رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

بلانشيت.. تفاجئ العالم بأوركسترا «تار»

سيد محمود
كيت بلانشت فى شخصية « ليديا تار»

عاشت السينما العالمية أفضل حالاتها، فى عام 2022، إذ برزت أفلام ونجوم قدموا أعمالا قد تكشف عن قيمتها الحقيقية فى جوائز الأوسكار التى يتم الاقتراع النهائى عليها فى الأسبوع الأول من مارس المقبل، وقبلها سيأتى تصنيف جوائز النقاد الأمريكية بلوس أنجلوس.

الكلام هنا ليس عمن سيكون سعيد الحظ بالحصول على جوائز أفضل ممثل، وأفضل ممثلة فى السينما العالمية، ولكن عن ممثلة برعت فى فيلمها الأخير الذى يحمل ثلاثة حروف تجسد اسم الشخصية التى تقدمها فى الفيلم «tar»، وهى النجمة «كيت بلانشيت»، التى رُشحت للأوسكار ست مرات، وفازت مرتين.

يعرف كثير من المصريين «بلانشيت» منذ أن ظهرت كومبارس فى فيلم «كابوريا» مع أحمد زكى تُعد من أهم نجمات السينما العالمية، وحضورها دائم سواء فى المسرح، أو الأعمال التليفزيونية، أو التحريك؛ إذ تمثل بصوتها فى كثير من الأعمال.. ويأتى فيلمها «تار» كعلامة مميزة فى مسيرتها الطويلة.

«بلانشيت» أم لأربعة أبناء، وممثلة، ومنتجة، ومخرجة، حازت عشرات الجوائز من مهرجانات عالمية، وعندما تمثل تمارس هوايتها فى اللعب مع الكاميرا، وهذا ما يصف حالتها، وهى تقدم للمشاهدين شخصية «Lydia Tár«، أول سيدة تقود أوركسترا وتلحن، وتعد من علامات السيمفونيات العالمية كسيدة ألمانية ذاع صيتها فى العالم كله.

طبعا ليس هناك مجال للمقارنة بين ما تقوم به تلك الممثلة التى قدمت للمسرح قبل السينما أدوارا تُصنف فيها كأفضل ممثلة أسترالية، فهى خريجة المعهد الوطنى للفنون المسرحية ،  ومن ثم كانت بدايتها المسرح، ثم أخرجت، ومثلت للسينما.. ملامحها وتكوينها النحيف وابتسامتها كلها تصنع منها سيدة مختلفة، تصف نفسها بأنها طفلة تعيش حالتين «منفتحة وخجولة»، ومن يشاهدها فى تمثيل شخصية معروفة للألمان والنمساويين خاصة، والعالم عامة، يعتقد أنها عاشت مع تلك السيدة التى عاشت  فى زمن غير زمنها.
أراد المخرج «توب فيلد» أن يقدم لنا كل تناقضات المرأة فى شخصية «تار» التى عاشتها ببراعة «كيت».. فهى كل شيء فى سيدة تبدو كأنها أقوى من كل الرجال، لكنها أضعف من كل النساء.
 يقدمها فى البداية عنفوانية الموهبة، موسوسة بعض الشىء، لكننا نراها فى حوار مع مقدم البرامج «آدم»، يستمر قرابة خمس دقائق على الشاشة، ولا نشعر معه بالملل، لأنها بأدائها تضفى على الجمهور حالة من السخرية مما يُطرح عليها وأحيانا من إجاباتها عندما تتحدث عن المرأة.
«تار» قائدة موسيقى، وأستاذة لها طريقتها فى التعريف بالفنون.. تنسى، وأنت تشاهد «كيت بلانشيت» أنك أمام ممثلة، تصف لك كيف تقود الأوركسترا، وأنه ليس عملا سهلا، وليست حركة اليد اليمنى كاليسرى، وأن لكل منهما وظيفة يعلمها العازفون، وهم يراقبونها: متى تبدأ، ومتى تنتهي؟
لم يكن تركيز المخرج فى كتابته للسيناريو على حياة «تار» كاملة أو على شخصيتها، بل اتخذ فترة صعودها بقوة، واستغلالها لهذه القوة كقائدة للأوركسترا، وما حدث لها من انهيار، وخروجها من المشهد الموسيقى.. كل هذا حدث تقريبا فى شهر واحد؛ ليقدم من خلاله فيلما ممتعا.
جسدت كيت البطولة دون أن يكون هناك ممثل آخر مشارك لها أو ضمن فريق عمل مثلما حدث فى فيلمها السابق «Don't Look Up» الذى حقق نجاحا كبيرا، وشاركها بطولته النجوم: ميريل ستريب، وليوناردو دى كابريو، وجنيفر لورانس.
«تود فيلد» أحد المخرجين الموهوبين برغم قلة أعماله، وهو ممثل، وكاتب معظم أعماله، وموسيقى أيضا، ويُعد فيلمه «تار» الأهم بالنسبة له، إذ يأتى بعد غياب 16 عاما عن الإخراج، إذ كان آخر ما قدمه قبل «تار» «الطفل الصغير» فى عام 2006.
استفاد «تود» من مفردات كثيرة فى شخصية كيت بلانشيت، فقائد الأوركسترا يتسم عادة بنحافة جسده، وكونه قادرا على الحركة السريعة، فضلا عن ملامحها الحادة التى عبرت عنها فى الفيلم، تقريبا ابتسمت مرة واحدة، وهى فى السيارة مع مساعدتها، وأشياء أخرى لم يكن أداؤها أساسيا فى الفيلم.
كان واضحا أن «تود فيلد» كتب السيناريو، وهو لا يرى سواها، مؤكدا هو هذا فى مهرجان فينيسيا فى دورته التاسعة والسبعين؛ حيث عرض الفيلم، فحازت عنه بجدارة جائزة أفضل ممثلة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق