارون الإجراءات ويختبرون عواقب تلك الإجراءات ويتعلمون ويمارسون بنشاط الطريقة الصحيحة للقيام بالأشياء والنتيجة هى التعلم النشط بدلا من التعلم التقليدى.

كما أن التعلم باللعب يغير نمط تعلم الأطفال وهذا النهج التعليمى وفقا للدكتورة شيرين يتعلق بتغيير نهج الطلاب، تجاه التعلم ونهج التعلم تجاه الطلاب فالهدف هو أن يستمتع الطلاب بعملية التعلم نفسها، وعندما يتعلم الطالب من خلال تطبيق استراتيجية يكتسبون ملكية أكبر للمادة، مما يحسن عملية الاستيعاب، فمزيج من الأساليب المختلفة والتعلم القائم على الهدف يعالج جميع أنماط التعلم فى نفس الوقت بغض النظر عن أسلوب التعلم الأساسى أو الثانوى أو العالى للطالب ، فيمكن للعبة أن تتناوله بكل سهولة. ويمكن للألعاب أيضًا دمج مواضيع متعددة فى لعبة واحدة، مما يؤدى إلى إنشاء أداة تعليمية متعددة الاستخدامات، كما توفر الألعاب التعليمية أيضًا للطلاب بيئة آمنة للفشل فقد يكون من الصعب على الطلاب خاصة المراهقين أن يفشلوا فى الأماكن العامة مثل الفصل الدراسى ولكن تمنحهم الألعاب فرصة لتجربة أشياء جديدة. وإذا فشلوا فى بيئة اللعبة فيمكنهم ببساطة المحاولة مرة أخرى والتعلم من أخطائهم. فبدلاً من التعليم القائم على الحفظ عن ظهر قلب، يتعلم الطلاب من خلال التجريب والتكرار والخطأ.


إضافة إلى ذلك يوضح الدكتور عاطف المهدى أستاذ التربية بجامعة حلوان عدة أساليب يمكن تطبيقها بشكل أو آخر لتعزيز ثقافة التعلم عن طريق اللعب ، منها على سبيل المثال أن اغلب الألعاب المعروفة تقدم عناصر خيالية تُشرك الطلاب فى نشاط تعلمها من خلال قصة، وعندما يلعب الطفل لعبة، يتم تحفيز الفضول والخيال إلى درجة القيام بذلك دون حتى ملاحظة عناصر التعلم ، وعلاوة على ذلك من أجل حل اللعبة يتعين على الطلاب تذكر جوانب معينة وحفظ بعض التسلسلات، أو تتبع العناصر السردية وهذا يحسن الحفظ بشكل كبير، وهذا قد لا يتناسب مع الكثير من الأطفال، وهنا يمكن التحفيز عن طريق المكافآت الفورية للاعبين أو المتعلمين، مما يبقيهم مستثمرين ويحفزهم على الاستمرار فى عملية التعلم بسبب النتائج السريعة التى يحصلون عليها.

فيمكن أن تكون المكافآت بسيطة، مثل السماح للطلاب بمعرفة أنهم على صواب، أو يمكن أن تكون نقاطًا أو تعليقات وصفية لتوسيع معارفهم.

ومن أجل إنشاء لعبة تعليمية حقيقية، يحتاج المعلم إلى التأكد من أن تعلم المواد ضرورى لتسجيل النتائج وتحقيق الفوز، ويلفت د.عاطف ان التجربة أثبتت أن فئة الاطفال الصغار يفضلون استخدام لوحة الألعاب أو لوحة المفاتيح و«الماوس» لتشغيل اللعبة ، حيث يمكن أن يساعد ذلك فى تطوير التنسيق بين اليد والعين لأنه يتعين عليهم النظر إلى المشهد على الشاشة أثناء استخدام أيديهم للتحكم فى الحركة.


رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق