هل نحن وحدنا فى الكون؟ هل توجد عوالم أخرى يعيش فيها أشخاص أو كائنات أخرى على كوكب آخر أو فى مكان ما آخر فى هذا الكون الواسع خارج الأرض؟. فعلى مدار 64 عاما من البحث والاستكشاف، لاتزال وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» تسعى وتثابر للإجابة على هذه التساؤلات. وما بين فضول ومتعة فى الاستكشاف ورغبة حقيقية لتحقيق اكتشاف علمى يذهل البشرية، قطعت «ناسا» شوطا كبيرا فى الاكتشافات العلمية للفضاء الخارجى بفضل استخدام التقنيات التكنولوجية الحديثة مثل تيليسكوب «جيمس ويب» وغيره من التكنولوجيا الفضائية المتطورة.
وأعلن مجموعة كبيرة من علماء «ناسا» مؤخرا أنهم على وشك التوصل والإعلان خلال عقد أو عقدين من الزمن عن اكتشاف دلائل علمية حقيقية تؤكد وجود حياة ذكية أخرى على بعض الكواكب القريبة أو البعيدة خارج كوكب الأرض.
فقد أكدت خمس دراسات علمية حديثة أن هناك احتمالات لوجود حياة خارج كوكب الأرض، حيث توصل علماء «ناسا» إلى أن هناك سبع كواكب صخرية تدور حول نجم قزم أحمر فى المنطقة الكونية الصالحة للسكن، وهذه الكواكب السبعة شبيهة بكوكب الأرض أو أكبر قليلا فى الحجم.
كما وجد العلماء أن ثلاثة من هذه الكواكب السبعة لديها الماء فى صورته السائلة، والذى يعتبر واحدا من أبرز المقومات التى تضمن استمرار حياة البشر. كما أن وجود الماء السائل على سطح تلك الكواكب يشير إلى أن درجات الحرارة فيها قريبة من درجات الحرارة على الأرض ويمكن أن تدعم حياة البشر على سطحها.
وعلى مدار أكثر من ستة عقود من البحث والعمل، استطاعت «ناسا» مؤخرا بفضل الروبوت الجوال «برسيفرنس«، الذى هبط على سطح المريخ قبل عام ونصف تقريبا، أن تحصل على ١١ عينة صخرية من سطح كوكب المريخ، وفق خطة محددة للحصول على ٣٠ عينة. ومن المقرر أن تصل هذه العينات إلى الأرض خلال عام ٢٠٣٣ لبحثها واستكشافها. وتخطط «ناسا» لإرسال روبوت جوال آخر فى عام ٢٠٣١ مهمته نقل العينات إلى مركبة هبوط هدفها الإقلاع بالعينات إلى المدار الفضائى وتوصيلها إلى الأرض.
الحقيقة أن أدوات الاستكشاف بمرور السنين تتحسن وتتطور بشكل مذهل. ورغم أنه لا يوجد حتى الآن دليل حقيقى ومؤكد على وجود حياة خارج كوكب الأرض، فإن الاكتشافات العلمية، التى توصل إليها العلماء تؤكد أن الاحتمالات تتزايد بأن هناك فعلا حياة فى عوالم أخرى خارج كوكبنا. ويرى العلماء أنه قد تكون هناك سيناريوهات متعددة لوجود الحياة إما داخل النظام الشمسى لكوكب الأرض أو خارجة.
ويبقى السؤال الآن هو أين سنجد الدليل النهائي؟ هل فى صخور المريخ القديمة؟ أم فى مياه أحد الأقمار التابعة لكوكب فى مجموعتنا الشمسية؟ أم على كوكب خارج نظامنا الشمسي؟ أم فى مجرة أخرى بعيدة عن مجرتنا؟ .. لا أحد يعلم حتى الآن على وجه الدقة، لكن الأوراق البحثية خلال العقدين المقبلين ستحمل الكثير من الإجابات على هذه الأسئلة والكثير من الآمال وتطمئن ملايين البشر أنه فى حال تم تدمير كوكب الأرض لأى سبب من الأسباب سواء بسبب التهديدات بقيام حروب نووية أو بسبب قضية تغير المناخ التى تهدد بانقراض الجنس البشرى فى غضون مائة عام قادمة، قد يجد البشر مكانا آخر يعيشون فيه خارج كوكب الأرض.
رابط دائم: