رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«مكوك» الأثرياء يبدأ «عهد الفضاء»

شريف سمير
مكوك الفضاء

بنجمة سينمائية واحدة لأكثر من ساعة ونصف الساعة، حصد فيلم «جاذبية» الأمريكى ٧ جوائز أوسكار عالمية وعوائد تجاوزت ٣٠٠ مليون دولار. ولم تتخيل صناعة السينما أنها ستدخل فى سباق آخر مع أثرياء العالم لغزو الفضاء واستثمار الأموال الضخمة فى اكتشاف الحياة على سطح كواكب جديدة . فهناك أفواج من مؤسسات عملاقة لرجال أعمال قرروا الإبحار خارج الغلاف الجوى، حيث أطلقت شركة «سبيس إكس» الأمريكية، التى أسسها إيلون ماسك عام ٢٠٠٢ مبادرة لصناعة الطيران وخدمات النقل الفضائى عبر ١٢ ألف قمر صناعى فى مدار أرضى منخفض، فضلا عن إرسال رواد فضاء إلى كوكب المريخ فى رحلات مكوكية مثيرة ومغامرة.

وركزت وسائل الإعلام العالمية فى نوفمبر الماضى على مجموعة من ٧ أثرياء أعلنوا اعتزامهم السفر فى رحلة خاصة إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة «دراجون» الفضائية التابعة لـ «سبيس إكس» على أن يكون على متن الرحلة كل من قطب العقارات الأمريكى لارى كونور، ورجل الأعمال والطيار السابق الإسرائيلى إيتان ستيب، والملياردير الكندى مارك باثى، بالإضافة إلى لوبيز ألجيريا، رائد الفضاء المتقاعد من وكالة «ناسا». وأقر «كونور»، فى تحقيق للمجلة الفرنسية «نوفل إبسرفاتور»، بأن تجارب الفضاء تهدف إلى زيادة الوعى والاهتمام بالرياضيات والعلوم والأبحاث العلمية على الأرض، ومنح جهودهم دفعة قوية من أجل الخير للبشرية. إلا أن التحقيق رفع الغطاء أيضا عن الجانب الخفى من الصورة عندما تطرق إلى الأطماع المادية، التى تحرك بعض الأثرياء وتُغرى منصاتهم الأوروبية باحتلال فضاءات متنوعة فسيحة.

ويسود اعتقاد لدى هذه المجموعات الاقتصادية بأن «السائح الثرى» على سطح الأرض سيقصد الفضاء على نحو مضاعف مستقبلا مع انخفاض خطر الحوادث فى هذه الرحلات إلى ما يقارب الصفر،.وكتبت «سبايس إكس» اسمها بحروف من ذهب فى سجل «الرواد الأوائل» لتجارة الفضاء، بعد أن نجحت فى إرسال أول كبسولة تجارية من حيث التصميم والتشغيل إلى محطة الفضاء الدولية، واستطاعت الشركة خفض تكلفة إرسال الكيلو جرام الواحد إلى الفضاء من ٢٤ ألف دولار إلى ٦ آلاف، لتفسح الطريق أمام الرحلات البشرية إلى الكواكب المهجورة. وحفَّزت الفكرة جيف بيزوس، مؤسس «أمازون» لاقتحام قطاع الفضاء بعد تأسيسه شركة «بلو أوريجين» عام ٢٠٠٠ لتسيير رحلات سياحية إلى الفضاء، بسعر تذكرة تصل إلى ٣٠٠ ألف دولار، وصولا إلى التفكير جديا فى تمكين الإنسان من الاستيطان على سطح القمر . وسارع الملياردير البريطانى السير ريتشارد برانسون، عبر شركة «فيرجين جالاكتيك» فى عام ٢٠٠٤ للسير على نفس الدرب، لتتلقى شركته وقتذاك حجوزات من ٧٠٠ شخص، وبسعر للتذكرة الواحدة يصل إلى ٢٥٠ ألف دولار.

ومنذ أكثر من ٢٠ عاما وهذه الأحلام والآمال تراود «حفنة» من أباطرة المال فى العالم، والآن يبلغ الشغف بهذا الماراثون ذروته ليظهر منافسون جدد للاحتكار الأمريكى أسوة بالسياسة والنفوذ العالمى، فقد ارتفع عدد كيانات الفضاء الخاصة إلى ٤٣٥ شركة، تتلقى المليارات من ٥٨٧ صندوق استثمار، ويتوقع خبراء وعلماء الفضاء زيادة العدد إلى ١٥٠٠ شركة فى غضون الأعوام القليلة المقبلة، وبحلول عام ٢٠٤٠ ستحصد إيرادات «اقتصاد الفضاء» ما يقرب من تريليون دولار.

مرحبا بـ «عهد الفضاء» الجديد بعد أن ضاقت الأرض بسكانها واختنقت بسمومها ومخاطرها، وتبدأ الرحلة الكبرى بـ«مكوك» الأثرياء الفاخر، ويسحب وراءه دفعات متلاحقة من الفقراء والبسطاء تحلم بالفرار من كوكب الهلاك إلى المجهول.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق